سورية الحدث
بعدَ ما فحَصَني الطّبيب اكتَشَفتُ أنَّ الطَّبيبَ هو مَنْ يحتَاجُ للكشفِ عن حالتهِ ، لاتقولوا لماذا، أجيبوني ، أنا ذاهبٌ الى طبيبٍ قلبيّ ما علاقةُ العينِ ليقولَ لي افتحْ فمكَ ،قلْ لي الآن أيُّ أذنٍ تؤلِمُكَ انتظرتُ لساعاتٍ وما زالَ كَتِفي يؤلمني ، أيعقلُ أنَّ الجُّنونَ وصلَ بنا إلى هذا الحدْ لا أعلمُ لمَ تأخذونَ تِلكَ المواقفَ على أنَّها نِكتَةٌ مضحكة.
على الرُّغمِ من أنَّها قِصَّةٌ محزِنة قصَّة تُفسِّرُ حالتي المزرية
يا الله أهذا غضبٌ إلهيٌّ أمْ أنَّ البشرَ أضحى تفكيرهُمْ يسودهُ الرَّجعيّة
أمْ نسوا القواعِدَ الدّيكارتيّة
أمْ أنَّها عنهُمْ مخفيّة
أمْ أنَّ هذا كابوسٌ أصيبَ بالعُتْهِ من كُثْرَةِ الأذيّة
أو الكدماتِ السّرمديّة
ولكنْ كيفَ لكابوسٍ أنْ يصابَ بتِلكَ الامراضِ العقليّة
أأضحى نفساً بشريّة حتّى أصابتهُ رصاصةُ البندقيّة
وغُرِسَتْ بحِنَاياهْ بلا حنيّة
فكفى أتفوَّهُ بعباراتٍ هزليّة
الّتي ظَنَنتُها لوحةٌ فنيّة
وما هي إلّا خربشاتٌ غيرُ منطقيّة
خطَّها فؤادٌ مدمَّىً بجروحٍ أبديّة
اعذروني يا فلاسفةَ اليونان فلتغفرْ لي يا أرسطو ولتُسَامحَني يا أفلاطون فقانونُ عدمِ التّناقُض أصبحَ باطِلاً في مجتمعٍ يدَّعي الحريّة
يَبْتِرُ الايدي الفتيّة ويصنِّفُها في الفِئَةِ الهامشيّة
ويمجِّدُ ويهلِّلُ للأيدي الثّريّة
ويُثني على القتلِ والعدوانيّة
في بلدٍ شِعَارهُ الأوّلْ "كلُّنا سواسيّة"
ومع إنسانٍ يفتَقِرُ الإنسانيّة
إنسانْ احتلّتْهُ الوحشيّة
غزاه طبعُ البربريّة
أصبحَ ينهشُ لحمَ أخيهِ مثلَ صقورِ البرّيّة
ليطبِّقَ قانونَ الغائيّة الّذي "كانَ" تعريفَهُ تحرّكُ الأشياءِ نحوَ تمامِ صورتِها إلى أنْ نَسَفَ إنسانُنا تعريفَ أرسطو بعرضِ الحائط وعرَّفَهُ على أنَّهُ تحرّكُ الأشياءِ نحوَ تمامِ مصلحتنا
وآخرٌ يغتَصِبُ الفتيات ليرويَ رغباته الجنسيّة
والهوَ هَزَمَتْ الأنا الأعلى بغريزَتِها الحيوانيّة
فهلْ تناسوا عواقِبَ أفعالِهم الهمجيّة ؟
يا الله هلْ مِنْ قوَّةٍ إلهيّةٍ تُنجّي الشّباب البَرِيّة وتبعثُ لَهُمْ المنيّة؟.
حسن عبود
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا
