شبكة سورية الحدث


ثلاث ساعات من الزمن مع الرئيس الأسد .. الفكر سيّدُ الحوار

ثلاث ساعات من الزمن مع الرئيس الأسد .. الفكر سيّدُ الحوار

سورية الحدث _ متابعة 

أكثر من ثلاث ساعات حوار خضناها نحن الإعلاميين في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مع السيد الرئيس بشار الأسد يوم أمس الثلاثاء. مدراء، مُعدّين، مذيعين، محررين، بحضور وزير الإعلام.  لم يتردد فيها الرئيس الأسد في الإجابة على أي سؤال. لكن الملفت في إجاباته أنها تفتح بواباتٍ واسعةً للتفكير في القضية التي يجيب عليها. سيادته ليس من النمط الذي يعطي معلومة مغلقة ومنتهية بل يقدم مروحة غنيّة من المعلومات والآراء والاستفسارات متناولاً المسألة في كل احتمالاتها، ولعله أسلوب مقصود من الرئيس الأسد في هذا النوع من الحوارات. وربُّما لم يلتقِ بنا ليقولَ لنا أجندة محددة مسبقاً بل أراد أن يضيء لنا مسارات متنوعة في التفكير  والنظر للقضايا الداخلية الراهنة وكأنه يساعدنا على الصيد بدلاً من أن يقدم لنا سمكة. وهذا إدراك عميق من الرئيس الأسد لوظيفة الإعلام والإعلاميّ، فهو "صانع للرأي والموقف وليس مجرد ناقل أو جسر للمعلومة".
قبل أن نخوض في الحوار ونبدأ أسئلتنا للرئيس الأسد، افتتح سيادته اللقاء بإحاطة معمقة حول كيف يرى هو وظيفة الإعلام ولم يكن مفاجئاً لنا أنه طلب منا بألا تخافوا حتى لو أخطأتم لكن المهم أن تجتهدوا.
بعد ذلك بدأ الرئيس الأسد يتلقى أسئلتنا لكنه لم يكن يجيب عليها كسؤال وجواب وذهب بنا نحو حوار ونقاش وتبادُلٍ للآراء والمعلومات أكثر مما هي جلسة أسئلة صحفية. ولم يكن الرئيس الأسد يقبل الانتقال نحو قضية أو محور جديد قبل أن يتأكد أنه ليس لدينا أية استفسارات أو آراء لم نطرحها بعد في القضية قيد النقاش.
لا يتشاءم إطلاقاً الرئيس الأسد من قادم الأيام لكنه لا يعطيك تفاؤلا في غير محلّه، ومن السهل أن يلاحظ المرء أن لدى الرئيس ثقة كبيرة بالدولة السورية ومؤسساتها وبالسوريين على تجاوز تحدياتهم الراهنة. ولا يربط إطلاقاً خروجَنا من أزمتنا بأي طرف خارجي، فنجاحنا بالنسبة له "يعتمد علينا كسوريين بالدرجة الأولى".
يمتلك الرئيس الأسد محاكمة واقعية فريدة للغاية، في حديثه وأفكاره وآراءه وأحكامه وتقييماته وإجاباته تكون الواقعية سيدةُ الموقف، لا يجامل نفسه ولا يجمِّل الواقع. وعلى سبيل المثال، وبينما كان الحديث عن مشروع الإصلاح الإداري، توقعنا أن الرئيس الأسد سيتحدث عن هذا المشروع بكثير من لغة الإنجاز لأنه يشرف عليه بشكل مباشر، لكن الرئيس الأسد قال لنا أن الإصلاح الإداري الذي نخوضه الآن ما زال فيه الكثير  من الأخطاء والعثرات لكنه أضاء على نقطة جوهرية في صلب هذا المشروع مبيناً أن الإصلاح الإداري وضَعَ معايير واضحة للترفع أو الترقية الوظيفية، وبالتالي فإن وصول الموظف إلى موقع مدير  لا يمكن أن يحصل إلا وفق تلك المعايير  وفي ذلك عدالة وتكافؤ فرص، ولم يتردد الرئيس الأسد في القول أيضاً بأنه ربما مَن يصل إلى موقع مدير وفق هذه المعايير قد لا يكون هو الأكفأ لكنه الأحقّ، مضيفاً، الإصلاح الإداري يحقق لنا العدالة الوظيفية مبدئياً وسيحقق لنا لاحقاً الكفاءة الوظيفية. 
سئل الرئيس الأسد عم مستقبل القطاع العام وهل نتجه نحو الاستمرار بالاعتماد على القطاع العام أن نلجأ للقطاع الخاص، لم يتبنى الرئيس الأسد إجابةً أو موقفاً بل طرح مجموعة من الأفكار والاحتمالات في هذا السياق معتبراً أنه ليس هو من يقرر أي الخيارين نختار العام أم الخاص هذه سياسة دولة ويجب أن يكون القرار جماعياً مستنداً على مصلحة الدولة والمواطن 
في حوارنا مع الرئيس الأسد طرحت مواضيع عديدة، التهريب، سعر الصرف، الدعم، الصناعة، الضرائب، الاستثمار والاستيراد والسياسات النقدية والإنتاج، ولم يغب عن هذا الحوار هاجس كل إعلامي حول مصادر المعلومات وعمل المكاتب الصحفيه فأهم ما يمتلك الإعلام من أدوات هي مدى قدرته على الوصول للمعلومة الحقيقة وإيصالها بتوقيت الحدث ولم تغب ساحة التواصل الافتراضي عن هذا الحديث ودائما يذكرنا بدورنا  وعلاقتنا  بكل أدوات العصر باختصار... كان حواراً رئاسياً في الشكل والمبدأ والمحتوى.
بقلم: الإعلامية سلمى عوده

التاريخ - 2022-12-21 2:47 PM المشاهدات 257

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا