شبكة سورية الحدث


التكية السليمانية في دمشق..

التكية السليمانية في دمشق..

 

سورية الحدث 
بقلم الدكتور راضي حماد 
 
التكية مدرسة تنتمي إلى فصيلة المباني الدينية، ولها وظيفة أساسية هي إقامة الشعائر وفرائض العبادة مما جعلها مكاناً للمتصوفة ينقطعون فيها ويأمنون الخلوة للدعاء والصلاة.‏
والتكية في المفهوم العثماني توازي ما أقيم قبلها من نظام الأربطة والخان قوات مع اختلاف التسمية، إلا أن العثمانيين قد أعطوا هذا النوع من الأبنية وظيفة أخرى لتكون مجالاً للتصدق وإطعام المساكين والفقراء و أبناء السبيل.‏
 
التكية السليمانية  بناء ضخم في دمشق، في منطقة كانت تسمى «المرج الأخضر» أو «المرجة»، شيدها المهندس التركي الشهير «معمار سنان» المتوفى سنة 966هـ بأمر من السلطان سليمان. لتحل محل  قصر السلطان الظاهر بيبرس المعروف باسم القصر الأبلق
وكان ابتداء عمارة التكية والمسجد في سنة 962هـ/ 1554م، واكملت عمارتهما في أوائل صفر سنة 967هـ/ 1559م
تتألف التكية السليمانية و التي أقيمت وفق فن العمارة العثماني الاستامبولي من قسمين 
 التكية الكبرى وتسمى العمارة الغربية وتتألف من مسجد ومدرسة، والتكية الصغرى وتسمى العمارة الشرقية وتتألف من حرم للصلاة وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف تغطيها قباب متعددة. وتبلغ مساحة التكية الإجمالية نحو11000 متر مربع. 
كما تضم التكية قبور ومدافن بعض السلاطين العثمانيين وعائلاتهم فهي لا تزال قائمة إلى الآن وتستقبل زوارها من المسؤولين الأتراك وعائلات السلاطين المدفونين فيها، وتتوضع في القسم الجنوبي وعلى طرفي المسجد الرئيسي.
أما المدرسة والسوق فلقد شكلتا مجموعتين مستقلتين عن التكية وأن وحدتهما الزخارف والقباب والأروقة. حيث يقع سوقها التجاري إلى الشمال من المدرسة التي ألحقها السلطان القانوني، ويتكون من مجموعة من الحوانيت التي تساعد الحجاج على شراء ما يحتاجونه في طريقهم إلى بيت الله الحرام ويقسم إلى صفين شرقي وغربي بطول85 م من كل جانب. ولهذا السوق بابان جنوبي يصلها بالتكية والمدرسة، وشمالي يصلها مع بقية أجزاء المدينة.
وقد ارتبط اسم التكية في الأساطير الشعبية بأنها ملاذ الدراويش المنقطعين للعبادة، وفي الواقع كانت التكية الصغرى مأوى للغرباء وطلبة العلم، وتظهر صور المستشرقين ورسوماتهم أنها كانت محطة للحجاج القادمين من آسيا إلى الديار المقدسة، وحتى أواخر الستينيات كانت قوافل الحجاج الأتراك القادمين براً تتوقف قرب التكية في الذهاب والإياب، ويتجول الحجاج في التكية وبعض أسواق دمشق القديمة،حيث ينتشر الباعة ولا سيما بائعي الألبسة

التاريخ - 2023-07-25 7:28 PM المشاهدات 623

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا