سَيَظلُّ وَطني!

سورية الحدث 

قالَ الإمامُ الشافِعيّ :
(تَغرَّب عنِ الأَوطَانِ في طَلبِ العُلى وسافر.. فَفي الاسفارِ خَمسُ فوائدِ : تَفرُّجُ همٍّ ،وإكتسابُ مَعيشةٍ ،وعِلمٌ ،وآدابٌ و صُحبةُ ماجِد)
فَتَغَرّبّت..
لَعَلِّي أَبْنِي نَفْسِي مِن جَديد..
وَرِحتُ أبحَثُ لي عن أرض..
وخَرجتُ مِن وَسطِ الرُكامِ وحَاربت..
فَوَجَدُتُّني أُوَّلَّ مَا كَبُرتُ..
أَرَدْتُ لوَطَني أن يَرَى كَيفَ صِرت..
نَعم قَرَّرتُ الإِبتِعادَ عَن قَصد..
لَكِن مَا إن اِشتَدَّ عُودي..
أردتُه أنْ يَعلَمَ كيف صَمدتُ..
وبِمَ انتصَرت..
ف مَابالي أبكي الغُربةَ والبُعد؟..
ولِمَ أبكِي وطنًا كانَ سبَبَ مأسَاتي؟!..
فَعِندما رَحَلتُ كُنتُ في أعماق يَأسي..
في أَشَدِّ انكِساراتي..
أَدَرتُ ظَهْري عَنهُ ورِحتُ أبحثُ لي عن وطنٍ في الغُربة..
علّنَي أُضَمِدُ جِراحي وكَدماتي..
لكنَّ ..
رغم أنَّ الياسمينةَ قَد ذَبُلَت..
وأنَّ البيوتَ قَد هَدِمَت..
ورُغمَ ذِكرياتُنا التي اندَثَرت..
إّنّهُ وَطني!!..
رَغمَ الحُزنِ والفَقد..
وَرَغمَ الحياةِ التي تَفتَقِرُ إلى الحياة..
إنّهُ وَطني!!..
نَعم صِرتُ أقوى.. نعم نَجحت.. ونَعم مِن نَفسي طوَّرت.
لكنَّني لِتِلكَ الأرضِ أنتمي..
رُغم كلِّ مالديَّ مازِلتُ أرضَهُ أشتاق..
ورُغم كلِّ علاقاتي مازال يُضعِفُني الفُراق..
رُغم كلِّ مَساوئِهِ ومَحاسِنِ الغُربة..
إنَّهُ وَطني!!..
هُناكَ خُلِقت وهُناك كَبُرت..
هناكَ حَلُمتُ وهُناكَ طَمَحت..
هُناك بنيتُ ذِكرياتي وهُناكَ خُذِلت!
هُنا قَويتُ وهُناك كُسرِت..
لكنَّه وَطني!!.
صَحيحٌ أنا لَن أعودَ مُجدَدًا أنّي قُلت..
لكنّي سأعودُ يومًا وأقولُ كَما قالَ نِزار..
أنّي وَعدتُكِ أن لا أعودَ وَعُدت.

آيــة الـحمــود
07-10-2023