شبكة سورية الحدث


غرر بها باسم الحب وبعد كشفها لأكاذيبه قرر أهلها قتلها فانتحرت

بقلم رولا نويساتي   غرر بها باسم الحب وبعد كشفها لأكاذيبه قرر أهلها قتلها فانتحرت   على الرغم من صغر سنهما إلا أن (معن) ابن العشرين ربيعاً قطع عهداً لمحبوبته (ميس) ابنة السبعة عشرة ربيعاً بأن لا يتخلى عنها طوال العمر مهما كلفه ذلك من ثمن بعد الحب الذي جمع بينهما لمدة ثلاثة سنوات, إلا أن تلك الوعود والعهود سرعان ما بدأت ترتطم بشواطئ الواقع، وذلك بعد  رفض ذوو (ميس) المتكرر له, وحتى يختصر (معن) عليه العذاب اختار الطريق الأقصر له دون حساب أنه بقراره قد يجلب العديد من المتاعب والصعاب والتضحيات لمحبوبته التي كانت توافقه على جميع قراراته دون تفكير.   قرار يعبر عن أنانيته   مشكلات عدّة تعرضت لها (ميس) من قبل أهلها بعد رفضهم لارتباطها بـ(معن) بشكل قطعي, وخاصة بعد أن طلبوا منها قطع علاقتها به نهائياً, ما شجع (معن) ودفعه لتنفيذ ما خطط له بعد أن أشار لـ(ميس) بأن الخيار الوحيد الذي بقي لهما هو الهرب بعيداً عن كل تلك المتاعب، ووضع أهلها تحت الإقامة الجبرية, وافقت (ميس) على تلك الخطة الجنونية بعد أن قطع لها (معن) وعداً بأنهما سيتزوجان وسيقوم بتثبيت زواجهما بشكل رسمي بعد أن تصبح في السن القانوني, وعندها ستكون جمع الأمور قد أصبحت على ما يرام... وبعد عدّة أيام كانت قد هيأت (ميس) نفسها وأخذت بعضاً من ثيابها وحاجياتها وهربت من منزلها عندما كان والدها وأشقاءها كلاً في عمله، بينما والدتها كانت عند إحدى الجارات.. كان (معن) بانتظارها في سيارة تكسي انطلقت بهما إلى منزل قام (معن) باستئجاره مسبقاً في منطقة دويلعة بريف دمشق استكمالاً لمخططه.   فجوة المشكلات أودت بهما للهلاك   أيام انقضت بدأ خوف (ميس) خلالها يختفي رويداً رويداً وخاصة بعد الأحلام الوردية التي كان (معن) يزرعها بذهن (ميس) يوماً بعد يوم, ليأتي اليوم الذي لم يكن بالحسبان عندما لاحظت (ميس) بأن بطنها بدأ يكبر لتفاجأ بأنها حامل, عندها جن جنون (معن) الذي لم يحسب حساباً لهذا اليوم أبداً, فطلب من (ميس) إنزال الجنين على الفور, إلا أن الأخيرة رفضت ذلك مشيرة له بأن ذلك يتطلب الكثير من المال إضافة إلى أن شهروراً قليلة وستكون تخطت السن القانوني وبذلك ستتمكن من تثبيت زواجهما في المحكمة كما وعدها (معن), ليكشف الأخير عن وجهه الحقيقي عندما أشار لها بأن ذلك لن يتم وكل تلك الوعود كانت مجرد كلام, أيام قليلة كانت المشاحنات والمشاجرات خلالها تزداد ساعة بعد ساعة, قبل أن يطلب (معن) منها التصرف وإلا سيقوم بطردها خارج المنزل.    ذهبت للموت بقدميها   الحالة التي وصلت إليها (ميس) بعد تخلي (معن) عنها وعن تأدية واجباته لها بسبب حملها منه وإصرارها على عدم إنزال المولود أصابتها بكآبة شديدة أودت بها لأن تقرر الذهاب إلى الموت بقدميها, وذلك عندما قررت وجوب مواجهة مصيرها مهما كلفها ذلك من ثمن بعد أن قطعت الأمل مِن مَن اعتبرته رفيق دربها للأبد, أخذت (ميس) أغراضها واتجهت إلى منزل أهلها الكائن في ريف دمشق دون أن تخبر (معن) الذي كان خارج المنزل وقتها, وما إن طرقت الباب حتى فتحت لها والدتها التي ما إن رأتها حتى تسمرت في مكانها, بينما والدها الذي كان يجلس بصحبة شقيقه الذي أتى لزيارته بدأ يصرخ مستفسراً عن الشخص الذي طرق الباب, لتكن المفاجأة حين دخلت ابنته إليه وبدأت بالبكاء محاولة الاعتذار منه ومن بقية عائلتها لما تسببت لهم من خزيٍ وعار, إلا أن والدها الذي رفض أن يسمعها بدأ بالصراخ في وجهها وحاول أن ينقض عليها ليضربها, لكن شقيقه استطاع أن يقف في وجهه وأن يمنعه من ذلك.   انتحرت قبل أن تقتل   لم يستطع الأب تمالك نفسه فبدأ بإلقاء الكلمات النابية على ابنته على مسمع ومرأى من الجميع الذين حاولوا تهدئته والإشارة له بضرورة الاستماع ابنته قبل أن يقوم بأي حكم عليها, فما كان أمام (ميس) التي لم تعد تتمالك أعصابها وخاصة بعد أن عاد بها شريط ذكرياتها في ذهنها للخلف لتتذكر المصيبة التي وضعها بها (معن) ومن ثم تخلى عنها سوى أن تهرع إلى المطبخ وتأتي بسكين كبيرة وتقوم بقطع شرايين يدها اليسرى أمام مرأى الجميع الذين لم يتوقعوا منها فعل ذلك, وبالتالي فإن أحداً لم يستطع اللحاق بها أو إنقاذها, لتسقط (ميس) وسط بركة من دمائها على الأرض دون حراك, دقائق قليلة عمّ خلالها الصمت أرجاء المكان قبل أن تطلق والدة (ميس) صرخة مدوية كانت كفيلة لإيقاظ الجميع من صدمتهم, حيث هرع العم للاتصال بقسم الشرطة والإسعاف التي أتت لكن بعد فوات الأوان, فقد توفيت (ميس) وجنينها بسبب النزيف الشديد الذي تعرضت له .   العدالة تأخذ مجراها   كانت أصابع الاتهام تشير إلى والد (ميس) وخاصة بعد شهادة الجوار الذين أكدوا سماع الصراخ والكلمات القاسية إضافة للتهديدات الذي وجهها (نذير) لابنته ليلة وفاة (ميس), إلا أن شهادة الأم وأشقاء (ميس) إضافة إلى عمها الذي كان متواجداً معهم ليلتها كانت متطابقة مع أقوال (نذير) في سرد أحداث وتفاصيل انتحار ابنته, أما القشة التي أنقظت (نذير) وأثبتت براءته فقد تمثلت ببصمات (ميس) التي كانت على سكين المطبخ التي استخدمتها لقطع شرايينها, ليخرج (نذير) بعد أن نال شرف البراءة إلا أنه فقد ابنته, بعد أن كان من السهل عليه أن يمنع حدوث جريمة كهذه لو استمع لها منذ البداية, بينما قام أهل (ميس) برفع دعوة على (معن) الذي تم إلقاء القبض عليه وإحالته للقضاء بعد اعترافه بالتهمة الموجهة إليه وهي التغرير بقاصر بعد إثبات عدم وجود وثيقة تثبت زواجه مع (ميس) التي كانت حامل بجنين منه.   
التاريخ - 2015-11-15 1:52 AM المشاهدات 1037

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا