شبكة سورية الحدث


دعوة عشاء على مائدة الخيانة الزوجية

بقلم محمد الحلبيدعوة عشاء على مائدة الخيانة الزوجيةقالوا قديماً الجار قبل الدار، لأن الجار هو أول من تلجأ إليه إذا ماصادفتك مشكلة في بيتك، وهو الحارس الأمين والمؤتمن في غيابك عن دارك وأهلك،وخصوصاً إذا ما كان عملك يتطلب غيابك لفتراتٍ طويلة عن المنزل، ويتوجب على الجارأن يرعى حق جاره ويصون عرضه وكرامته، لا أن يتربص به وينتهز الفرصة لينتهك حرمةبيته كما هو الحال في قصتنا اليوم....خطب رنانةكثيراً ما تحدث (مازن) أمام جيرانه في الاجتماعات الدورية لأهالي البناء عنالتآلف والتآخي بين الجوار في البناء الواحد، وكان لكلماته الرنانة وخطبه المنمقةالأثر الكبير في نفوس جيرانه كونه الرجل المثقف الواعي والمتعلم بين أقرانه منالجوار، مما دفع بالمدعو (يزن) إلى التقرب منه وحث زوجتهِ أيضاً على التقرب منزوجة جاره (مازن) المتزينة بمظاهر الحضارة الغربية الزائفة، وكان يقول لزوجتهالمدعوة( تغريد) أن زوجة جارهم (مازن) سيدة مجتمع مرموقة، وأنه يتوجب عليها التعلموالتقرب منها .. لكن (تغريد) كانت تعارض هذه الفكرة دائماً وتقول له أن حياة جارهم(مازن) تختلف كثيراً عن حياتهم، فالسهرات المخملية التي لا تنتهي حتى آخر الليلودعوات المجتمع المخملي بحاجة إلى (بقرة جحا) على حد تعبيرها وهم بالكاد يتدبرونأمورهم حتى آخر الشهر....دعوة على العشاءفي ذات يوم وبعد إلحاحٍ كبير من المدعو (مازن) لجاره (يزن) بقبوله دعوة علىالعشاء في أحد المطاعم الراقية كونه جاره المقرب وافق هذا الأخير على الدعوة رغممعارضة زوجته لها بداية الأمر قبل أن توافق على مضض، وفي السهرة المزعومة وعندماكان (يزن) مع أطفاله في قسم الألعاب شاهد من بعيد جاره وقد انتقل من مكانه وجلسإلى جانب زوجته (تغريد) ودفع بالنرجيلة التي كانت في يده إلى فمها التي تقبلتها منيده بعد ممانعة بسيطة منها بداية الأمر، فأسرع (يزن) إلى زوجته ونار الغيرة تأكلقلبه محاولاً عدم إظهار تأثره بما حصل، وهذا ما دفع بـ (مازن) إلى التمادي بالتغزلبزوجة جاره صراحةً تارةً وبالكلام المبطن بالخبث تارةً أخرى... وعندما عاد (يزن)إلى بيته مساءً ثار بوجه زوجته و لامها على تصرفاتها التي بدرت منها أثناء دعوةالعشاء، لكن (تغريد) أخذت تصرخ في وجه زوجها وتذكره بكلامها أنه هو من أراد الذهابإلى هذه الدعوة، فوضع (يزن) على جرحه ملحاً وظن أن الأمور سوف تنتهي عند هذا الحد،لكن ما خفي كان أعظم، فتصرفات زوجته قد تغيرت كثيراً، و أحادثيها الهاتفية أصبحتعلى غير العادة، كما أن فاتورة الهاتف أصبحت مضاعفة بشكل كبير، وما همس به صاحبالسوبر ماركت في أّذن (يزن) من أن زوجته لا تفتأ أن تحول رصيداً إلى جوالها كل يومدفع بـ(يزن) إلى طلب كشفٍ بالمكالمات الهاتفية، وإذ برقم جاره (مازن) يتكرر عدةمرات كل يوم، فجن جنونه وأسرع إلى زوجته و طالبها بقول الحقيقة التي حاولت إخفاءهاقبل أن يقدم لها الدليل القاطع لإدانتها، وهنا أقسمت (تغريد) لزوجها أن علاقتهابالمدعو (مازن) لم تتعدَ المحادثات الهاتفية، إلا أن (يزن) أعطاها كلمتها واتهمهابالخيانة الزوجية وأعادها مطلقة إلى بيت أهلها....الدعوة القاتلةبعد عدة أيام قام (يزن) بدعوة جاره على العشاء، وعندما عاد (مازن) إلى بيتهبدء يشعر بآلام مبرحة من معدته، فقامت زوجته بإسعافه إلى المشفى، ولكنه كان قدفارق الحياة قبيل وصوله بلحظات حسب تقرير الطبيب الشرعي الذي أفاد أن كمية السمالتي تناولها المغدور كبيرة جداً مما حال دون إنقاذه من مصيره الأسود،وقد ادعتزوجة(مازن) أن زوجها تناول العشاء في منزل جارهم (يزن) بدعوة من هذا الأخير،والمفاجأة أن (يزن) كان قد سلَّم نفسه لرجال الأمن واعترف بما قام به من جرم بداعيالشرف، وقد أحيل إلى القضاء حيث كرر أقواله هناك، لكن الدفوع التي تقدم بها محاميالدفاع لم تقنع هيئة المحكمة، فتم تجريم (يزن) بتهمة القتل العمد وتم إحالته إلىمحكمة الجنايات بدمشق ليحاكم وفق أحكام المادة 535 من قانون العقوبات العام، صدر وأفهمعلناً                                               
التاريخ - 2015-11-23 9:25 PM المشاهدات 712

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا