شبكة سورية الحدث


المخدرات كتبت نهاية ابن أبو العبد في الدويلعة

بقلم محمد الحلبي   المخدرات كتبت نهاية ابن أبو العبد في الدويلعة   بلوعةٍ في الضلوع، وبشفاهٍ مرتجفة، وبدموعٍ ساخنة، خُطت سطور هذه القضية التي نأمل من خلالها أن نرسل برسالةٍ إلى كافة الأهالي أولاً وإلى جيل الشباب ثانياً عن الخطر الذي يُحاصر أبناءنا من آفة المخدرات, وإن كان طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فإن طريق المخدرات يبدأ بحبة..   قصة كتبتها الدموع   التقيت به مصادفةً أثناء قيامي بتحقيقٍ صُحفي فقال لي إنه راغبٌ بنشر قصة ولده علّها تكون عبرة للناس..   يقول (أبو العبد): كان ولدي وحيداً على ثلاثة بنات.. كنت أرى الدنيا من بريق عينيه, وأرى سعادتي من خلال ابتسامته التي لن تفارق مخيلتي ما حييت.. لقد كبر ذلك الطفل الصغير الذي لطالما حملته على ظهري وأنا أداعبه.. كثيراً ما تعاركنا, وكثيراً ما ركض خلفي ليقبض عليّ, وضحكاتنا تتعالى إلى السماء, فقد حاولت أن أصنع منه رجلاً، لكنني أعترف الآن أنني كنت رباناً غير ماهراً, ولم أعرف كيف أدير دفة السفينة لأصل بولدي إلى بر الأمان.. نعم لقد كان الولد المدلل بالنسبة لي وكنت لا أرفض له طلباً مهما كان.. كنت ألوم أخوته البنات إن تعرضن بالمضايقة له, أو حاولن إزعاجه، لكن على ما يبدو أن سهامي قد أخطأت مرادها, فولدي قد فهم هذا الدلال على أنه ضعف مني, وأخذ يستغل دلالي له وعطفي عليه ومحبتي الزائدة لتصريف أمور حياته الشخصية كما يحلو له رغم أنه كان من المتفوقين في مراحل الدراسة كافة إلى أن دخل الجامعة, بعدها تغيرت حياته كلياً، حتى محبته للرياضة التي كان يمارسها ويتباهى أنه كان بطل فيها بدأ يبتعد عنها, وراح يميل إلى الانعزال والجلوس وحيداً في غرفته, وقلما كان يغادرها إلى أي مكان.. ظننت بدايةً أن هذا الأمر طبيعياً, فمعظم الشباب في هذه المرحلة يميلون إلى العزلة عن الناس, والتفكير في شؤون حياتهم الشخصية, ولهذا لم أتدخل في شؤونه حتى بدأ يعاني من نوبات أشبه بنوبات الصرع.. فأخذته إلى الطبيب الذي طلب مني أن أذهب بولدي إلى أحد مراكز الإدمان لمعالجته هناك.. لم أصدق ما أسمع وظننت أن الطبيب يتحدث عن شخصٍ آخر غير ابني, لكنني فعلت ما أمرني به حيث بقي ولدي هناك فترة من الزمن قبل أن يخرج ويعود إلى ما كان عليه من إدمان، حيث أن رفاق السوء لم يدعوه وشأنه, فأصبح عدواني جداً.. حتى أنه في أحد المرات رفع بوجهي سكيناً محاولاً قتلي بغية إعطائه النقود كي يشتري بها المخدرات, فاشتريت جنزيراً وقمت بربط ولدي إلى سريره كي لا يغادر إلى أي مكان, ولكن قضاء الله وقدره أراد أن يرحه من هذه الحياة ويريحنا نحن من عذابنا كلما شاهدناه يتلوى على الأرض ولا يستطيع أن نفعل له شيئاً, واليوم هناك مئات بل آلاف من الشباب قد ينتظرهم ذات المصير المشؤوم الذي سرق ابني فلذة كبدي في غفلة مني, لذا أتوجه عبر موقعكم إلى الأهالي لأقول لهم أنه لا ضير إن تابعتم أو تعرفتم على أصدقاء أبناءكم وسؤالكم لهم أين يقضون أوقاتهم قبل أن يقع المحظور ففي الليلة الظلمات يُفتقد البدر..                                                 
التاريخ - 2015-11-28 2:50 PM المشاهدات 1013

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا