شبكة سورية الحدث


من ظلم أهليها إلى أحضان الجحيم ... قصة فتاة هاربة

  خاص - بقلم محمد الحلبي   تعتبر مرحلة المراهقة والمرحلة التي تليها (بداية مرحلة الشباب) من أخطر المراحل العمرية التي يمر فيها الجيل الناشئ ذكوراً وإناثاً على حدٍ سواء, حيث يمكننا أن نطلق على هذه المرحلة من العمر بمرحلة البحث عن الذَّات التي تتكون فيها شخصية الفرد.. فالمراهق يكون في هذه المرحلة كالشجرة الصغيرة الغضة التي تتمايل مع كل نسمة هواء تتلاعب بها, وهنا يأتي دور الأهل في تقويم سلوك أبنائهم, وحماية هذه الشجيرة الصغيرة إلى أن يشتد عودها وتصبح قادرة على الوقوف في وجه الرياح العاتية, وإلَّا فسوف تتكسر على صخور الحياة ويرمى بها في أودية الضياع, كما هو حال (منال) ابنة الثمانية عشر ربيعاً, فما هي حكاية هذه الفتاة، وكيف تصرفت مع جور أهلها عليها وتشددهم في تربيتها, وكيف غرق بها المركب التي ظنت أنه سوف يحملها إلى شواطئ الأمان.. الوردة المتفتحة كانت (منال) على وشك الخروج من عنق قارورة المراهقة إلى بحر الشباب عندما تلقت أول صفعة من أهلها لدى إجبارها على ترك الدراسة, وتحولهم إلى مخبرين سريِّين يتابعون تحركاتها كيفما اتجهت بحجة الخوف عليها وحمايتها, حتى ضاقت بهم ذرعاً وبدأت تفكر بالخلاص منهم والاستقلال بحياتها بعيداً عنهم.. حزمت أمتعتها القليلة وخرجت هاربةً من ذلك السجن الذي فرضه أهلها عليها ظناً منها أنها خرجت من نار أهلها إلى جنةٍ تنتظرها في قادمات الأيام.. اختفت (منال) دون أن تترك وراءها أي أثر, وقد تقدم أهلها ببلاغٍ إلى الجهات المختصة يفيد بتغيب ابنتهم عن المنزل في ظروفٍ غامضة, لتمر بعدها الأيام دون أن يُسمع عن (منال) أيُّ خبر. فتاة بائسة كانت هناك فتاة تجلس على أحد المقاعد في حديقة المنشية بمنطقة البرامكة, وكانت هناك عيون وحشٍ كاسرٍ سال لعابه وهو يرقب تحركاتها المضطربة دون أن تفطن له.. قامت متثاقلة وقد أرهقتها مآسي الأيام متجهةً إلى إحدى دورات المياه في الحديقة, فتبعها ذلك الوحش محاولاً الاعتداء عليها, لكن صراخها المجنون استرعى انتباه المدعو (خالد) الذي كان متواجداً بالحديقة مع أصدقائه, فهب لنجدتها وقام بتخليصها من براثن ذلك الوحش, وقام بتسليمه إلى رجال الشرطة بعد أن حاصره بعض الناس المتواجدين هناك, وفي قسم الشرطة اعترف ذلك الوحش المدعو (رامي) بمحاولة اغتصابه لـ(منال) إلا أن الأخيرة أصرَّت على أنه قد تمكن منها و قام باغتصابها فعلاً, مما اضطر رجال الأمن إحالة (منال) إلى الطبابة الشرعية بحثاً عن الكلمة الفصل في هذه الحادثة.. مفاجآت أكد تقرير الطبيب الشرعي أن المدعوة (منال) قد تعرضت فعلاً إلى اعتداء, ولكن المفارقة أن هذا الاعتداء قديم ويعود إلى شهورٍ خلت, وهنا حاصر رجال الأمن (منال) بالأسئلة حيث لم تجد مهرباً من الاعتراف أنها كانت قد تعرفت على المدعو (شاهر) بُعيد مغادرتها لمنزل أهلها هاربةً من ظلمهم وجورهم عليها, وقد أفادت في محضر استجوابها أن المدعو (شاهر) قام بتأمين منزل لها ليؤويها مقابل عملها في مساعدة زوجة أحد أصدقائه بالأعمال المنزلية بالإضافة إلى أجرٍ معقول يعينها على الحياة التي اختارتها, لكنها فوجئت أن المنزل الذي أخذها إليه كان خالياً تماماً من أي إنسان, وهناك قام باغتصابها وعاشرها معاشرة أزواج دون رادعٍ أو خوف كونه كان قد علم منها قصتها كاملةً ومن أنها لن تجرؤ على العودة إلى منزل أهلها بعد أن تركته هاربة.. بل راح (شاهر) حسب إفادتها يَعدها بأنه سوف يتزوجها بشكلٍ رسميٍ لاحقاً في محاولةٍ منه لإشباع غرائزه المتأججة أطول مدة ممكنة.. وبعد أن ملَّ منها ومن طلبها المتكرر بالزواج الشرعي أنكر وعوده لها ورماها في الطريق لتعود وحيدةً شريدةً مهيضةَ الجناح تسير على غير هدىً حتى تعرض لها المدعو (رامي) في الحديقة وقام بالتحرش بها فحاولت إلصاق تهمة الاغتصاب به.. هذا وقد تم اعتقال المدعو (شاهر) الذي حاول بدايةً إنكار معرفته بـ(منال) لكن بعد التضييق عليه بالتحقيق اعترف بما نسب إليه من تهمة اغتصاب (منال) ومعاشرتها معاشرة الأزواج، لكنه حاول المراوغة بقوله أن ما حصل قد كان بموافقتها قبل أن يحال برفقة المدعو (رامي) إلى القضاء ليقول الكلمة الفصل بحقه, في حين أُعيدت (منال) إلى كنف أهلها بعد أن تعهدوا بعدم التعرض لها بأي أذىً..
التاريخ - 2016-01-02 6:48 PM المشاهدات 840

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم