شبكة سورية الحدث


إزالة الحواجز في العاصمة... اطمئنوا أيها الدمشقيّون

لم يعد الوصول إلى ساحة الأمويين في قلب العاصمة دمشق مهمة شاقة. لا مسافات طويلة لقطعها بحثاً عن مخرج يعيد المواطنين إلى هذه الساحة المغلقة بالقرب من «الأركان» منذ أكثر من عام ونصف العام. أعادت محافظة دمشق أخيراً فتح طرق رئيسية عدة كانت مغلقة أمام حركة السيارات. وقد أثّرت إزالة الحواجز بشكل كبير في حركة السير والازدحام الذي عانى منه المواطنون طيلة هذه الفترة. مصدر في محافظة دمشق أوضح الهدف من هذه الخطوة، وهو «تخفيف الضغط عن الجزء الجنوبي لمدينة دمشق وإراحته بعدما كثرت فيه الحواجز وتقطعت الطريق»، واعداً «بخطط قريبة لإزالة المزيد من الحواجز، من دون تحديد مدة زمنية لذلك ولا أماكن معينة». وعزا مصدر أمني السبب في إزالة الحواجز الى ما «يحققه الجيش السوري على الأرض»، الأمر الذي «انعكس انطباعاً إيجابياً على مشاعر السوريين، لأنهم شعروا أن الأمن عاد وتحقق». لكنه استبعد «إزالة المزيد من الحواجز قريباً»، موضحاً أن «الحواجز ترفع عند التأكد من عدم وجود ضرورة لها وأن المنطقة باتت آمنة وبعيدة عن الخطر، وإزالة الحواجز تجرى بناءً على دراسة أمنية وميدانية لما يمكن أن تشكله هذه الخطوة». وقد قوبلت هذه الخطوة بإيجابية تامة لدى المواطنين ووسائل الإعلام لناحية التخفيف من الازدحام وتيسير حياة المواطنين. كذلك وصفتها وسائل الاعلام المحلية بأنها خطوة تدل على «تحسن الوضع الأمني في دمشق»، في حين تعاملت معها وسائل الإعلام المعارضة بشيء من «الاستغراب والتشكيك»، وفي الوقت نفسه «بكثير من الخوف». الخوف الذي بثته الوسائل الإعلامية المعارضة لم يكن بعيداً عن نفوس البعض، إذ ذكر عدد ممن استطلعت آراءهم أنّ إزالة الحواجز «قد تفتح الباب ثانية أمام الانتحاريين لتنفيذ عملياتهم في دمشق»، خصوصاً أن الحواجز المختارة تقع أمام مواقع أمنية مهمة وسبق أن تعرضت لتفجيرات، في حين أثبت البعض الآخر وجهة نظر الوسائل الاعلامية «المؤيدة»، متحدثين عن «الراحة الجديدة التي حققتها إزالة الحواجز واختصار الوقت والجهد؛ فالطريق أصبح الآن يسيراً وسهلاً ويمكن إنهاؤه باجتياز شارع واحد بدلاً من الالتفاف حول دمشق بحثاً عن مخرج». في «أيام الكريم»... اطمئنوا أيها الدمشقيّون يقف قائد مركز دمشق للدفاع الوطني وسط الثكنة، مشيراً الى أحد قادة المجموعات: «ممنوع أن تضعوا المتراس على الطريق (الفلاني)، فالتوجه الآن نحو إعادة هيكلة الحواجز في المدينة وأطرافها، والوضع أصبح أكثر اطمئناناً». كلمات سريعة أطلقها الرجل قبل مغادرته المركز، تعكس واقعاً بدأ الدمشقيون يتلمسونه منذ بداية شهر رمضان. إلى ساحة المحافظة، حيث يدير محافظ دمشق الطبيب بشر الصبان أمور المدينة على طاولة خشبية تراثية، يتلمّس الرجل خارطة عليهـا رسوم توضيحية لنقاط تموضع حواجز الجيش، ويشارك في رسم خطة إعادة هيكلتها بما يتناسب مع المرحلة المقبلة. المعنيون بالأمر يرون أن الدولة تتصرف بارتياح بعد نجاحها في استحقاقات عدة، كان آخرها الانتخابات الرئاسية، في موازاة اتجاه خارطة المواجهات إلى مستقبل مطمئن بأيامه القليلة المقبلة على أقل تقدير. فعسكرياً، نقاط التماس رسمها الجيش بدقة، محافظاً على تفوقه في ميزان القوى مُبعداً ما يتداوله معارضون عن «معركـة دمشق الكبرى»، حيث أصبحت دائرة الأمان مُتسعة بقدر يجعل زوار العاصمة يتلمسون الفَرق. أحد مُهندسي المصالحات قال إنّ «عملية إزالة بعض الحواجز وإعادة انتشار بعضها لا يعني أن الحَرب انتهت، لكن احتمالات الخَطر في تدن واضح». ويتابع: «بالتوازي مع العمليات العسكرية للجيش السوري استطاعت المصالحات اخراج مناطق كثيرة من دائرة المواجهات وتوسيع سيطرة الدولة على الجغرافيا حتى على أطراف العاصمة دمشق». من جهته، رأى مصدر ميداني أنّ مناطق انتشار مقاتلي المعارضة في ريف دمشق مطوّقة بالكامل وأن «المسلحين أيقنوا أن سقف امكاناتهم هو التحصن داخلها، وأن دمشق حلم مستحيل المنال». وأشار المصدر إلى أنّ «نقاط تفتيش الجيش ستبقى عند مداخل العاصمة بتفتيش دقيق ممنهج، لدرء اي اختراق، فيما سيُعاد نشر الحواجز داخل العاصمة بما يتناسب والمصلحة المشتركة بين الدولة ومواطنيها». يذكر أن دمشق شهدت تراجعاً لتساقط قذائف الهاون خلال الأسابيع الماضية.  سورية الحدث - الاخبار
التاريخ - 2014-07-08 2:23 PM المشاهدات 758

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا