شبكة سورية الحدث


ازدهار سوق السيارات في ظل الأزمة..أسعار السيارات في سورية هي الأرخص عالمياً... والدليل؟!!..

خاص - سورية الحدث  بقلم :محمد الحلبي – رولا نويساتي رغم أن الركود أصاب العديد من الأسواق في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد إلا إنه في المقابل أيضاً ازدهر العديد من الأسواق التي لا يمكن للعين أن تغفل عنها كأسواق الطاقة البديلة (مولدات – بطاريات – ليدات ...إلخ) أو أسواق الألبسة المستعملة كسوق البالة، إلى غير ما هنالك من الأسواق، أما سوق السيارات فمرَّ بمراحل متباينة من حالة ركود إلى حالة ازدهار واختلاف في الرؤى حتى أصبحت أسعار السيارات في سورية هي الأرخص في العالم، أو على الأقل بين جيرانها من البلدان – كما يدعي تجَّار السيارات-  بعد أن كانت هي الأغلى وبأسعار مضاعفة عنها،و طبعاً هذا الكلام صحيح إذا ما قدر سعر السيارة بالقطع الأجنبي، في حين أن السيارات وأسعارها بالنسبة للمواطن السوري لم يعد حلماً كما كان من قبل بل أصبح ضرباً من ضروب الخيال..إذاً كيف يزدهر هذا السوق ويشهد حركة بيع وشراء غير عادية إذا ما قلنا أن السيارة باتت أكثر من حلم بالنسبة للمواطن السوري؟ فمن هم الذين يشترون ومن هم الذين يبيعون؟ الإجابة على هذين السؤالين في التحقيق التالي.. تابعوا معنا:من قلب الحدثمن خلال جولتنا في سوق السيارات الجديد والذي انتقل مقره من منطقة الحجر الأسود وحرستا إلى أوتوستراد الزاهرة الجديدة والصناعة كانت الأقدام تزدحم عند مكاتب بيع السيارات، وهناك كان السيد (أبو هشام) مشغولاً بفحص سيارة قديمة (لانسر موديل 1983) ادعى أن صاحبها طلب ثمناً لها مليون ونصف المليون ليرة سورية, وعندما سألناه كيف سيدفع هذا المبلغ في سيارة كان سعرها قبل الأزمة في أحسن حالاتها 300 ألف ليرة سورية فقال إن السعر الذي طلبه صاحبها مرتفع نوعاً ما، ولا بد أنه سيخفِّض من سعرها عند البازار، وأضاف أنه باع سيارته القديمة (نوع كولف موديل 1977) بمليون ومئة ألف ليرة سورية...  فالفرق بنظره ليس كبيراً..أما السيد (أبو حسان) فقال: لقد قمنا ببيع بعض المشغولات الذهبية التي كانت بحوزتنا، إذ أننا لا نستفيد منها سوى أنها كتلة مالية مجمدة، فقررت أنا وزوجتي شراء سيارة بثمنها و توازيها بالكتلة النقدية، فالسيارة ستخدمنا في تنقلاتنا وتخفف من معاناتنا مع أزمة النقل في وسائل النقل العامة، إضافة إلى أن أسعار السيارات يشهد ارتفاعاً ملحوظاً، وإذا ما أردنا بيعها بعد فترة فسوف نسترجع أموالنا مع أرباح كبيرة، وبهذا نكون قد ركبنا السيارة مجاناً..أما السيد (نبيل) فقال إن من يرفع أسعار السيارات هم أصحاب مكاتب بيع السيارات أنفسهم، فالاستيراد متوقف حالياً، وعروض البيع من قبل ملّاك السيارات قليل، حتى أن أصحاب المكاتب وبمجرد أن يضرب صاحب السيارة أي رقم كقيمة لسيارته يبادر صاحب المكتب إلى دفع الرقم المطلوب فوراً، ويقوم بتوثيق البيع ووضع شرط جزائي كبير لضمان إتمام البيع، وبمجرد أن أصبحت السيارة ملكه سيزيد بدوره من ثمنها بنسبة لا تقل عن 30% في بعض الأحيان..فيما أفاد السيد (أبو أحمد) صاحب مكتب لبيع السيارات: أن السيارات هي السلعة الوحيدة التي ظُلمت في ظل الأزمة، وإذا زاد سعرها إذا ما قدرت بالليرة السورية فهي زيادة في الأرقام فقط، إلا أنه في حقيقة الأمر قد انخفض سعرها كثيراً عما كان قبل الأزمة، فعلى سبيل المثال سيارة نوع (هيونداي فيرنا) كان سعرها قبل الأزمة 600 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 12 ألف دولار، بينما سعرها اليوم حوالي 3 مليون ليرة سورية أي ما يعادل 5 آلاف دولار، إذاً نلاحظ أن سعرها اليوم انخفض 50% عمّا كان عليه، وفي المقابل أيضاً كان ثمن سيارة (الكولف موديل 1977) 250 ألف ليرة سورية أي 5000 دولار بينما نجد سعرها اليوم قد وصل إلى مليون ليرة سورية أي ما يعادل 1700 دولار فقط، وإذا ضربنا 1700 دولار بسعر صرف الدولار قبل الأزمة نجد أن سعر هذه السيارة هو 85 ألف ليرة سورية، أي أنها حتى ولو بيعت بمليون ليرة سوية اليوم فهي لم تصل إلى سعرها الحقيقي الذي كانت عليه قبل الأزمة..عين خبيرالسيد (أبو موفق) معقب معاملات لبيع وشراء السيارات قمنا بسؤاله عن معادلة السيارة الحلم بالنسبة للمواطن السوري مقارنةً مع ازدهار حركة بيع وشراء السيارات فقال: إن طرفي المعادلة صحيح إذ أن من يبيع ويشتري السيارات هم أصحاب المكاتب أنفسهم بالدرجة الأولى، حتى أن حركة البيع تتم فيما بينهم وخاصةً إذا ما كان هناك زبون في أحد المكاتب يطلب سيارة معينة فيسارع صاحب المكتب إلى البحث عن هذه السيارة عند جيرانه ليضيف أرباح أكثر من خيالية على سعرها الحقيقي، فيصبح السعر الذي بيعت فيه هذه السيارة قياساً لمثيلاتها، ويأتي بالدرجة الثانية ملَّاك السيارات قبل الأزمة، فبعض هؤلاء الناس باعوا سياراتهم الحديثة واشتروا موديلات أقدم منها لتوفير بعض المال وفي كلا الحالتين يُعتبر الشاري هو الرابح الأكبر لأن أسعار السيارات في ازديادٍ مستمر، أمَّا أن السيارة عادت حلماً بالنسبة للمواطن فهذه المقولة تنطبق على كل شخص لم يكن يملك سيارة قبل الأزمة، إذ إنه حتى السيارات القديمة والتي تحظى بسمعة جيدة (نيسان – لانسر – كولت – مازدا – كولف) رغم قدمها إلا أن أسعارها تجاوزت عتبة المليون ليرة سورية، وهذا الرقم بات يعتبر ضخماً مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية وسط ارتفاع أسعار متطلبات الحياة من غذائيات وكهربائيات وفواتير وغيرها من الأمور..مسك الختامآراء عدّة متضاربة كما رأينا، ففي حين بات البعض يعتبر أن امتلاك سيارة عاد ليصبح حلماً لكثيرٍ من المواطنين بعد أن أصبح واقعاً قبل سنوات من عمر الأزمة اعتبر البعض أن السيارات هي السلعة الوحيدة التي انهارت كقيمة مالية ولم ترتفع أسعارها كباقي المواد أو العقارات.. فعلى سبيل المثال كان سعر كيلو الفستق الحلبي  قبل الأزمة يعادل 15 دولاراً، أي حوالي 750 ليرة سورية، نجده اليوم قد حافظ على سعره المحلي والعالمي، لا بل ارتفع أيضاً بعض الشيء، إذ أن سعره اليوم بحدود 10 آلاف ليرة سورية وهي تعادل 15 دولار أيضاً، وقس هذه السلعة على باقي السلع الغذائية والكهربائية وغيرها، لكن ما لا يختلف عليه اثنان هو أننا أصبحنا البلد الوحيد في العالم الذي يشتري السلعة ويستخدمها ويستهلكها حتى آخر رمق ومن ثم يبيعها بأكثر من سعرها الذي اشتراه بها..وختاماً نقول ولله في خلقه شؤون وبتنا نعيش فعلاً مع أليس في بلاد العجائب..
التاريخ - 2016-06-01 4:10 PM المشاهدات 4953

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا