شبكة سورية الحدث


الجعفري: دول بدأت تراجع مواقفها من سورية وتسعى لإعادة فتح قنوات الاتصال

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إن بعض الدول بدأت تراجع مواقفها إزاء الوضع في سورية وتسعى إلى إعادة فتح قنوات الاتصال الدبلوماسي وتنسيق التعاون الأمني خصوصاً مع تزايد ظاهرة الإرهابيين عابري الحدود أو ما اتفق على تسميته بـ”المقاتلين الإرهابيين الأجانب” والتهديدالذي يمثله هؤلاء على الدول كافة بما فيها دول المصدر والعبور والمقصد مشيرا إلى أن بعض الدول الغربية ومن يدور في فلكها تحاول استخدام تسمية “المقاتلون الأجانب” أو “المناضلون” أو”المتمردون” أو “الجهاديون” بغية تفادي الاعتراف بالطابع الإرهابي لهؤلاء.وقال الجعفري في حديث لصحيفة البناء اللبنانية نشرته اليوم ” إن موقع سورية الجيوبوليتيكي وضعها دوماً في مواجهة تحديات جسيمة وما تتعرض له اليوم له بعد داخلي إلا أن هذا البعد محدود جداً إذا ما قورن ببعد الأزمة إقليمياً ودولياً حيث لا تزال بعض الدول النافذة المعروفة مكابرةً في نهجها المعادي لسورية الذي يخدم مشاريعها الرامية إلى الهيمنة وخدمة مصالح حليفتها “إسرائيل” في المنطقة مستخدمة في سبيل تحقيق ذلك كل الأدوات الإقليمية المتاحة”.وأشار الجعفري إلى الحركات الدبلوماسية المعادية لسورية والمغلفة بقناع “الحرص على الشعب السوري” الذي يتجلى في دعم الإرهاب الذي يعاني منه السوريون والذي أضر كثيراً بممتلكاتهم وبالمنجزات التنموية والبنى التحتية التي أرساها الشعب السوري على مدى عقود طويلة من الزمن منذ عهد الاستقلال وكذلك من خلال فرض التدابير القسرية أحادية الجانب التي ألقت بظلالها وآثارها السلبية على الاقتصاد الوطني وعلى وضع السوريين المعيشي وقدرتهم على تأمين متطلبات حياتهم اليومية والمتاجرة بالوضع الإنساني للشعب السوري من خلال عقد موءتمرات دعائية استعراضية لما يسمى بـ “المانحين” تعلن خلالها بعض الدول المنغمسة أساساً في تصدير الإرهابيين إلى سورية وتمويلهم وتسليحهم وتدريبهم والتغطية على أنشطتهم الإجرامية إعلامياً تعهدات ومساعدات للشعب السوري لا تفي إلا بجزء ضئيل منها.ولفت الجعفري إلى حجم المغالطات وتجاهل الحقائق من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون الذي دأب في تصريحاته وتقاريره على اعتبار تنظيمات إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة ومدرجة على لوائح الأمم المتحدة للتنظيمات الإرهابية كتنظيم” دولة العراق والشام ” و”جبهة النصرة” بأنها “معارضةسورية مسلحة” مشيرا الى ما ورد في تقرير الأمين العام الأخير الخاص بتطبيق القرار 2139 ” إن الأمم المتحدة عاجزة عن تقديممعلومات موثقة عن وجود إرهابيين غير سوريين ينشطون على الأرض السورية.وأعرب الجعفري عن اسفه لتجاهل الحقائق التي نقلتها سورية في أكثر من خمسمئة رسالة رسمية إلى أمين عام الأمم المتحدة ورؤساء مجلس الأمن المتعاقبين بالإضافة إلى تجاهلها للتقارير الموثقة والتصريحات الرسمية الصادرة عن وزراء خارجية وداخلية عدد من الدول في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركيةوكندا وتونس والمغرب وتركيا ومشيخات الخليج وغيرها من الدول حول ظاهرة “المقاتلين الإرهابيين الأجانب” الذين قدموا إلى سورية بعد ان تم استقدامهم وتدريبهم وتمويلهم بالسلاح والمال وتسهيل تسللهم عبر حدودنا المشتركة مع الدول المجاورة كل من تركيا والسعودية وقطر و”إسرائيل” برعاية غربية مباشرة.وبين الجعفري أن الاستخدام الروسي الصيني للفيتو المزدوج لم يأت عن عبث إنما هو ناجم عن تمسك هاتين الدولتين بمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة وإدراكهما المخططات الغربية القائمة على السعي إلى تفتيت الدول من خلال إثارة النزعات الإثنية والدينية والطائفية داخلها وقناعتهما الوطيدةبأن خسارة سورية معركتها مع الإرهاب الأصولي ستوءدي إلى خسارة العالم بأسره حربه ضد الإرهاب ومعارضتهما تكرار السيناريو الليبي الذي نلمس آثاره السلبية على الدولة الليبية والشعب الليبي الشقيق بشكل يومي وكذلك رفضهما اتخاذ مجلس الأمن أي قرار يتعامل مع الحالة في سورية بموجب الفصل السابع من الميثاق الخاص بالتدابير العقابية التي تتراوح بين العقوبات الاقتصادية والتدخل العسكري المباشر كي لا تتكرر مأساة الغزو الأميركي البريطاني للعراق.وأضاف الجعفري ان السبب الاخير لتكرار الفيتو الروسي الصيني يتمثل بتشبث بعض الدول الأعضاء في مجلس الأمن المقدمة مشاريع هذه القرارات بمواقفها المنحازة ورفضها التعديلات المقترحة من الجانبين الروسي والصيني التي من شأنها تحسين لغة هذه القرارات وضمان تماشيها مع مبادئء القانون الدولي والنأي بها عن التسييس وازدواجية المعايير.وحول دور الأمم المتحدة ومواقفها تجاه قضايا العرب القومية أكد الجعفري ان الأزمة في سورية كشفت مدى هشاشة الأمم المتحدة وعمق هيمنة دول معدودة عليها والذي تجلى في التقارير والتصريحات الصادرة عن كبار موظفي هذه المنظمة الدولية الذين يفترض بهم الحفاظ على مصالح الدول الأعضاء ال/193/ لا خدمة مصالح حفنة من الدول النافذة أو أجندات دولهم هم.وأضاف الجعفري ” نحن لا نعول على دور الأمم المتحدة في إنهاء الأزمة في سورية إنما نعول على وعي الشعب السوري وحرص الأطراف السورية في الحكومة والمعارضة الوطنية على إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا والشروع في عملية إعادة البناء على نحو يتلافى أخطاء الماضي ويعيد لسورية دورها الأساسي على الساحتين الإقليمية والدولية أما دور الأمم المتحدة فهو دور مكمل ومساعد لدور الشعب السوري الأساس”.من جهة أخرى شدد الجعفري على أن الانتخابات الرئاسية هي استحقاق وطني سوري يندرج ضمن إطار السيادة السورية ولا يحق لأي دولة أو هيئة إقليمية أو دولية التدخل فيه مشيرا إلى محاولات أطراف دولية عدة كانت تراهن على الدفع باتجاه تطبيق نظرية “الفوضى الخلاقة” عرقلة هذا الاستحقاق من خلال الزعمبأنه يمثل تقويضاً للحل السياسي ويتعارض مع بيان “جنيف 1″ المؤرخ في 30-6-2012 كان هدف هؤلاء إيجاد فراغ مؤسساتي ودستوري في سورية يفتح الباب أمام إضعاف الدولة السورية التي بقيت صامدة زهاء ما يزيد على ثلاث سنوات من الاستهداف الشرس الذي تعرضت له.واختتم الجعفري قائلا ” نحن ما زلنا متمسكين بقناعتنا بأن الحوار الوطني الشامل بين السوريين هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الأزمة وصنع مستقبل سورية الجديدة بعيداً عن الأجندات التدخلية الخارجية والأطماع الاستعمارية وقد أثبتت تجربة التواصل والمصالحات الوطنية في مناطق كثيرة كانت متوترة سابقاًجدواها في إعادة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق وإعادة المهجرين منها إلى منازلهم ونأمل أن تعم هذه المصالحات وأن ينجح الحوار في إعادة اللحمة بين أبناء البيت السوري بما يصب في مصلحة بلدنا وشعبنا” event.sy
التاريخ - 2014-07-16 6:00 PM المشاهدات 1520

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا