شبكة سورية الحدث


بين الثقوب الليزرية لـ500 الجديدة وثقوب الاقتصادالوطني

بين الثقوب الليزرية لـ500 الجديدة وثقوب الاقتصادالوطني   بقلم الدكتور دريد درغام :event. Sy   طرح المركزي أوراقا من فئة 500 ليرة جديدة مؤكداً سحب ما يقابلها قيمة وعدداً يعادل ما أصابه الاهتراء "حتى لا يحدث اختلال في سعر الصرف ومعدل التضخم". وأهم مزايا العملة الجديدة تخريمها بثقوب ميكروية يمكن بالنظر فيها تحت الضوء رؤية عبارة (خمسمئة ليرة سورية) وهو إنجاز برأي مصادر الخبر الذي نشره موقع التلفزيون السوري حيث "لا يمكن تزويره و موجود في العملة الروسية".   عبر العالم كانت سويسرا الدولة الوحيدة التي تثقب نقودها بثقوب ليزرية لمقاومة التزوير وجاء بعدها روسيا وعدة دول قليلة. لماذا لم تسرع دول العالم لتبني هذه التقنية التي يفترض بها أمان أكبر بوجه التزوير؟   يقول مسؤول روسي بأن بلاده تستخدم ذات التجهيزات التقنية المستخدمة في سويسرا حيث يتم الثقب ليزريا للحصول على دوائر قطر كل منها 100 ميكرون (تتميز الآلة الروسية التابعة لتجمع غوزناك بقدرتها على إنجاز 200 ثقب على 35 ورقة خلال نصف ثانية) وهذا لا يعني استحالة التزوير!!   عملية الثقب ممكنة   -إما بإبر الخياطة (سهل التمييز عبر نفور الورقة النقدية من الخلف وعدم انتظام الثقب مقارنة بالحرق الليزري)   -أو بتقنيات الليزر المتوافرة والتي يمكن بالاستثمار فيها تزوير مئات أو آلاف النسخ.   أما تزوير كميات أكبر فيتطلب الأتمتة الصناعية المعقدة لتنفيذ الثقوب وباقي مزايا الأمان مما يتطلب رساميل كبيرة ووقت كبير لن يخوض به أحد إلا إن كان يرغب بتصنيع وتزوير ونشر عشرات آلاف أو ملايين القطع.   بناء على حرص الحكومة الروسية على عدم تزوير عملتها وتبنيها هذه التقنيات قبلت أن تكون تكلفة تصنيع الروبل الأعلى بين باقي عملات العالم. وهي تقنيات تجعل من غير المربح للمزورين الانغماس في تصنيع تجهيزات موازية.   ولكن اعتماد التثقيب دوليا بقي محدودا بسبب الغلاء الهائل لتكلفة التصنيع التي لا تعوض إلا بطباعة كميات ضخمة. وعند مقارنة مخاطر التزوير مع تكلفة التثقيب الميكروي (الليزري) أذعنت معظم الدول (أو أجلت) الاستثمار بهذه التجهيزات أو طباعة النقود بتلك التكلفة....!   ستتطلب الثقوب الجديدة تعديلات بالجملة على أجهزة كشف التزوير المتاحة حالية وهي أجهزة بنسبة لا بأس بها لا تكشف إلا جزءا من المزايا الموجودة حاليا في الأوراق النقدية وفي بعض فئاتها فقط. وكل ذلك يعني أعباء ونفقات إضافية ووقتا وجهدا في وضع إضاءات مناسبة لرؤية الثقوب بالعين المجرة..   رغم قناعتنا بأن استمرار سياسة طباعة الأوراق النقدية بكميات كبيرة قبل وبعد الأزمة هو البلاء الاقتصادي الأكبر، لا يسعنا إلا أن نتمنى لعملتنا السورية الجديدة المثقوبة ليزريا سوى النجاح بما يسمح بالنظر عبر الثقوب المتبقية إلى مستقبل اقتصادي أفضل..
التاريخ - 2014-07-24 3:58 PM المشاهدات 1152

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا