شبكة سورية الحدث


بالتفاصيل.. داريا "ساعات لا أكثر"

سورية الحدث - علي حسن  مسألة وقت لا أكثر، تفصل الجيش السوري عن إعلان منطقة داريا مُحررة بالكامل، وسط اتباع تكتيكات عسكرية لا سابق لها، بمقابل ذلك، تعمد المعارضة إلى إبعاد الضوء عن الخسائر التي أُلحقت بمسلحيها، عبر إطلاقها لحملة إعلامية واسعة النطاق تعتمد على “العامل الإنساني” في الدرجة الأولى.المعارك في ذروتها.. والمسلحين “خارج النطاق”استعادت وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة، سيطرتها على المناطق الزراعية المحيطة بداريا بمساحة كيلومترين، فضلاً عن قضم نحو 19 كتلة بناء في مشارف المدينة الجنوبية الغربية.يبدو أن الحصار الذي فُرض على المنطقة بلغ ذروته، الأمر الذي أنهك جميع الفصائل المسلحة ودفعهم إلى التراجع، إذ أن عزلهم على مدى الشهور السابقة أدى إلى خلق نوع من التشتت والتخبط في صفوفهم العسكرية، فضلاً عن نفاذ ذخيرتهم وتخلي أغلب الفصائل عنهم.الخروج من مدينة داريا بالنسبة للمجموعات المسلحة  خسارة استراتيجية كبيرة، لاسيما وأن هذه المدينة تمثل نقطة الوصل بين المنطقة الجنوبية ومناطق جنوب دمشق، كما أن مصيرها يتناسب طرداً مع مصير الغوطة الغربية بشكل كامل.خطة “الانغماس في عمق العدو” تبدأحسب مصدر ميداني، يعمد الجيش السوري في العمليات المذكورة إلى اتباع خطة “الانغماس في عمق العدو”، والتي تهدف إلى محاصرة المسلحينشيئاً فشيئاً حتى إحكام طوق كامل، ثم تأتي المرحلة الثانية والتي تهدف إلى ضرب البنى التحتية التي يستند إليها المسلح في عملياته، ليتم بعد ذلك استقدم مجموعات انغماسية مختصة بحرب الشوارع والتغلغل في العمق، الأمر الذي يؤدي إلى انهيار صفوف المسلحين بالكامل.لا يقف الأمر هنا، فلسلاح الجو أيضاً دور كبير، حيث أن الطيران الحربي يعمد منذ بدء العملية إلى شن غارات مكثفة يستهدف خلالها مقرات المسلحين وتجمعاتهم، الأمر الذي سهل لوحدات المشاة الدخول إلى العمق.في ضوء ذلك، أقرت مواقع إعلامية تابعة لـ “المعارضة” بمقتل عدد كبير من المسلحين، بينهم المدعو “أبو جعفر الحمصي” متزعم إحدى المجموعات المسلحة.حملةُ مناشدات.. وتحركٌ عبر الشبكة فقط!مناشدات بالجملة أطلقها ناشطو المعارضة، أبرز مطالب هذه المناشدات كان نقد الهدن والمؤازرة على الفور، إحدى هذه المناشدات كان على لسان سهيل الأتاسي التي تعمل كعضو في الائتلاف الوطني لقوى المعارضة، إذ غردت على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلة: “نطالب الفصائل بالتحرك الفوري ونقض كل الهدن والمصالحات مع نظام الأسد وتحريك قواتها باتجاه مواقعه ونصـرة إخوانهم في داريا وريف دمشق وحلب”.أيضاً، وجّه الصحافي المعارض موسى العمر بطريقة غير مباشرة، أصابع الاتهام إلى غرفة الموك التي تدير المسلحين في الجبهات الجنوبية، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلاً: “إذا لم تتحرك فصائل الجبهة الجنوبية للتخفيف عن داريا التي لم يفسدها الموكيون ويلعب بها الداعمون فكبروا على تلك الفصائل أربعاً، لا خير فيها”.تضارب المناشدات وتبادل الاتهامات يشير بطريقة أو بأخرى إلى التشتت الكبير الذي أصاب المعارضة بكافة أنسجتها، سواء من الناحية العسكرية والسياسية وحتى الإعلامية. “العامل الإنساني”.. ورقة أخيرةفي ضوء التراجع الكبير للمسلحين في مدينة داريا، عمد بعض الناشطين إلى استجداء العواطف عبر نشرهم لصور قصف عنيف قالوا أنه “يستهدف الأبنية السكنية في المدينة”، الأمر الذي نكره مصدر ميداني في الجيش السوري، معتبراً إياه “ورقة أخيرة في يد القوى المعارضة،  يهدفون خلاله إلى استجداء العواطف فقط لا غير”، متابعاً “هذا الأمر ليس بجديد، فطالما عمد المسلحون عند أي تراجع إلى العزف على هذا الوتر”.حسب العلوم العسكرية، مدينة داريا ساقطة تماماً كونها محاصرة، وكون الجيش قد تمكن من استنزاف قوة ما تبقى من المسلحين داخلها، وحسب المعطيات الواردة، قد تشهد هذه المدينة في القريب العاجل اتفاقاً يقضي بإخراج مسلحيها العاجزين عن أي ردة فعل. 
التاريخ - 2016-07-13 10:18 PM المشاهدات 1641

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا