شبكة سورية الحدث


"يوسف علاء الدين" تطريز البؤس بالكتابة

سوريا الحدث - سوار غانم   عاش فقيرا بماله، وتوفي غنيا بأشعاره, ترك للذين يعرفونه السمعة الطيبة والإبداعات المتنوعة  من دواوين شعرية ولوحات فنيه.ولد "يوسف علاء الدين"  في قرية بسنادا التابعة لمحافظة اللاذقية عام 1957م، ودرس في مدارسها حتى الثانوية، التحق في جامعة دمشق وتخرج مجازا في علم الاجتماع والفلسفة عام1982. وفي لقاء موقع الحدث مع عائلة الشاعر بتاريخ 20/تموز/2016تقول زوجته "لينا عفيف": عمل يوسف مدرساً في معاهد اللاذقية الخاصة، كما عمل في الإعلان والتصميم الفني وصمم العشرات من أغلفة الكتب الشعرية والأدبية, شارك في عديد من المعارض التشكيلية, في أيامه الأخيرة عمل في صحيفة الوحدة باللاذقية. كتب إلى جانب الشعر القصة ومارس الفن التشكيلي.أشعار يوسف دائما تحكي عن الهم الإنساني بداخل الوجدان الشاعري, تتوغل في أعماق الإنسان، لتكشف أحاسيسه تجاه الذات والمحيط والكون فتنمي العلاقات وتسعى إلى الارتقاء بإنسانيته غالى فوق كل ما هو مادي .عاش يوسف..محبا لمحيطه وأصدقائه لا يألو جهدا في خدمة من يستطيع أصدقائه "كنز لا يمكن حصرهم" إلا انه كان له خصوصية خاصة ببعض الأصدقاء رغم تفاوت أعمارهم وهم "بسام جاموس" " جمال حيدر" " فؤاد نعيسه" "حنين" ابنة الشاعر قالت: توفي وأنا صغيرة، كان مثالا للأب الحنون، لن أنسى وجهه البسّام أمامي، رغم عاتيات الزمن يسعى لتأمين حياة كريمة لنا، كنت اقرأ الشعر والقصص من مكتبة أبي التي لم يترك لي من الدنيا سواها.بالعودة للحديث إلى زوجة الشاعر: حصل يوسف على الجائزة الثانية في مهرجان الشباب الشعري بدمشق عام1978، وعدد من الجوائز التشجيعية في الفن التشكيلي من دواوينه الشعرية: "صحراء السفر" و "صهيل العسل" عام 1994,.صدر له قبل وفاته الأعمال الشعرية التالية , من منشورات اتحاد الكتاب العرب : أريج الحطام 1996 - أوراق عام الرمل 2000 ظلال المرارات 2003.وفي لقائنا مع صديقه"بسام جاموس" كان أخر حديث لي مع المرحوم يوسف قبل أيام من رحيله، عندما زرته مع الزميل جمال حيدر في بيته لأطمئن على صحته، وكان يومها لا يستطيع متابعة الحديث بسبب شدة المرض عليه،فأكملته مع أسرته، بعدها بعدة أيام اختطفه القدر شابا.جمع يوسف شخصية الأخلاق، والثقافة، العمق في التأمل والإبداع، وعاش الحياة حلوها ومرها.كانت قريته بسنادا حاضنه في كتاباته، سجل عنها وعن أهلها وطبيعتها وحياتها،تميزت كتبه بالصور الواقعية بأنماط مختلفة.عرفته موهوبا، ومجتهدا، واستطاع إن يحقق التكامل بين الثقافة والفكرة. وتتألق روعته بالتواضع سبيلا إلى الخدمة وعاشها.والوفاء رحمه الله.و تصدق نبوءة الشاعر بعد الحاح في طلب الموت كعبارات حفلة المقبرة - هدأة القبر - وعندما نتحدث عن موته يصبح وطنا بكامله فيعلن انه قادم بوجه تندى بعطر القرى والصبايا الدافئات الوجوه والسواعد التي رصعت بالانطلاق فيشكو حزنه العربي ويحمل نعشه في وجهه :‏ الغريب الذي عاد من سره‏ يحمل النعش في وجهه‏ باحثا عنك في وجع الشمس‏ أو وجع النفط والسنبل العربي‏ رحل الشاعر يوسف علاء الدين عن دنيانا في 10 أيلول عام2004 الشاعر حاول التماسك أمام عواصف الحياة العاتية التي عاشها ..وعلى الرغم من مرارات الواقع ومن خيباته وانكساراته المتلاحقة والتي ألقت بظلالها على القصائد بوجه عام .. إلا أنه حتى في مواجهة الموت كان يعيش في إضاءات من الحب والأمل تتوهج في أعماق الحزن والعتمة كي لايذهب إلى حدود اليأس أو يهرب من القادم المحتوم , لأنه لم يعرف في حياته الانهزام على الرغم من تلك المرارات التي عاشهابعد وفاته صدر كتاب الشجرة البيضاء من اتحاد الكتاب العرب2006 الذي فيه مجموعة من الأشعار التي يحاول بها الشاعر أن يتماسك بوجه عواصف الحياة العاتية..في معرض تقديم كتاب الشجرة البيضاء قال فيه  الأديب الناقد والشاعر وفيق خنسة: حيث فشل الشاعر - واقعيا - في أن يحصل على عمل , وفي أن يسكن في غرفة لا يتسرب من سقفها المطر , فأي صحراء , وأي حطام , وأي ظلال للمرارات أمضى , وأقسى , وأوجع من ذلك ؟
التاريخ - 2016-07-27 8:37 PM المشاهدات 1920

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا