سورية الحدث
نحن أمام تطورات دقيقة وحساسة في المنطقة لأنه لو نفذ ما كانت تتمناه المجموعات المسلحة لكنا أمام تطورات خطيرة
ما جرى في عرسال لم يكن وليد الحادثة التي جرت قبل 10 أيام بل هو وليد العدوان على سورية
عرسال تعتبر محور رئيسي للتطورات على الساحة السورية وقد شهدت عرسال أهم العمليات العسكرية باتجاه الداخل السوري في المرحلة الأولى من العمليات
المشكلة بدأت منذ أن اعتبرت عرسال خزان للمجموعات المسلحة لإدخال المسلحين إلى الداخل السوري وتنفيذ عمليات ضد المواقع السورية
في المرحلة الأولى كان هناك تجميع للمسلحين المتوافدين إلى عرسال من مقاتلين سوريين وأجانب وعبر عرسال يتحرك المسلحين باتجاه المعبر من ناحية جوسية إلى القصير ومن ثم إلى الداخل السوري
منطقة القصير تعتبر العمق الاستراتيجي للمجموعات المسلحة ومن ثم إلى الداخل السوري كله من عرسال يمكن الوصول إلى الغوطة الشرقية والحدود الأردنية فالجغرافية السورية مفتوحة ومن هنا تأتي أهمية منطقة عرسال والقلمون
المرحلة الثانية كانت عبر إدخال السيارات المفخخة باتجاه المناطق اللبنانية والكل يعرف أن السيارات المفخخة كانت تمر عبر عرسال من يبرود إلى رأس المعرة ومن ثم إلى الداخل اللبناني
المرحلة الثالثة تأتي عبر السيطرة على المناطق الحدودية والجغرافية المتواصلة مع عرسال مثل اللبوة وصولا لقطع طريق الهرمل ووصلها مع وادي بردى والزبداني والهدف تغيير واعد اللعبة وإحراج جمهور المقاومة والواقع اللبناني وان يكون هناك واقع جديد تستطيع الدول الداعمة لتلك المجموعات بالعودة بقوة إلى الداخل اللبناني
منذ الأشهر الأولى قامت مخابرات الجيش اللبناني بمداهمة أوكار المسلحين واعتقلت مسلحين سوريين وأجانب إضافة إلى مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة حيث كان يتم تهريب السلاح إلى الداخل السوري عبر عرسال إضافة لتخزين كميات كبيرة من الأسلحة في عرسال
لا يوجد فرق بين النصرة وداعش والقتال بينهم هو مسألة نفوذ على الأرض من أجل السرقة وكل هذه المجموعات تحمل الفكر التكفيري
أبو حسن الفلسطيني هو احمد طه والمتهم من قبل مخابرات الجيش اللبناني بأنه مشارك في العديد من العمليات ومنها نقل السلاح والمسلحين وهو فلسطيني الجنسية وهو مسؤول عن تفجير السيارات المفخخة وقد قتل
أبو مالك التلي هو من يفاوض واسمه جمال زينية من مواليد 1973 في التل عمل في السعودية لمدة طويلة وقد تربى على الفكر السلفي واعتقل أكثر من مرة خرج قبل بداية الأحداث وهو من يدير العمليات ومن مساعديه مهدي الأحمر وهذه المجموعة هي من تتحكم بما يجري في منطقة القلمون وهم متواجدين في المناطق المشتركة الحدودية
هناك معسكرات تدريب ومشفى ميداني إضافة لعدد من السيارات المزودة برشاشات دوشكا والمنطقة الجغرافية في المناطق المشتركة ساهمت في صعوبة الوصول إلى المجموعات المسلحة حيث تحوي تلك المناطق مغاوير يمكن التحصن بها ومن هنا تأتي صعوبة المعركة
منذ اللحظات الأولى للعملية المباغتة وما جرى مع الجيش اللبناني تم نقل الجنود اللبنانيين إلى المناطق المشتركة وخطورة الموضوع ما أوهمنا به وفد هيئة العلماء المسلمين والسؤال لماذا أوهم الوفد من كان يتواصل معهم بأن الجنود في عرسال كان من المفترض كونه مفاوض ووسيط كان عليه أن يشاهد الجنود ولماذا قالوا أنهم في عرسال وأنهم بخير وسلامة وأنا أمثل شخصي في هذا الحديث وكل قطرة دم من جندي في الجيش اللبناني هي أمانة في أعناقنا لأن هذا الجيش يحمينا
هناك شركاء من هيئة العلماء المسلمين في هذا الموضوع وهم من زاروا عرسال من اجل التضامن مع أهالي عرسال بعد الهجوم على حاجز للجيش اللبناني كيف لم يشاهدوا السلاح والمسلحين ولماذا لم يكن هناك تعاون و كيف يمكن أن نفسر الحوار مع داعش وأخواتها ومنع الحوار مع الحكومة السورية من أجل الصالح اللبناني
لماذا يتم استغلال موضوع الحرب المذهبية إن من استشهد من الجيش اللبناني يمثلون كل لبنان وأهالي عرسال الشرفاء لهم موقف واضح من ما جرى
وهنا نذكر المتابعون بتصريحات خالد الضاهر الموجهة ضد تصريحات وزير الدفاع اللبناني عندما تم الحديث عن وجود مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة على الأراضي اللبنانية
كل ما أشيع عن قصف عشوائي من قبل الجيش اللبناني هو كذب وافتراء وكانت عملية الاستهداف دقيقة لمواقع المسلحين
موضوع عرسال لم ينتهي بهذه الطريقة ووفق آلية عمل المجموعات المسلحة ورغم فشل المشروع الكلي مما أدى إلى تبديل خطط تلك الدول وهذه المجموعات المسلحة لا تلتزم بأي اتفاقيات ولا حتى بالدول الداعمة لها
المطلوب الآن رفض أي قرار سياسي من قبل الجيش اللبناني إذا كان القرار يمس بأمن لبنان وجيشه والمطلوب انتشار بكثافة على كامل الحدود من ناحية عرسال وإغلاق المنطقة الحدودية من منطقة عرسال من أجل منع استنزاف الجيش اللبناني
لابد من التنسيق بين أجهز الأمن السورية و اللبنانية من اجل تدقيق أسماء السوريين في عرسال من أجل متابعة المتورطين مع المجموعات المسلحة من أجل منع عودة المسلحين إلى الداخل اللبناني
سيكون هناك متغيرات في موضوع عرسال وربما نكون أمام حلول سياسية خصوصا بعد فشل المشروع السعودي في عرسال
لقد أحرج سعد الحريري ومجموعته بدعم المجموعات المسلحة خاصة بوضوح الصورة لدى جمهور هؤلاء وأصابهم التململ وقيادات 14 آذار يتحدثون عن شكر حزب الله والمقاومة
الأموال وضعت باسم سعد الحريري وهنا نقول المساعدات للحريري وليست للجيش اللبناني وما هي الضمانات لتوزيع تلك المعونات لماذا لم توضع بحساب خاص للجيش اللبناني أو سلمت لقيادة الجيش اللبناني وبأي صفة حضر الحريري الاجتماع الأمني يوم أمس هل حضر كممثل للملك السعودي
عودة سعد الحريري من اجل القول بان هناك اعتدال و من اجل الحفاظ على مكتسبات هذا التيار وهذه القوى وقد نشهد انفراجات سياسية في المرحلة القادمة وطالما هناك إرهابي موجود على الحدود اللبنانية لا يمكن أن نعتبر أننا انتصرنا
التاريخ - 2014-08-10 4:19 AM المشاهدات 1373
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا