أثّر ارتفاع أسعار المحروقات على الفلاحين وإنتاجهم سلباً، معتبرين أنه أتى دون وجود أسباب ومبررات حقيقية له، ولاسيما في هذه الظروف الصعبة.انعكاس خطيرسلمان الأحمد عضو اتحاد غرف الزراعة السورية أكد أنّ رفع أسعار المحروقات يشكل ضربة اقتصادية كبيرة للمستهلك والمنتج بآن واحد وسينعكس سلباً على الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، وذلك بسبب تأثيره الكبير على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية ،وأهم قطاع من قطاعات الصمود طوال فترة الأزمة وهو القطاع الزراعي، مشيراً إلى أن الجميع يقدر الظروف والضغوط المادية الكبيرة بسبب أوضاع الحرب الظالمة التي تفرض عليها إلا أن اتخاذ قرار بهذا الحجم دون تنسيق مع كافة الفعاليات الاقتصادية يؤدي إلى إحجام عدد كبير من المنتجين في الدخول بالعملية الإنتاجية إذا لم يتأكد من الجدوى الاقتصادية لها، علماً بأن القطاع الزراعي هو الطريق الأهم لعودة تعافي الاقتصاد الوطني.إجراءات جادةوشدد سلمان على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التي تعزز قدرة المجال الزراعي للوصول إلى الاكتفاء الذاتي أهمها تخفيض المستوردات التي تنهك الليرة وترفع تكاليف الإنتاج, إضافة إلى العمل على زيادة الصادرات التي تعزز قيمة الليرة، وتحقق دخلاً جيداً للخزينة العامة تلك هي المعادلة الجوهرية والأساسية لاتخاذ خطوات مشتركة لتطوير الاقتصاد الوطني وذلك من خلال تقديم الدعم والإقراض والتسهيلات لجميع متطلبات مدخلات الإنتاج الزراعي عن طريق عقلنة الدعم الحقيقي ومتابعة لجميع خطواته من خلال دراسة لوائح المستوردات المطلوبة لمدخلات الإنتاج الزراعي ودعم واقراض وتسهيل الإجراءات لكافة المنتجين القادرين على تعويض المستوردات من الإنتاج المحلي كالأعلاف والطاقة البديلة والأسمدة والبذور والوقاية و الأدوية البيطرية، مشيراً إلى أهمية تقديم الدعم والاقراض والتسهيلات لكافة المنتجين القادرين على رفع الصادرات السورية لما له من تأثير مباشر على تحسين دخل الدولة و تأمين فرص عمل هائلة لتحسين دخل الأسرة كل ذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الشراكة الحقيقية المبنية على التكامل بين الحكومة والفعاليات الاقتصادية المنتجة لتحقيق أهداف وخطط التنمية والأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي وتأمين فرص العمل.آثار سلبيةمن جهته علي حبيب عيسى رئيس مكتب الشؤون الزراعية في الاتحاد العام للفلاحين أكد أن ارتفاع أسعار المحروقات ولاسيما المازوت أثر على الإنتاج الزراعي بشكل عام وتجلى ذلك من خلال ارتفاع تكاليف العمليات الزراعية اليومية منها الحراثة – البذر – ورش السماد الآلي – تشغيل محركات الري الموجودة على الآبار وأيضاً أقنية الري, إضافة إلى ارتفاع أجور الحصاد وأيضاً أجور النقل والشحن واليد العاملة، وأيضاً تكاليف تشغيل أجهزة التكييف للزراعات المحمية ومنشآت الدواجن وغيرها… إضافة إلى زيادة الأعباء المادية المترتبة على المواطن بشكل عام وعلى الفلاح بشكل خاص، مبيناً أن الارتفاع في أسعار المحروقات أثر على إنتاجية المحاصيل القطن والشوندر السكري حيث وصلت إلى أدنى مستوى في المساحة المزروعة ، كذلك أثر على إنتاجية القمح والشعير وذلك لتأثير ارتفاع المحروقات على ضخ المياه التي قلت إلى نسبة تزيد على 50% على ري المحاصيل والخضروات.لا تخدم الفلاحبدوره راكان صحناوي عضو مكتب تنفيذي في اتحاد فلاحي السويداء أوضح أن ارتفاع المحروقات لم يأت بالوقت المناسب بل بظروف لا تخدم الفلاح حيث ارتفعت تكاليف الزراعة لدرجة أن المزارع لم يستطيع أن يقوم بفلاحة متكررة لأرضه نتيجة التكاليف الإضافية، مشيراً أن غلاء المحروقات كان بمثابة صفعة للفلاحين من شأنه أن يؤدي إلى عزوف الكثيرين من الفلاحين عن عمليات الإنتاج، لافتاً أن القرار يعد إجحافاً بحق الفلاح ولذلك يجب أن يستثنى من هذه الارتفاعات تقديرا لصموده واستمراره في الإنتاج طوال سنوات الحرب رغم كل الظروف الصعبة التي تعرض لها ، لأن من يملك رغيف الخبز يملك القرار بكافة القضايا.وختم صحناوي بالقول: إنّ اتحاد فلاحي السويداء قام بخطوات جيدة للمزارعين عن طريق دعمهم بمادة المازوت لكل من يشحن نسبة 60% من منتجاته سواء أكانت من الخضروات أو والفروج ضمن أسواق السويداء حصراً وذلك بهدف تسهيل العمل ووفرة المواد الغذائية للمحافظة.الحدث - تشرين
التاريخ - 2016-08-07 10:01 PM المشاهدات 594
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا