شبكة سورية الحدث


تفاهمات للأزمة السورية على الطريقة الروسية

سورية الحدث - إيفين دوبا بات معروفاً أنّ معظم القرارات التي تتعلق بالتفاهمات حول الأزمة السورية تخرج من مظلة موسكو.. بمعنى آخر لا اتفاق حول الأزمة السورية إذا لم توافق عليه روسيا، وهذا الأمر بات واضحاً من خلال خيوط اللعبة التي تتحكم بها موسكو، والتي ترتبط بشكل مباشر بالأزمة السورية، ومنها على سبيل المثال الزيارة السعودية إلى روسيا، حين زار وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي، في الثالث من حزيران الفائت، ورد الزيارة من قبل وزير الخارجية الروسية في حزيران لاستكمال ما بحث في سوتشي، وكذلك التنقلات بين روسيا ومصر، وذلك حين قام الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي بزيارة روسيا، الأسبوع الماضي.. كل المؤشرات تقول إنّ تفاهماً جديداً حول الأزمة السورية في طريقه نحو الانفراج.. ولكن كيف؟. من خلال المتابعات الأخيرة، والزيارات التي حصلت في العالم مؤخراً، ثمة مؤشرات على اقتراب انفراجات في العلاقات الأميركية – الإيرانية بخصوص الملف النووي، من الممكن أن تتبع إلى انفراجات في الأزمة السورية، خاصةً وأنّ إيران تعد الحليف الأكبر لسوريا، وهناك أيضاً كان هناك تفاهمات قد حصلت على هذا الصعيد بين الرئيسين أوباما وبوتين، وهذه الإنفراجات من نتائجها الطبيعية التخفيف من حدّة الأزمة السورية ومن الاستخدام الأميركي لها. طبعاً في هذا الوقت لا يمكن التعويل بشكل كبير على التفاهمات دون وجود مراهنات، وربما من أهم تلك المراهنات ستعود للدول الراعية للإرهاب في سوريا، والتي باتت إلى حد ما معروفة، فمثلاً، قطر اللاعب الأسياسي في الأزمة السورية، من ناحية التمويل والتحريض والإرهاب، تعمل على انتظار تراجع مرتقب في الموقف الروسي من الأزمة السورية، وفي الوقت نفسه، تدير انتباهاً واهتماماً كبيراً للأزمة اللبنانية، سواء ناحية عرسال، أو منصب الرئيس اللبناني، وطبعاً ستكون تلك المراهنة في غير مكانها. وعلى الضفة الأخرى، تبدو تركيا أكثر إنكفاءاً عن التدخل في الوضع السوري بعد أن لمست أن التداعيات السورية يمكن أن تكون مصدر قلق لها في الداخل التركي نفسه، في الوقت الذي تبدو فيه السعودية أكثر ميلاً لتحقيق تصالح مع إيران، وهو ما يفسر الاتجاه نحو مصر التي لا يزال موقفها حتى اليوم غامضاً، وإن كانت تظهر تحليلات تقول إنّ تفاهماً سوريا- مصرياً حول العديد من المواقف يبدو من بعد تولي السيسي منصب رئاسة الجمهورية، ويبررون ذلك في عدم وجود أي تصريح يخالف أو يعارض السياسة السورية والمبادئ الثابتة التي تنتهجها، ويمكن القول إن ما صرح به السيسي من سوتشي عن ضرورة الرجوع إلى جنيف في مسار حل الأزمة السورية ما هو إلا إرضاءً لروسيا، وتقرباً من سوريا. هذا كله، يجعل إسقاط الحلول الأخرى على الأزمة السورية يبدو من الإستعصاءات التي أدركت واشنطن مؤخرا حتميتها. فهذا “المخرج” الذي اقترحته الدول الخليجية وجد استحالة سورية سببها أن الحالة السورية هي غير الحالات الأخرى، والسبب يعود إلى أنّ سوريا من حيث الموقع السياسي والدور الإستراتيجي من حيث كونها مفتاح الصراع العربي – الإسرائيلي والدولة المحورية في بلاد "الهلال الخصيب"، كما إنّ سوريا ونتيجة موقعها ودورها استحضرت موسكو وبكين بحيث أصبح الصراع على سوريا يكتسب بعداً دوليا يتقرر من خلاله مصير النظام الدولي الجديد الذي تريد كل من روسيا والصين أن تكون شريكة في صياغته من ضمن حسابات استحالة استمرار الأحادية القطبية الأميركية وما أثارته من نزاعات دولية. في النهاية يمكن الجزم، أن للدبلوماسية الناعمة التي تنتهجها روسيا والتي أفسحت المجال أمام الحروب البديلة، أي الحروب الداخلية والتي يمكنها أن تنتج ما عجزت عن تحقيقه دبلوماسية القوة الأميركية، كما أنّ هناك مصلحة مشتركة أميركية روسية بأن لا تكون الأزمة السورية مدخلاً لانفجار كامل على صعيد المنطقة وهو ما يعني ضرورة محاصرة الحريق السوري والبحث عن مخارج سياسية ودبلوماسية وإخراجها من اللعبة الكونية حولها. عربي برس
التاريخ - 2014-08-22 9:42 AM المشاهدات 723

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا