شبكة سورية الحدث


موسكو تدعو واشنطن للالتزام بالقانون الدولي تجاه الوضع في سورية.. لافروف وظريف: إقامة تحالف دولي ضد الإرهاب

أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف أن لدى بلديهما وجهات نظر متطابقة في محاربة الإرهاب والتطرف في المنطقة وهما مصممان على مكافحته بكل مسمياته وأماكنه مشددين على أنه لا بديل عن الحل السياسي والدبلوماسي لتسوية الأزمة في سورية. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع ظريف في موسكو أمس “ناقشنا المسائل المحورية للأجندة الدولية وهناك تطابق وقرب في مواقفنا من أغلبية هذه المسائل وقد اتفقنا على مواصلة المشاورات حول مختلف النواحي الخاصة بتعزيز الأمن والاستقرار في العالم وتبادلنا الآراء حول الأوضاع في سورية ولدينا رأي موحد حولها وهو أنه ليس هناك بديل لتسوية الأزمة فيها إلا الحل السياسي والدبلوماسي”. وأضاف لافروف: “إن هناك مرجعية دولية متينة من أجل ذلك وهي بيان جنيف الصادر في عام 2012 وقد اتفقنا على أن تكون كل الخطوات القادمة للمجتمع الدولي باتجاه دفع التسوية السلمية في سورية بمشاركة إيران بما يستجيب لمصالح الأمن والاستقرار لسورية ولغيرها من دول المنطقة كالعراق ولا سيما في ظل الظروف التي نشهد فيها خطرا كبيرا وهو زحف الإرهاب “. ودعا لافروف إلى إقامة تحالف دولي لمكافحة الإرهاب دون ازدواجية في المعايير وقال إن على الجميع التعاون لمكافحته لأنه أصبح آفة خطيرة منذ فترة لجميع دول المنطقة والعالم مؤكدا أن بلاده جاهزة للتعاون مع جميع من يشاطرها هذه الأفكار إلا أن هناك من يريد أن يستخدم مكافحة الإرهاب لأهدافه وأغراضه الأنانية. وقال لافروف: “إن الجهات الغربية تعلن ضرورة مكافحة /داعش/ في العراق ولكنها لا تريد مكافحتها في سورية وتقول إنها لن تتعاون مع الحكومة السورية حتى في مسألة مكافحة الإرهاب وهذه ازدواجية معايير واضحة وغير بناءة وهي قصيرة النظر”. ولفت لافروف إلى تصريحات الرئيس الفرنسي الذي قال “إنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب” معتبراً هذا التصريح تخليا عن الكلمة التي تعهد بها الرئيس الفرنسي في بيان مجموعة الثماني قبل سنة ومؤكدا أن روسيا مثل إيران تريد بثبات وباستمرار أن تكافح الإرهاب الدولي بكافة أشكاله وبالتعاون مع دول أخرى وهذا الأمر ممكن ولا شك فيه. وأشار لافروف إلى أن “دول الغرب تدعو إلى وقف إطلاق النار والمصالحة الوطنية وإلى إيجاد الحلول الوسط لكن باستثناء الأزمة الأوكرانية وسورية فهم لا يعترفون بأي حوار وطني بل يطالبون دائما بإسقاط النظام بالقوة”. وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية أكد لافروف أن موسكو ستواصل العمل لوقف إراقة الدماء في أوكرانيا وإرساء حوار بمشاركة جميع الأقاليم مشيرا إلى أن قوات الدفاع الشعبي في أوكرانيا تتصدى لاعتداءات القوات الأوكرانية وقصفها للمدن لافتا في ذات الوقت إلى أن الصور التي تم تقديمها لاتهام روسيا في أوكرانيا مزيفة وهي ألعاب حاسوبية ..”وإذا استمرت كييف وحلفاؤها في سياستهم فلن يصلوا إلى أي نتائج لفرض شروطهم”. وحول الملف النووي الإيراني أكد وزير الخارجية الروسي أن موسكو تصر على ضرورة حله دبلوماسيا وتصر على احترام حق إيران في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية بما فيه تخصيب اليورانيوم تحت الإشراف الدولي لكل هذه البرامج النووية السلمية وذلك لإزالة كل الشكوك التي لا تزال موجودة لدى المجتمع الدولي أثناء المفاوضات بين إيران ووكالة الطاقة الذرية مبيناً أن موسكو تعول أيضا على أن المفاوضات المستمرة في إطار مجموعة خمسة زائد واحد ستمكن من التوصل إلى هذا الحال. وأوضح لافروف أن موسكو تبذل قصارى جهدها للوصول إلى نتائج في المفاوضات السداسية بشأن ايران وفق اسس عادلة وأن بلاده تسعى لإيجاد للتوصل إلى حل كامل وشامل وعادل في الملف النووي الإيراني بما فيه رفع العقوبات عن إيران. وحول العلاقات الروسية الإيرانية أكد لافروف أن علاقات البلدين سيادية وتتطور في مجالات عديدة لمصلحة الشعبين ولا تضر بمصالح أي طرف ثالث ويتم تطبيقها بموجب الاتفاقيات والمعايير للقانون الدولي في مجال التجارة والتبادل التجاري مشيرا إلى أنه تمت مناقشة السير الناجح لتطبيق تلك الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين رئيسي الدولتين خلال لقائهما في شنغهاي. ودعا لافروف إلى مواصلة تطوير العلاقات الروسية الإيرانية مع التركيز على التبادل التجاري والاقتصادي والارتقاء بهذا التطور إلى مستوى جديد بفضل التطبيق للاتفاقيات السابقة التي تم التوصل اليها خلال لقاء رئيسي البلدين موضحاً أن لدى روسيا وإيران اهتماما مشتركا حول المساهمة باستتباب الاستقرار والأوضاع في أفغانستان واستكمال كافة العمليات المتعلقة بإنجاز الانتخابات الرئاسية هناك ضمن تعاون وثيق لاستئصال خطري الإرهاب وتجارة المخدرات من أراضي أفغانستان. وقال لافروف: “لدينا أيضا مواقف متقاربة من التسوية في الشرق الأوسط ونرحب بالخطوات التي يتم اتخاذها حاليا بوساطة مصر ونعول على أن كل الاتفاقيات سوف يتم تطبيقها واتفقنا على التعاون في إطار مجلس الأمن ولدينا خبرة واسعة في هذا المجال وسوف نطورها ونعمقها”. ولفت لافروف إلى أنه ناقش مع ظريف ملفات متعلقة بالتعاون في حوض بحر قزوين وقال “نريد أن يكون هذا البحر منطقة تخدم مصالح الشعوب المطلة عليه وناقشنا التحضيرات للقمة الرابعة للدول المطلة على هذا البحر التي ستعقد في خريف السنة الجارية في مدينة روسية “. من جهته أكد وزير الخارجية الإيراني أن لدى طهران وموسكو وجهات نظر متطابقة في محاربة الارهاب والتطرف ووجهات نظر استراتيجية متقاربة ومتناغمة بالنسبة للأوضاع الدولية لافتا إلى أن الإرهاب الذي يهدد الشعب السوري والشعب العراقي يمكن أن ينتقل إلى مناطق أخرى وينتشر بشكل واسع النطاق في أوروبا وأمريكا أيضا. وحول أثر الضغوط الغربية على إيران أوضح ظريف أن العقوبات لا يمكن أن تسمح بالتوصل إلى الأهداف السياسية لأنها وسيلة غير قانونية لإملاء وجهات النظر والسياسات الخارجية على طهران وهذا يتناقض مع المعايير الدولية ولن يؤدي إلى أي نتائج في المحادثات مع السداسية مشيرا إلى أن الخروج من أي خلاف في وجهات النظر حول البرنامج النووي الإيراني لا يحل عن طريق العقوبات التي لم تمنع إيران خلال السنوات الماضية من زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي إلى عشرين ألف جهاز ولم تؤثر على إرادة الشعب الإيراني ومواقف إيران مما يحصل في العالم. وشدد ظريف على أنه لا رغبة لإيران بمحاربة العالم وزيادة المشاكل الموجودة حاليا بل تود حلها على أعلى المستويات وخلال السنوات الأخيرة أظهرت للجميع أنها تسعى لحل التساؤلات حول الملف الإيراني. وأعرب ظريف عن شكر بلاده للموقف الإيجابي لروسيا في محادثات السداسية والتعاون والدعم الذي تقدمه في حل مشاكل إيران بالملف النووي والتوصل إلى نتائج وانطلاق إيران دائما من هذه المواقف ورغبتها في أن تفضي إلى نتائج إيجابية مستقبلا. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين روسيا وإيران أوضح ظريف أن العلاقات مزدهرة على كافة المستويات وخاصة في العام الأخير كنتيجة لجهود القيادة الإيرانية في التعاون مع روسيا والبدء بتطبيق الاتفاقيات المبرمة بين البلدين على أرض الواقع وخاصة في المجالات الاقتصادية والتقنية والعلمية. موسكو تدعو واشنطن للالتزام بالقانون الدولي بخصوص خطواتها المستقبلية تجاه الوضع في سورية والعودة إلى مجلس الأمن إلى ذلك دعت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة الأمريكية للتمسك في خطواتها المستقبلية بما يخص الوضع في سورية بقواعد القانون الدولي التي تقضي “بأنه في غياب موافقة دولة ما على إجراء عمليات عسكرية في أراضيها فيعود التفويض بإجرائها إلى مجلس الأمن الدولي وحده”. وأعربت الخارجية الروسية في بيان لها نقله موقع روسيا عن “قلق موسكو من إعلان الولايات المتحدة قرارها إجراء طلعات جوية استطلاعية فوق الأراضي السورية”. ولفت المتحدث باسم الوزارة ألكسندر لوكاشيفيتش إلى أن “واشنطن تبرر هذه الخطوة بضرورة حماية مواطنيها في الخارج من هجمات المتطرفين الإسلاميين والإعداد لتوجيه ضربات على مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق المجاور”. وذكر البيان بأن الحكومة السورية أعربت عن قلقها من تنامي نفوذ العناصر المتطرفة في أراضي البلاد وأعربت عن استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي في التعامل مع هذه القضية. وكان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أعلن استعداد سورية للتعاون والتنسيق على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب تنفيذا للقرار 2170 الصادر عن مجلس الأمن في إطار احترام سيادتها واستقلالها. وشدد المعلم في مؤتمر صحفي يوم الاثنين الماضي على أن التعاون يجب أن يتم من خلال الحكومة السورية التي هي رمز السيادة الوطنية وهذا الأمر ينسجم مع البند الأول في مقدمة القرار 2170 الذي لا يعطي تفويضا لأحد بالعمل منفردا ضد أي دولة مؤكدا في هذا الخصوص على أن أي خرق للسيادة السورية من أي طرف هو عدوان مبينا أن الجدية في مكافحة الإرهاب ليس بالعدوان على سيادة الآخرين بل بالعمل السياسي الجاد من أجل تجفيف منابعه ثم بالتعاون مع الحكومة السورية لأننا أعلم من الآخرين بما يجري على أراضينا ثم بالعمل الدولي المشترك لمكافحة الإرهاب.
التاريخ - 2014-08-30 4:06 PM المشاهدات 1169

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا