خاص – سورية الحدث بقلم رولا نويساتي لا تزال العادات والتقاليد الخاطئة حاضرة في مجتمعاتنا حتى اللحظة، على الرغم من أننا أصبحنا في القرن الواحد والعشرين، إلا أننا لا نزال أسرى لتلك العادات البالية، وعلى الأخص المتعلقة بالزواج والتي كثيراً ما توصلنا إلى نتائج لا تُحمد عقباها كما هو حال أبطال قصتنا..قرار دمر أحلامها بينما كانت (ربا) الفتاة الطموحة الحالمة ترسم خطوطاً واضحة لحياتها المستقبلية، ومواصفات لفتى أحلامها يكون على قدر من الوعي والثقافة حتى تبحر سفينتهما بالحياة إلى شط الأمان، أتى والدها الصارم ليحطم لها جميع أحلامها بقرارٍ متسرعٍ وغير صائب بعد أن أجبرها على ترك دراستها الجامعية رغم أنها تخطت السنة الثالثة (أدب إنكليزي) على اعتبار أنه قد تم اختيار شريك حياتها والاتفاق على الترتيبات وقراءة الفاتحة، وكان ذلك دون استشارة أحد ولا حتى أخذ رأيها، أما عريس الغفلة فلم يكن سوى المدعو (ناجي) ابن عمها الذي ترك دراسته منذ الصف الخامس الابتدائي، وشق طريقه مع رفاق السوء غير آبه ببناء مستقبله لتأتيه (ربا) على طبقٍ من فضة بعد أن أصبحت عروساً له..انقشاع الغيوم واكتشاف الحقائقلم يكن والد (ربا) يرى بأن فارق الدراسة بين ابنته و(ناجي) قد يكون سبب في عدم استمرار حياتهما المستقبلية، بل كان يعتبر أن الفتاة يجب أن تتأقلم مع وضعها الجديد وحياتها الزوجية مهما كانت الظروف أو الفارق الدراسي بين الشريكين ويتوجب على الزوجة إطاعة زوجها مهما كان..وبعد جدالٍ عقيم بين الأب وابنته خضعت هذه الأخيرة للأمر الواقع بعد أن رأت الجميع يقف ضد رؤيتها في عدم صحة ارتباطها بابن عمها باستثناء والدتها التي لم يكن بيدها حيلة..مضت الأسابيع الأولى من زواجهما على ما يرام لتبدأ بعدها النتائج الكارثية بالظهور لذلك الزواج الفاشل عندما حاولت (ربا) ردع زوجها الذي يتركها طوال اليوم وحدها في المنزل ليعود بعد منتصف الليل ثملاً يتمايل من جدارٍ إلى جدار، فكانت النتيجة تلقيها ضرباً مبرحاً منه، إضافةً إلى قضاء معظم وقته مع رفاقه وعدم تلبية احتياجاتها واحتياجات المنزل، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أخذ يتمادى بتصرفاته الهوجاء من توجيه كلماتٍ نابية وشتائم، ما أدى إلى انقطاع لغة الحوار بينهما وبالتالي وجدت (ربا) أن الحل الأمثل هو العودة إلى منزل ذويها مهما كلفها ذلك من ثمن..طلب الطلاق أنهى حياتهفي اليوم التالي اغتنمت (ربا) فرصة ذهاب زوجها كعادته مع رفاقه لتقوم على عجل بلملمة أغراضها والتوجه إلى منزل ذويها في منطقة الدويلعة، وما إن وصلت إلى هناك حتى سردت لوالدتها تفاصيل ما حدث بينها وبين زوجها، ما جعل والدتها تصر على بقائها في منزلهم وطلب الطلاق من زوجها بدلاً من أن تحاول إصلاح ذات البين بينهما، ما زاد الطين بلة..بعد عودة (ناجي) إلى منزله لم يجد زوجته في المنزل، ما دفعه إلى الاتصال بهاتفها النقال الذي كان مغلقاً، عندها جن جنونه وبدأت ترتسم في مخيلته أفكار شيطانية أشعلت النيران في قلبه، ما دفع به إلى الاتصال بمنزل حميه لإخبارهم باختفاء ابنتهم، لتكن المفاجأة عندما أخبرته والدة (ربا) أن ابنتها موجودة في منزل أهلها ولن تعود إليه مطلقاً طالبةً منه إرسال ورقة طلاق ابنتها بأسرع وقت..محاولة فاشلةلم يصدق (ناجي) ما سمع ولم يكن لديه مجال للأخذ والرد مع زوجة عمه كونها أغلقت سماعة الهاتف في وجهه، فما كان منه سوى التوجه إلى منزل حميه للاستفسار عما حدث، وما إن بدأ الحوار بين (ناجي) وزوجته حتى بدأت نبرة صوتهما تعلو ليقوم عمه بمحاولة تهدئتهما، إلا أن (ناجي) الذي لم يكن يرى أحداً في طريقه فاقترب من (ربا) وأمسك بيدها وقام بسحبها كمحاولةٍ منه لإعادتها إلى منزله غصباً، فما كان من والدتها التي كانت تقف إلى جوار ابنتها سوى الإمساك بها محاولةً إبعادها عن ذاك الوحش البشري، ما أغضب (ناجي) الذي راح يشتم جميع أفراد عائلة (ربا) قبل أن يقوم بدفع حماته بقوة، حيث سقطت أرضاً مغشياً عليها وسط بركة من دمائها بعد أن أصيبت في رأسها بجرح بالغ..المشهد صعق الجميع ودفع بـ(ربا) إلى البكاء والعويل وهي تحاول إيقاظ والدتها التي فقدت الوعي.. في تلك الأثناء قام (ناجي) بإمساك زوجته مجدداً محاولاً اصطحابها معه بالقوة غير آبه بما حدث لحماته الممددة على الأرض، لكن (ربا) أخذت تحاول الإفلات منه.. وأمام ذلك المشهد جن جنون الأب الذي أدرك متأخراً أن ابن شقيقه لا يملك أدنى رحمة أو شفقة، فما كان منه سوى التوجه إلى غرفة نومه ودون أية تفكير قام بجلب مسدسه وأطلق رصاصة على ابن شقيقه استقرت في رأسه من الخلف قبل أن يلحقها بأخرى استقرت في رقبته ليسقط على الأرض دون حراك وسط بركة من دمائه..صوت الحقيقةوقف الجميع مذهولاً أمام ما حدث قبل أن يقطع عليهم جرس المنزل ذهولهم، ليدخل بعض الجوار الذين تجمهروا في الخارج على أصوات الشجار وطلقات الرصاص لاستطلاع الأمر، قبل أن تأتي سيارة الإسعاف لتنقذ والدة (ربا) إضافة إلى حضور رجال الشرطة الذين حضروا إثر اتصالٍ هاتفي من أحد الجوار، حيث تم إلقاء القبض على والد (ربا) في مسرح الجريمة..بعد رفع البصمات وإعداد تقرير الطبيب الشرعي اعترف والد (ربا) بقتل ابن شقيقه (ناجي) بعد فورة غضب وهذا ما أكدته زوجته التي نجت من الموت بأعجوبة بعد إسعافها وتقديم العلاج اللازم لها، ليتم تسجيل أقوال والد (ربا) واعترافاته قبل أن يحال إلى القضاء لينال جزاءه العادل بعد أن دمر مستقبل ابنته بيديه...
التاريخ - 2016-10-29 1:43 PM المشاهدات 1128
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا