شبكة سورية الحدث


«سراج»: أول وحدة سورية للتحقيقات الاستقصائية

في وقت باتت فيه سوريا خزاناً لا ينضب للمواضيع الصحافية، أطلقت، منذ يومين، مجموعة من الصحافيين السوريين في الداخل والخارج، أوّل وحدة تحقيقات استقصائية سورية، حَملت اسم الوحدة السورية للتحقيقات الاستقصائية «سراج».يرى صحافيو الوحدة أن هذه الفترة هي الأنسب لتأسيس صحافة سوريّة استقصائيّة تسعى إلى الحقيقة وتعمل على ملاحقة المتورطين والمتواطئين في استغلال السوريين أينما وجدوا. في بيانها التأسيسي قالت «سراج»: «تتعاظم الحاجة إلى تحقيقات استقصائيّة معمّقة حوّل سوريا، من أجل ترسيخ الشفافية ومحاربة الفساد ومساعدة السوريين على تكوين رأي عام قوامه المعلومة الدقيقة، والطرح البّناء لمختلف القضايا التي يعايشها السوريون في الداخل والخارج».استنادا إلى الحاجة الملحّة تلك استطاعت «سراج» أن تجمع أكثر من ثلاثين صحافيا سوريا، بينهم أكاديميون وخبراء في المجال الاستقصائي، بالرغم من توجهاتهم السياسيّة المختلفة. اللافت أن الوحدّة تضمّ صحافيين مقيمين في سائر مناطق الوجود السوري، كالأردن وتركيا، وألمانيا، وهولندا، والسويد، بالإضافة إلى مناطق سيطرة المعارضة مثل إدلب، ودمشق التي ما زالت تخضع لسلطة الدولة السورية.يقول رئيس تحرير وحدة «سراج»، محمد بسيكي، إن الرأي السياسي غير مهم هنا ولا يحدث فرقاً، فمن المعروف أن الصحافة الاستقصائية ترمي إلى هدف محدد والعمل الاستقصائي لا يشمل الرأي، فالتحقيق يحتوي على مجموعة من المعلومات والوثائق التي قد تثبت حقيقة ما أو تنفيها.يؤكد بسيكي أن صحافيي «سراج» يبحثون عن الحقيقة تحت مظلّة واحدة تهتم بمهنية الانتاج وموضوعيته بغض النظر عن الآراء الشخصية. يوضح بسيكي في حديثه لـ «السفير»: «بدأت سراج بجهود تطوعية من بعض الزملاء، الذين اهتموا بالأمور اللوجستية المتعلقة باظهار الوحدة وتطويرها لتكون «صوت الضعفاء».يضمّ الفريق 35 صحافيًا، والعدد مرشح للارتفاع. «نرحّب بكلّ من يرغب في الانضمام من صحافيين لهم خبرة حتى لو كانت متواضعة في مجال التحقيقات الاستقصائية خصوصًا أن الوحدة توفر فرص تدريب وبرامج لتطوير أدوات الصحافيين في هذا المجال».تعمل الوحدة على بناء شراكات مع مؤسسات دوليّة وعالميّة توفّر الدعم المادّي واللوجستيّ خصوصًا في ما يتعلق بالتدريب.ستنشر التحقيقات بالتعاون مع عدد من المؤسسات الإعلامية. أوّل تلك المؤسسات هي شبكة «أريج» (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)، التي بادرت إلى دعم الوحدة قائلة على لسان المديرة التنفيذية رنا الصباغ، في احد التصريحات: «مبادرة سراج التي تحاكي أحد أهم أهداف أريج الاستراتيجية، وهي تشجيع الأريجيين في دول إقامتهم على تأصيل ثقافة التحقيقات الاستقصائية تماشياً مع دور السلطة الرابعة في الخدمة العامة ومساءلة المسؤولين على أقوالهم وأفعالهم».أنشأت «سراج» موقعاً إلكترونياً بالتزامن مع انطلاقتها، نشرت فيه بعض التحقيقات الاستقصائية المنجزة في سوريا خلال السنوات الماضية بالتعاون مع شبكة «أريج»، وأبدت استعدادها لاستقبال مقترحات لتحقيقات استقصائية من الممكن أن ترعى تنفيذها.يقول فراس فياض، أحد الصحافيين السوريين المنضمين إلى الوحدّة: «ما جمعنا كصحافيين سوريين هو التحديات التي نواجهها بدءاً بحريّة التعبير والوصول إلى المعلومة مروراً بالتعتيم والتزوير وتغييب الحقائق وتحويرها وليس انتهاء بحاجة الناس إلى الشفافية في الشأن العام». يؤكد فياض لـ «السفير» أن أساس اجتماع الصحافيين هو إيمانهم بما سبق وتركيزهم على أن يصبحوا صوتاً موضوعياً يقف إلى جانب الناس، وفي مواجهة سطوة السلطة مهما كان شكلها.باعتبار أن الصحافة الاستقصائية تهدّد حياة الصحافيين لملاحقتها قضايا وحقائق قد تظهر فساد أشخاص وحكومات، كان لا بد من السؤال عن عامل الأمان للصحافيين في وحدة «سراج». وفي هذا السياق، يرى فياض أنه لا يمكن فصل التهديدات والأخطار عن أي عمل صحافي وخصوصاً لدى الصحافيين السوريين. «ندرك أن مجرد العمل في هذا المجال يعني التعرض لسائر أشكال الخطر. نضع سلامتنا وسلامة زملائنا في المستوى الأوّل. لكننا نعلم أننا لن نستطيع التحكم في ما سنواجهه، لكن كلنا إيمان أننا قادرون على مواجهة رصاص كاتم الصوت».وعما إذا سيكون هناك تنسيق مع جهة سياسية أو حكومية سورية باعتبار أن الدولة السورية متمثلةٌ بوزارة الإعلام تولي جهوداً لتفعيل الصحافة الاستقصائية، مؤخراً، يرد فياض قائلاً: «انطلقنا من بند الاستقلالية وعدم الارتباط باي جهة سياسية وهذا أحد أهم ركائز عملنا. اجتماعنا سويًا لنقدّم عملاً حرًا وموضوعيًّا وشفافًا وغير موجه».
التاريخ - 2016-11-05 6:49 AM المشاهدات 912

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا