شبكة سورية الحدث


كيف يوقظ يورغن كلوب عملاقاً نائماً في ليفربول؟

يمكن فهم الحنين الذي يسود مشجّعي نادي «ليفربول» الإنكليزي لتاريخهم. ففريقهم لم يُحرز لقب الدوري منذ تغيير اسمه أوائل تسعينيات القرن الفائت، بعد أن سيطر على المسرح الكروي الأوروبي خلال 20 سنة في السبعينيات والثمانينيات.لكن هذا الحنين تحوّل إلى أمل مع انفراد «الحمر» بصدارة ترتيب الدوري الممتاز بعد اكتساحه ضيفه «واتفورد» (6 ـ 1)، ضمن الأسبوع الحادي عشر. ويعود ذلك إلى المدرب الألماني يورغن كلوب الذي منذ مباراته الأولى يوم 17 تشرين الأول من العام الفائت، يُصرّ على أن «ليفربول» فريق قيد التطوير. وهذا يلخص تماماً فلسفته الكروية: «عمل» و «تقدم».كان هنالك إجماع على أن كلوب هو الشخص المناسب لإعادة «ليفربول» إلى القمة.تأثير كلوبيُعتبر الموسم الأول لكلوب مدرباً لـ «ليفربول» دليلاً على التغيير الذي جلبه معه. فخلال أشهر على تولّيه المسؤولية خلفاً لبريندان رودجرز، بلغ الفريق مباراة نهائية أوروبية ونهائي كأس رابطة الأندية المحترفة.حقّق الفريق نفسه صحوة دراماتيكية ضد «بوروسيا دورتموند» على أرض ملعب «أنفيلد» في طريقه إلى نصف نهائي كأس «يوروبا ليغ»، وخسر مرتين فقط في 13 مباراة خاضها ضد «مانشستر يونايتد» و «مانشستر سيتي» و «تشلسي» و «توتنهام» و «أرسنال» (إحداها بركلات الترجيح في نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة. وعاد الاعتقاد في إمكانية حسم المباريات الكبيرة، وكانت مهمة المدرب الألماني صاحب الشخصية الجذابة تغيير جو النادي ومشجّعيه من مشكّكين إلى واثقين.كما كان على كلوب أن يعمل على مشكلة عدم الثبات في المستوى وهو ما عانى الفريق منه كثيراً في الماضي، وكما حصل في الخسارة أمام «بيرنلي» (صفر ـ 2)، في الأسبوع الثاني من الدوري، وعلى الرغم من استحواذ فريقه على الكرة لأكثر من 80% من دون أن يتمكّن من هز الشباك.نجح كلوب في مهمته، وحقق انتصارات مهمة أبرزها على حامل اللقب «ليستر سيتي» (4 ـ 1)، وعلى مضيفه «تشلسي» (2 ـ 1). وجاء تعادلاه الوحيدان أمام مضيفه «توتنهام» وضيفه «مانشستر يونايتد».طرق كلوب الواقعيةكانت تغييرات كلوب أكثر واقعية وعملية. فقد مُنع اللاعبون من لقاء حاشيتهم في ملعب التدريب ميلوود، وتمت إعادة برمجة الحصص التدريبية لتتماشى مع وقت مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز. ربما لم تأتِ النتائج دائماً كما اشتهاها كلوب، خاصة ضد فرق أقل مستوى، لكن «ليفربول» بات يبدو فريقاً مختلفاً عما كان عليه قبل حوالي سنة عندما تمّ التعاقد مع المدرب.قوة الجمهورفي الواقع يعي كلوب أن قوة المشجّعين الجالسين في المدرجات تؤثر على اللاعبين. فبعد الخسارة أمام «كريستال بالاس» في المراحل الأولى من عهده، تحدث عن كيفية شعوره بالوحدة عندما رأى المشجعين يغادرون حتى قبل إطلاق الحكم صافرة النهاية.مع 26 نقطة من إحدى عشرة مباراة حتى الآن في الموسم الحالي، بات مصير «ليفربول» بين يديه. لا يزال يواجه بعض المشكلات الدفاعية التي تحتاج إلى معالجة. كما أن الحديث عن اللقب لا يزال مبكراً. لكن الأمر المؤكد هو أن مستقبلاً باهراً ينتظره بقيادة يورغن كلوب.وكما قال كلوب نفسه: «أحب أن أحتفل بشيء ما في كل موسم خلال السنوات الست المقبلة. ليس بشيء صغير. بل بشيء يجعلنا نحتفل بالمرور في مدينة ليفربول على ظهر الحافلة. سيكون أمراً جميلاً. وكما قلت من قبل، ليس مهماً ما يظنه الناس فيك عندما تأتي، بل المهم ما يظنونه فيك عندما ترحل.
التاريخ - 2016-11-08 8:53 AM المشاهدات 745

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا