خاص – سورية الحدث بقلم محمد الحلبي مهما برعَ الجاني بحياكة جريمته إلا إنه يبقى هناك خيط حر طليق يستطيع رجال الأمن من خلاله أن يهتدوا به إلى الحقيقة الكامنة التي يحاول المجرمون إخفاءها للهرب من عواقب جرائمهم، وشمس الحقيقة لا بد وأن تشرق حتى وإن طالت ليالي البحث عنها.. وقصتنا في السطور القادمة خير دليل على ما ذكر، فإلى التفاصيل...اتصال هاتفيبدأت القصة عندما اتصل المدعو (توفيق) والذي يقطن في إحدى المحافظات الشرقية بشقيقه المدعو (أحمد) والذي يعيش في العاصمة دمشق لسؤاله فيما إذا كان والدهما قد أتى لزيارته في دمشق كونه قد تغيب عن المنزل منذ ثلاثة أيام دون أن يخبرهم عن وجهته، ومن أنهم قد بحثوا عنه في جميع مستشفيات المحافظة وأقسام الشرطة بالإضافة إلى سؤال الأهل والأصدقاء عنه إلَّا أن أحداً منهم لم يشاهده.. وأمام هذه الأحداث قام المدعو (توفيق) بإبلاغ الجهات المعنية عن حادثة اختفاء أبيه، وأذيع البحث عنه قبل أن يفاجأ هذا الأخير بإلقاء القبض عليه من قبل رجال الأمن واقتياده إلى قسم الشرطة للتحقيق معه...أحداث دراماتيكيةكان المدعو (أحمد) شقيق (توفيق) قد ادعى على شقيقه لدى الجهات المختصة هنا في دمشق عن إمكانية ضلوع شقيقه بموضوع تغيب والده عن المنزل، وعزا ذلك الأمر إلى وجود خلافات عائلية ومشاكل عالقة منذ سنوات بين شقيقه ووالده ووالدته، وكثيراً ما سمع شقيقه يهدد والده بالقتل، وفي قسم الشرطة ولدى التحقيق مع المتهم (توفيق) أنكر بدايةً أن يكون له علاقة بموضوع اختفاء والده، وادعى بأن شقيقه يريد التخلص منه لخلاف قديم حول توزيع بعض الأراضي بينهما، ولدى التضييق على المتهم (توفيق) أثناء التحقيق معه انهار معترفاً أنه في ذلك اليوم الذي ادعى فيه تغيب والده عن المنزل كان قد تشاجر مع والده وضربه بيده ضربة قوية على صدره فأرداه قتيلاً، وأنه لم يقصد قتله بالفعل.. وأنه ابتدع قصة تغيب والده عن المنزل خوفاً من العقاب...أحداث جديدةهذه الرواية التي سردها (توفيق) لم تقنع المحققين الذين قاموا بالتوسع في التحقيق معه، وقاموا باستدعاء زوجة المغدور بغية التحقيق معها، ولدى سماع أقوالها استشعر المحققون أنها تحاول إخفاء بعض المعلومات عنهم فاستطاعوا استجلاء الحقيقة منها عندما قالوا لها أن (توفيق) اعترف لهم بمشاركتها له بجريمة قتل المغدور( أبو توفيق)، فاعترفت منهارة أنها أقدمت على خنق المغدور زوجها بواسطة حبل لفته على عنقه وقام ابنها (توفيق) بمساعدتها على كتم أنفاس والده إلى أن تأكد أن روحه قد فارقت جسده إلى باريها، ومن ثم عمدا إلى إحراق الجثة في الموقد بعد تقطيعها وإغراقها بمادة المازوت إلى أن تفحمت الجثة بشكلٍ نهائي، ومن ثم تساعدت هي وابنها (توفيق) على جمع العظام المتفحمة ووضعها في أكياس سوداء ورميها في إحدى الخرابات البعيدة عن منطقة سكنهم، وقد عثر على تلك الأكياس بالفعل بدلالة المقبوض عليهما، إلا أن الخبير الجنائي أكد عدم إمكانية تحليل الجثة بسبب تفحهما الشديد..أقوال وإفاداتأفادت زوجة المغدور في محاضر استجوابها أن زوجها كان ذا خلق وسمعة سيئة، وأنه كان يتعرض لها بالضرب الشديد والإهانات ونعتها بالعبارات اللا أخلاقية، وبعد تحملها لسنوات الشقاء معه فاجأها في أحد الأيام بمصارحته لها أنه راغب بالزواج من امرأةٍ أخرى، فيما أفاد (توفيق) أنه كثيراً ما تعرَّض للضرب والإهانات من قبل والده بسبب ومن غير سبب ما ملأ قلبه بالحقد عليه، ناهيك عن رغبته بالزواج مجدداً والخوف من قادم جديد يقاسمهم التركة بعد وفاة والده..وقد أفاد أحد أبناء المغدور أيضاً أنه كثيراً ما سمع والدته وشقيقه (توفيق) يتفقان على قتل أبيه، وكثيراً ما اختلفا على طريقة قتله، فمرةً قررا قتله بالسم، ومرةً بالسكين، وأخرى بالكهرباء قبل أن يتفقا على خنقه بواسطة حبل أحضراه لهذه الغاية.. كما أفاد أنه قد حاول ردعهما عن ارتكابهما لجريمة قتل والده إلا أنهما هدداه بتوريطه معهما بجريمة القتل في حال افتضاح أمرهما، وأنه في يوم الحادثة كان قد خرج من المنزل لبعض شأنه، وفور عودته شاهد والده جثة هامدة ممدة على الأرض، حيث قامت والدته بمساعدة شقيقه (توفيق) بإحراق الجثة بعد أن سكبا عليها مادة المازوت، وقد استمرت عملية الحرق ما يزيد على خمسة ساعات كما أخبراه لاحقاً، حيث إنه كان قد غادر المنزل في هذا الوقت حتى تفحمت الجثة وذابت نهائياً، ومن ثم عمد شقيقه ووالدته على جمع ما تبقى من عظام وفتات الجثة ووضعاه في أكياس سوداء وألقيا بها في إحدى الخرابات...هذا وبعد سماع أقوال المتهمين زوجة المغدور وابنها (توفيق) أحيلا إلى القضاء بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ولزوم محاكمتهما أمام محكمة الجنايات وفق أحكام المادة /535/ من قانون العقوبات العام...
التاريخ - 2016-11-26 2:13 PM المشاهدات 1274
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا