يختبر آلاف الأطفال اليوم مع دخولهم المدرسة للمرة الأولى تجربة جديدة تبدأ غالباً مع الخوف والقلق والتردد وتصل أحيانا إلى حد الرفض ليبدأ معها تحد جديد أمام الأهل للتعامل مع طفلهم وتشجيعه على تجاوز مشاعره السلبية والإقبال بفرح وشجاعة على مرحلة ستلازمه سنوات كثيرة.
ويجمع الاختصاصيون على تصنيف الخوف من المدرسة كأحد أهم المخاوف التي تعيق نمو الطفل من النواحي النفسية والاجتماعية والانفعالية فيما يختلفون على تسميته فيطلق عليه البعض رفض المدرسة فيما يصفه آخرون بقلق الانفصال أو الرهاب من المدرسة والهروب منها.
وتصف المرشدة النفسية نورمان محمد تجربة دخول المدرسة لأول مرة بالتجربة المهمة جداً للطفل والتي تعلمه مواجهة مجتمع غريب عنه دون والديه أو أخوته أو أحد من أفراد أسرته فيصبح أقوى وأكثر نضجاً شأنها شأن خطواته الأولى على الأرض ونومه في سريره وحده وأكله وشربه دون الاعتماد على أحد.
وتبدأ المخاوف عادة في حياة الطفل وفقا للمرشدة النفسية في مرحلة الطفولة المبكرة لأن الطفل يعجز عن إدراك العالم الخارجي وفهم ما يدور فيه فيظهر خوفاً من الحيوانات والظلام والغرباء والوحدة التي سرعان ما تزول بفضل توجيه ورعاية الأهل فيما تظهر مخاوف جديدة في مرحلة الطفولة المتوسطة من حيث شكلها ونوعها وخطورتها واستمرارها وديمومتها وترتبط بالمواقف الجديدة التي يتفاعل معها الطفل كالمدرسة بوصفها بيئة جديدة بالنسبة له.
ويظهر الطفل خوفه من المدرسة حسب الاختصاصية بطرق مباشرة كأن يبدي رفضاً واضحاً وعدم رغبة بالذهاب للمدرسة قد يترافق مع الاحتجاج والعناد والبكاء وسلوك عدواني وعنيف أو بطرق غير مباشرة كأن تبدو عليه أعراض مرضية متكررة مثل أمراض المعدة والغثيان والتقيوء والإسهال أو التعب المفرط دون وجود سبب طبي محدد وقد يجد صعوبة في النوم ويعاني من الكوابيس.
ويرتبط الخوف من المدرسة ولا سيما المرضي بأسباب كثيرة تذكر منها محمد: اعتماد الطفل الشديد على والديه ,وخوفهما المفرط عليه ,وضعف ثقته بنفسه والقلق ,وشعوره بالنبذ من والديه أو أصدقائه ,أو نتيجة خوفه من عقاب المدرسين ,أو سخرية زملائه إضافة لأسباب تتعلق بعدم الاستقرار العائلي والخلافات المستمرة بين الوالدين أو مرض أحدهم أو قدوم طفل جديد الى العائلة.
وتوصي الاختصاصية الأهل لتجاوز مخاوف أطفالهم بالنقاش والحوار معهم حول أسباب هذه المخاوف ومبررات الذهاب للمدرسة ثم أخذهم إليها بشكل تدريجي ولساعات محددة للوصول بالنهاية إلى الزامه بالدوام ليوم كامل.
وتنصح بضرورة التواصل بين الأهل والمدرسة للتعاون والتعامل مع خوف الطفل وتشجيعه وضمان وجود بيئة مناسبة ومريحة في المدرسة مع الحرص على عدم الإفراط في تدليله والامتثال لطلباته.
وتدعو محمد الأهل إلى مشاركة أطفالهم بأنشطة ترفيهية خارج المنزل لتشجيعه على ممارسة هواياته والتعبير عن نفسه بعيداً عن أهله ومحيطه.
التاريخ - 2014-09-20 1:52 PM المشاهدات 1514
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا