بإنجازه الكبير المتمثل في تأهله إلى نهائيات كأس العالم للناشئين بكرة القدم التي تقام في تشيلي العام القادم أثبت منتخب سورية الوطني للناشئين أنه منتخب قوي وأن كرتنا تملك خامات تحتاج فقط إلى الرعاية والاهتمام والمتابعة.
ورغم ظروف إعداده غير النموذجية واقتصار مبارياته الإعدادية على مواجهة فرق محلية باستثناء مباراتين مع ناديين كويتيين إلا أنه حقق الإنجاز في نهائيات كأس آسيا المقامة في تايلاند ليكون المنتخب العربي الوحيد الذي يبلغ الدور ربع النهائي بعد خروج منتخبات الكويت وقطر والسعودية وسلطنة عمان التي توفرت لها ظروف إعداد أفضل وإمكانيات أكبر إلا أن منتخبنا تفوق عليها جميعا ليبلغ هذا الدور بعد أن حصل في الدور الأول “دور المجموعات” على المركز الثاني في المجموعة الرابعة برصيد خمس نقاط من دون أن يتعرض لأي خسارة حيث تعادل مع نظيره السعودي صفر- صفر ومع القطري 1-1 وفاز على المنتخب الإيراني 2-1 ثم حقق الأهم حين فاز في الدور ربع النهائي على نظيره الأوزبكي حامل اللقب 5-2 ليتأهل إلى الدور نصف النهائي وبالتالي ضمن مقعدا له في نهائيات كأس العالم في تشيلي نظرا لبلوغه المربع الذهبي للبطولة الآسيوية.
أما خسارة منتخبنا القاسية بنتيجة 1-7 في الدور نصف النهائي أمام المنتخب الكوري الجنوبي المرشح لنيل اللقب وإخفاقه في بلوغ النهائي فتستدعي من اتحاد الكرة العمل منذ الآن على تأمين ظروف تحضير أمثل له استعدادا للاستحقاق القادم عبر مخاطبة اتحادات الكرة الإقليمية والآسيوية لاستضافة منتخبنا في معسكرات خارجية وخوضه مباريات ودية مع منتخبات مماثلة تسهم في صقل خبرات اللاعبين بما يضمن ظهورهم بشكل مشرف في نهائيات كأس العالم التي يفصلنا عنها أقل من عام.
منتخبنا الوطني للناشئين الذي يضم مواهب متميزة تمكنت من مقارعة الكبار في النهائيات الآسيوية ينبغي المحافظة عليه ليشكل في المستقبل نواة للمنتخب الأول ويجب ألا يترك للظروف بل يتحتم على اتحاد اللعبة الاهتمام به ورعايته وإعداده ووضع هذا الأمر ضمن أولويات القيادة الرياضية وإلا فإن مصير التشكيلة الحالية سيكون كحال مثيلاتها من فرق الفئات العمرية التي حققت إنجازات آسيوية وعالمية مهمة من دون أن تجد الاهتمام والاستمرارية التي تضعها على المسار الصحيح.
إخفاق المنتخب في بلوغ نهائي آسيا ينبغي ألا يغفل التأهل الجدير والمستحق لمونديا ل تشيلي هذا التأهل الذي تحقق بفضل مهارات اللاعبين ومواهبهم وإرادتهم وتصميمهم وحماستهم وانضباطهم في الدورين الأول والثاني وكلها عناصر وعوامل مهمة وأساسية أسهمت في تحقيق الفوز والتأهل المونديا لي الصعب في عالم كرة القدم هذه الأيام.
الإنجاز الذي حققه منتخبنا يتطلب من الجهاز الفني عدم ادخار أي جهد في سبيل الارتقاء بمستويات اللاعبين فنيا وبدنيا ومن القيادة الرياضية دعم هذا المنتخب الذي يستحق أن تصرف عليه الملايين لكي يتطور ونخرج من إشكالية البحث عمن يستضيفه فلا بد من دفع المال لإقامة مباريات ودية على مستويات عالية ليتمكن منتخب سورية خلال مشاركته الثانية في نهائيات كأس العالم من الذهاب أبعد من دور المجموعات وعلى الأقل تكرار ما حققه في مشاركته الأولى في نهائيات كوريا الجنوبية عام 2007 حين فاز في الدور الأول على منتخب هندوراس 2-صفر وتعادل مع نظيره الأرجنتيني صفر- صفر وخسر أمام المنتخب الإسباني 1-2 ليبلغ دور الـ 16 للنهائيات قبل أن يخسر أمام المنتخب الإنكليزي العريق 1-3.
التاريخ - 2014-09-20 1:54 PM المشاهدات 1695
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا