خاص سورية الحدث بقلم رولا نويساتي طيلة السنوات التي قضاها في دمر لم يكن (أدهم) يظهر أي سلوك غريب أو مثير للانتباه، بل على العكس فقد حرص منذ قدومه من شرق البلاد على الظهور بمظهر الرجل الهادئ وهو ما جعل أهل الحي الذي يقطن فيه يتعاملون معه بالكثير من الود والاحترام بعدما علموا أنه مقطوع من شجرة ويبحث عن عمل يساعده على الحياة وقتها كان في منتصف الخمسينيات من عمره ويعاني من مشكلة في ظهره، فتمت مساعدته على فتح محلٍ صغير سرعان ما طوره ونما رأس ماله وسط إقبال الناس على التبضع من المحل الذي أصبح يعج بالكثير من المنتجات خاصةً بعد ضم محل آخر له وتوسيعه..صديقٌ للطفولةخلال السنوات الثلاث الماضية تحول أدهم إلى صديقٍ لأطفال الحي ليوزع عليهم أحياناً بعض السكاكر والحلوى ويروي لهم القصص الخفيفة، وبحسب بعض شهود العيان أن الناس اعتادوا على رؤية الأطفال داخل محل (أدهم) ليساعدونه أو يقومون بجلب الأغراض من على الرفوف، وكثيراً ما كانوا يشاهدون الأطفال يجلسون في حجره وهو يروي لهم القصص و يقومون بملاعبته إلى أن لاحظت والدة الطفلة المدعو (منى) ذات العشرة أعوام شرودها الطويل وخروجها المتكرر من المنزل، والمكوث عند العجوز لفتراتٍ طويلة، كما عثرت في إحدى المرات في جيب بنطالها أثناء غسله على مبلغ مائتي ليرة سورية، فاستفسرت منها عن مصدرها فقالت (منى) بنوعٍ من التردد أنها من العجوز لشراء ظرف من الدواء له لكنها نسيت أن تجلبه إليه..اكتشاف وريبةسارت الأمور على هذا النحو قبل أن تعثر الأم مرة أخرى على مبلغٍ آخر في حقيبة ابنتها المدرسية، عندها تسرب القلق لذهنها وخشيت أن تكون ابنتها تسرق من غلة العجوز، فتوجهت إليه مفاتحة إياه بالموضوع فأنكر علاقته بتلك النقود وأشاد بالطفلة وأخلاقها وقال أنها تساعده حتى في ترتيب منزله الذي يقع خلف المحل وهو ما أثار استغراب الأم كون ابنتها لم تخبرها بذلك، وعندما واجهتها بهذا الأمر أنكرت الطفلة وروت لها قصة مختلفة عن رواية العجوز..وضع الأب بصورة الأمرتزايدت شكوك الأم حول تصرفات وسلوكيات طفلتها التي كانت في الشكل تعطي أكبر من سنها الحقيقي فعمدت لمراقبتها بشكلٍ سري لمدة أسبوع حيث شاهدتها تذهب مع العجوز إلى منزله كل يوم لتبقى فيه نحو الساعتين ثم تخرج بعدها.. فما كان من الأم إلا أن أخبرت زوجها بالموضوع الذي سخر من القصة بدايةً مدعياً أن (أدهم) إنسان عجوز ومريض، لكن إلحاح الأم دفعه للذهاب معها في نهاية المطاف إلى منزل العجوز بعد دخول الطفلة معه بنحو نصف ساعة، حيث قامت الأم بطرق الباب لكن أحداً لم يفتح لها، فعاودت الكرة عدة مرات باستخدام جرس المنزل لتحصل على نفس النتيجة ما أثار قلق الاثنين وتهيأ لهما حدوث أمرٍ ما كحالة اختناق ما دفع الأب لكسر الباب ليكتشف أمراً كاد يصعقه عندما شاهد العجوز يخرج من الحمام وهو شبه عارٍ على صوت اقتحام الباب، فيما بدت الطفلة خلفه بذات المنظر..جن جنون الأب خاصة مع قدوم الجيران فما كان منه سوى أن قام بضرب العجوز والطفلة أيضاً قبل أن يخلصها الجوار من بين يديه، وبعد السيطرة على الأب تم الاتصال بالإسعاف والشرطة..بداية القصةبعد نحو الأسبوع من الحادثة بدأ العجوز يستعيد وعيه وشفيت الطفلة من الرضوض والكدمات وقد دلت التحقيقات أن العجوز كان قد استدرج الطفلة إلى منزله منذ نحو العام بطريقة إغرائها بالحلوى والنقود ليقوم بالتحرش بها ومداعبتها بشكلٍ متكرر طيلة الفترة الماضية ما جعلها تتعود على الأمر، سيما مع تفتح أنوثتها المبكرة، وكانت المكافآت التي تحصل عليها يزيد من مسايرتها له دون أن تدرك عواقب الأمر، وقد دل الفحص الطبي على سلامة الطفلة من الناحية التناسلية مع وجود آثار لاحتكاك وتوسع المعصرة الشرجية جرّاء استخدام أصابعه.. حيث تم إحالة العجوز إلى القضاء، فيما خضعت الطفلة لعلاجٍ نفسي للخروج من الأزمة النفسية التي تعرضت لها جرّاء هذه الحادثة..
التاريخ - 2016-12-31 2:02 PM المشاهدات 1232
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا