شبكة سورية الحدث


أثر الحضارة العربية في النهضة الأوربية

شمس العرب تسطع على الغرب ( زيغريد هونكة ) ليس هو فقط عنوانا لكتاب ,لكنها حقيقة ساطعة كان بمقتضاها أن هذا الكتاب إضافة الى كتب أخرى اشتملت على توكيد هذه الحقيقة باعتبارها واقعا عاشته المجتمعات الإنسانية أزمنة طويلة وعميقة في التاريخ, فمن مقدمة الترجمة لكتاب زغريد المذكور نقتطف الاتي ونحن نبحث هذا الشأن من تأثير الحضارة العربية على الغرب والعالم, كإشارة واضحة للمثاقفة والتبادل الحضاري بين الشعوب والأمم حيث تقول في مقدمة كتابها ( ليس المهم أن نوسع آفاقنا التاريخية فحسب , بل إن الأمر الهام أيضا أن ننطلق خارج قيود المعتقلات الدينية السابقة نطل من وراء العقائد ومن خلال التسامح والإنسانية السامية على البشر أجمعين وأن تأخذ العدالة مجراها وترد حقوق شعب سبق أن حرقه التعصب الديني كل تقدير موضوعي حق , وحط من قدر أعماله الفائقة وحجب النور عما قدمه لحضارتنا . بل وغله بصمت الموت ) وللمستشرق غوستاف لوبون رأيا مشابها ( والعرب عنوان أمم الشرق التي تختلف عن أمم الغرب ولا تزال أوربا جاهلة لشأنهم فلتعلم كيف تعرفهم فالساعة التي ترتبط مقاديرها في مقاديرهم قد اقتربت وإن ما بين الشرق والغرب من الاختلاف عظيم الى الغاية في الوقت الحاضر , وقد يبلغ في عظمه ما يتعذر معه اعتناق أحدهما لمبادىء الآخر وتفكيره ) نعود الى هونكة حيث تقول بهذا الصدد ( ولعل مصيرنا سيتعلق بمصير العالم العربي الذي سبق له أن غير يوما صورة عالمنا بشكل جذري ) لقد تجاهل الأوربيون لقرون كثيرة دور العرب في الحضارة الانسانية بتهميشهم كمقدمة لألغائهم وإخراجهم من التاريخ وهكذا حاول الأوربيون إخفاء حقيقة العلم العربي أو نسبة أهم اكتشافاته إلى اوربيين بل ان عصر النهضة الاوربية الذي قيل انه الميلاد الجديد للعلوم الاغريقية في اوربا كان قائما بكامله على العربية واذا كان بعض مؤرخي العلوم الاوربيين قد عملوا على طمس هذه الحقيقة فإنه قد حان الوقت لكي يسهم الباحثون المتخصصون في كشف هذه الحقائق , وهذا ليس لمجرد البحث ولكن لكي نأخذ من ماضينا العبرة وتستعيد نهضتنا وقوتنا وتقدمنا , واذا كان لابد من ذكرهم فانما يتم بتبسيط عنصري بغيض وقاصر على أن دورهم اي العرب في التاريخ العالمي هو انهم (( نقلوا كنوز القدامى )) وهنا يقصدون الاغريق بالطبع الى بلاد الغرب لتجعل منهم مجرد سعاة للبريد يعني أن ناقل الحضارة ليس بالضرورة ان يكون متحضرا, وهنا اجحاف وتجن وادعاء غير اخلاقي, مع ان العرب اثبتوا كما يقول المستشرق لوبون انهم اهل للاقتباس وان العرب الذين استطاعوا في اقل من قرن ان يقيموا دولة عظيمة ويبدعوا حضارة عالية جديدة من ذوي القرائح التي لا تتم الا بتوالي الوراثة ونقصد بتوالي الورثة اي بثقافة سابقة مستمرة وبالعرب لا باصحاب الجلود الحمر او الاستراليين أنشأ خلفاء محمد تلك المدن الزاهرة . كل ذلك محاولة للحط من شانهم وشان العربي وهو الذي بوصفه انسانا كغيره من البشر ينطوي على فعل الإمكان العربي ورميه خارج هذا الإمكان واغلاق دائرة الزمن عليه وزجه في مجاهل النسيان , هذا ان لم يقل البعض بدواعي تصنيفهم واحراقهم او على الاقل تفريقهم وتشتيتهم مللا ونحلا وطوائف ومذاهب ولابأس من قتلهم اذا لم نقل ان من الامنيات لدى البعض الاخر يصل الى ان من الافضل لو انهم لم يوجدوا بيننا اصلا . وعلى الرغم من ذلك فان من يتصفح مائة كتاب تاريخي لا يجد اسما لذلك الشعب في ثمان وتسعون منها على الاقل , ومن المؤرخين المعاصرين وبعضهم من العرب يدرسون التاريخ العربي والحضارة العربية على انها مجرد حاله انتقال من البداوة الى مقتضيات بناء الدولة الحديثة, ومن معايير العصر ناسين او متناسين عن قصد او سوء قصد عن جهل او تجاهل الاسهام العربي في الحضارة الانسانية على مدار التاريخ لأولئك الناس الذين انتمي اليهم كما هو معروف بل ان السلالة التي انتمي اليها وانحدر منها هاشمية قرشية تعود الى آل بيت محمد بن عبدالله الذي أجاب عندما سئل من هو العربي ؟ قال العربي هو من تكلم بلسان العرب , ألا يشي هذا بلا عنصرية العرب ورسالتهم الى الانسانية كافة والتي هي في اساسها وجوهر وجودها مناهضة للعنصرية ودعواها الخالصة تبدأ ب( اقرأ)والمعنى هنا كوني شامل. في الحقيقة ثقافة العرب العتيقة الموغلة في القدم وتاريخ العرب الذي جاوز عصر الاغريق الذهبي . ولتقرأ الاساطير السورية لتعرف تاريخ رعاة الابل القداماء وفيهم ديموزي , او تموز السوري , او دانمان , او دجن اله الغذاء والماشية السوري العتيق , فهل نستطيع ان نتجاهل ذلك. إن الحضارات يرفعها فعل كوني تصنعه ظروفه الموضوعية والتاريخية ويبنى على مطلق اسبابه الموجبة لان الانسان جسد وعقل وخيار ارادة وامكان مستقبلي . ينبغي القول اننا لا نقر بمبدا التفاضلية في الاثر الحضاري على اساس عنصري ويخص النوع فالعرب كما غيرهم اخذوا نصيبهم بما استطاعوا فعله في التاريخ الانساني مكتب حمص والمنطقة الوسطى خديجة الحسن
التاريخ - 2017-01-03 1:16 PM المشاهدات 723

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا