خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي الوضع المادي الغير مستقر وحدوث بعض المشكلات دفع بعائلة (جابر) إلى النزوح عند صهرهم للإقامة مؤقتاً ريثما يتمكن الأب من العثور على منزل للآجار بسعرٍ زهيد، ولكن ارتفاع الأسعار وسط موجة الغلاء التي طالت كل مناحي الحياة زادت من مدة زيارتهم إلى أكثر من ثلاثة أشهر لم يقصر خلالها صهرهم بواجب الضيافة على أكمل وجه، لكن كما يُقال اتق شر من أحسنت إليه كون (فراس) الابن الوحيد لـ(جابر) كان دائم التذمر والتدخل في شؤون شقيقته وزوجها، لدرجة أنه حاول مراراً اختلاق المشاكل التي كادت أن تؤدي إلى الطلاق لولا تدخل العائلة في اللحظات الأخيرة..أفعال مراهقلم يتمكن الأب من ردع ابنه الذي لم يعتبر نفسه ضيفاً، ومع كونه المدلل في العائلة باعتباره الابن الوحيد كان يبرر لنفسه حق طلب أي شيء، فلم يسبق أن رفض أحداً له طلباً وهو لم يتجاوز الخامسة عشر من عمره بعد، فقد كان يتصرف تصرفاتٍ طائشة إلى حد (الوقاحة) الأمر الذي دفع بالأب إلى اقتراح العودة إلى منزلهم خوفاً من تمادي ولده وحدوث شجار بينه وبين صهره، خصوصاً أن ابنته قد نبهت شقيقها مراراً من انزعاج زوجها من تصرفاته الطائشة كثيراً، ومع مرور الأيام فُقد من منزل الصهر بعض النقود وساعة ذهبية، حيث تكتم الجميع على موضوعها خوفاً من الفضيحة وخصوصاً أن الشكوك جميعها كانت تحوم حول (فراس) كون له سوابق بسرقة بعض أثاث منزل والديه وبيعها ليصرف ثمنها على ملذاته الشخصية في المطاعم والمقاهي، وكان هذا السبب باتخاذ الأب قراره بالرحيل من منزل صهره خوفاً على خراب بيت ابنته..اعتبر (فراس) أن هذا القرار بمثابة طرد له من بيت أخته، ولم يستطع كتم غيظه، فخرج والشرر يتطاير من عينيه وهو يتوعد بالانتقام من صهره، حيث وضعه هدفاً نصب عينيه ليقهره ويكبده خسارة فادحة مهما كلفه ذلك من ثمن..مراقبة وتخطيطكانت الأيام القادمة تقتضي منه مراقبة منزل شقيقته وتحركات صهره ليتمكن من الاختلاء بمنزلهم وتنفيذ ما خطط له، وفعلاً كان له ما أراد عندما توجه صهره وشقيقته إلى زيارة أهل هذا الأخير في موعدهم المعتاد كل أسبوع عندما قفز من حديقة المنزل ومعه عبوة مملوءة بالنفط المستخدم بالدهان وقام بإفراغ العبوة في أرجاء المنزل ومن ثم ذهب إلى إحدى الغرف ليبدأ بإشعالها، وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى اشتعلت النيران في أرجاء المنزل بأسرع مما كان يتوقع.. الموقف كان صادماً له، وخصوصاً مع انفجار غاز أرضي صغير يستخدم لأغراض التدفئة كان موجوداً بأرض الغرفة.. ثوانٍ معدودة أصبحت فيها ألسنة اللهب تلتهم كل شيء في المنزل ليلاحظ الجوار سحب الدخان التي غطت سماء البيت ليقوموا باستدعاء رجال الإطفاء، وبعد حضور هؤلاء وإخماد النيران عثر على (فراس) جثة متفحمة..نتائج الكارثةالصدمة التي فجعت العائلة كانت أكبر من أن يتحملها قلب الأم التي سرعان ما لحقت بابنها بعد إصابتها بأزمة قلبية أدت إلى وفاتها بعد وفاة ولدها بيومين، فيما أقام الصهر دعوة ضد (أبي فراس) لتعويضه عن الخسارة التي ألحقها ولده بمنزله رغم مصابهم الجلل، وليكون الطلاق مصير ابنته أيضاً بعد أن أعطها زوجها كلمتها عند اكتشاف ملابسات الحادثة، لتُدمر تلك العائلة بسبب سوء تربية هذا الولد، و ليدفع الجميع ثمن غلطة كانت بدايتها أب مستهتر وابن مدلل طائش لا يعرف معنىً للمسؤولية..
التاريخ - 2017-01-14 2:20 PM المشاهدات 812
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا