شبكة سورية الحدث


اقرأ في سورية الحدث قصة ليلى والذئب بشخصياتها الحقيقية

خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي كثيراً ما سمعنا عن صراع الخير والشر في حكايا الأطفال ولعلّ أشهر تلك الحكايات هي حكاية ليلى والذئب التي سمعناها مراراً وتكراراً، قصة اليوم هي نسخة طبق الأصل عن تلك القصص، لكن بشخصيات حقيقية على مسرح الحياة، وإن كان الخير ينتصر في تلك الحكايا التي كنا نسمعها عندما كنا صغاراً ليعم الخير في النهاية، إلا أنه في الواقع وعندما ينتصر الخير فإنه غالباً يترك جرحاً من الصعب أن يندمل على مرِّ الزمان..نصائح الأمكان ذلك قُبيل عيد الأضحى الماضي عندما قررت (ليليان) ابنة الأربع عشرة ربيعاً أن تخرج مع صديقاتها إلى العيد وقد لبست ثيابها الجديدة، وطبعاً قبل أن تخرج انهالت عليها والدتها بالنصائح والتحذيرات وعدم التأخر في العودة إلى المنزل، لكن على ما يبدو أن (ليليان) وعندما خرجت من المنزل نسيت أن تأخذ معها تلك النصائح وتركتها لتؤنس والدتها، فقفزت مسرعةً إلى العيد في منطقة الزاهرة وضحكاتها تتعالى مع صديقاتها، وفي ساحة العيد قررت الصديقات ركوب إحدى المراجيح، وهناك رآها الذئب لأول مرة، وراح يمكر لها ويمطرها بالكلام المعسول حتى استطاع الإيقاع بها، وظل يقابلها طيلة أيام العيد قبل أن يشتري لها جوالاً طالباً منها إخفاءه عن أهلها ليتمكن من الحديث معها في أي وقتٍ يريد..ذئب الغابةوقعت (ليليان) في الشّباك التي نصبها لها ذلك الذئب المسمى (فراس) 22 عاماً، وبدأ بالسعي إلى النيل من تلك الظبية الشاردة حتى قال لها إنه يريد أن يعرِّفها على والدته التي كثيراً ما أخبرها وحدثها عنها، وأن والدته متشوقة لرؤيتها قبل أن تأتي لطلب يدها من أهلها، وإيذاناً منه بتنفيذ مآربه وما كان قد خطط له بعد أن اتفق مع صديقه المدعو (هاشم) الذي يملك مفاتيح شقة شقيقته المسافرة في منطقة الصناعة بدمشق كان الموعد واللقاء، وذهب الاثنان برفقة (ليليان) إلى تلك الشقة، وما إن دخلتها تلك الأخيرة حتى شعرت أن الشقة خالية، فحاولت الخروج منها، لكن (فراس) طمئنها وقال لها إن والدته مريضة وهي تقبع على السرير في غرفة نومها، ومرة ثانية قادتها سذاجتها إلى مصيرٍ أسودٍ محتوم لتدخل بقدميها إلى الغرفة المعدة لافتراسها قبل أن ينقض عليها (فراس) عندما لم تفلح محاولاتها بالدفاع عن نفسها وهو يهددها بسكين حادة محذراً إياها من مقاومته، وأمرها أن تخلع ملابسها كي لا يمزقها بالسكين التي أشهرها في وجهها كي تتمكن من العودة إلى بيتها بعد أن تحقق له رغباته، لكن (ليليان) راحت تصرخ وتحاول الهرب فقال لها (فراس) إنه لا أحد سوف يسمعها وأن صديقه (هاشم) ينتظر دوره في الخارج ليمارس معها الجنس هو الآخر، وأن هذا الأخير يراقب الوضع من الخارج ريثما يأتي دوره، لكن (ليليان) ظلت تقاوم دون جدوى حتى استطاع (فراس) الاعتداء عليها بالعنف ومارس معها الفعل المنافي للحشمة، وعندما انتهى من فعلته نادى صديقه (هاشم) لينال حصته من الصيد، لكن هذا الأخير عندما رأى (ليليان) تنزف وتتلوى من آلامها تعفف عنها قبل أن يقوم الاثنان بإلباسها ثيابها وإعادتها إلى منزلها دون أن ينسيا تحذيرها بأنها سوف تؤذي أهلها إذا ما باحت لأحد عمّا جرى معها..لكن (ليليان) كانت تعاني من آلام شديدة لم تستطع تحملها وكتمانها، ما استدعى نقلها إلى المستشفى، وهناك تبين أنها مصابة بشقين في المعصرة الشرجية، وعندما لم تستطع (ليليان) التكتم على ما أصابها باحت لأهلها عمَّا حلَّ بها وما تعرضت له من اعتداءٍ جنسي من قبل المدعو (فراس) بمساعدة صديقه (هاشم)..الصياد المنقذقام والد (ليليان) بإبلاغ رجال الأمن عمّا جرى مع ابنته، وادعى على الشابين (فراس وهاشم)، حيث تم الاهتداء إلى المنزل الذي تعرضت فيه (ليليان) للاغتصاب بدلالتها، وقد تم نصب كمين محكم للشابين وتم الإيقاع بهما والقبض عليهما وإحالتهما إلى محكمة الجنايات الأولى بدمشق..وبعد سماع أقوال (ليليان) المدعومة بتقرير الطبيب الشرعي، والذي أشار إلى حدوث واقعة إجراء الفعل المنافي للحشمة أصدرت محكمة الجنايات بحقهما قراراً يتضمن تجريم المتهم (فراس) بجناية الفعل المنافي للحشمة بالعنف بفتاة قاصر ومعاقبته بسجن الأشغال الشاقة مدة 12 سنة، وتجريم المتهم (هاشم) 25 عاماً بجناية التدخل بإجراء الفعل المنافي للحشمة، ومعاقبته بسجن الأشغال الشاقة مدة ست سنوات، وإلزامهما بالتكافل والتضامن بدفع مبلغ مائة ألف ليرة سورية للمعتدى عليها تعويضاً عمَّا أصابها من ضررٍ ماديٍ ومعنوي..نقطة نظامفي قصة ليلى والذئب استطاع الصياد من شق بطن الذئب وإخراج ليلى منه وإعادتها إلى كنف أهلها سالمةً وكأن شيئاً لم يكن، ولكن (ليليان) عادت إلى أهلها مع جرحٍ سوف يلزمها مدى الحياة، فهل انتصر الخير فعلاً في هذه الحياة الفانية؟.. أنا شخصياً لم أجد جواباً على هذا السؤال...
التاريخ - 2017-01-22 5:26 PM المشاهدات 1231

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا