خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي جاء (سامر) مع أهله من قريةٍ على أطراف دمشق لطلب يد (أميرة) بشكلٍ رسمي من أهلها بعد قصة حب قصيرة ربطت بين قلبيهما، وقد كان حديث (سامر) ينم عن أدب وخلق عندما راح يتحدث عن نفسه من أنه ينتمي إلى عائلة متوسطة الحال وأنه يعيل أسرته بعد وفاة والده، كل ذلك دفع والد (أميرة) إلى الموافقة والتعجيل في أمر الزواج وسعى إلى أن تتم مرسم الزفاف بين الأقارب والجيران فقط متناسياً الجانب الأهم والشرط الأساسي لإتمام أي زواج وهو السؤال عن هذا الشاب الذي يبتغي مصاهرتهم..حياة مشبوهةانقطعت أخبار (أميرة) عن عائلتها بعد زواجها بشهرٍ واحدٍ فقط، فشعرت والدتها أن ابنتها في خطر، ومن أن هناك مكروه يحيط بها، في حين كانت (أميرة) تخطو أول خطواتها في عالمٍ مظلمٍ مجهول عواقبه وخيمة.. كل ذلك كان بيد من أخذها ليصونها ويحميها، فقد باع (سامر) شرفه وضميره مقابل المال بعد مكوثهم في منزلٍ بالقرب من العاصمة، وكما هي العادة بدأت القصة بأن سمح (سامر) لزوجته بالجلوس مع أصدقائه والسهر معهم، ثم الاختلاء بأحدهم بينما هو يجلب الأغراض خارج المنزل، فكانت سذاجتها وعدم معرفتها بألف باء الحياة تدفعها إلى عمل كل ما يُطلب منها دون أي سؤال، في الوقت الذي زاد فيه قلق والدتها التي أخبرت زوجها بشكوكها وطلبت منه الذهاب إلى قرية زوجها للاطمئنان على أحوال ابنتها التي لم تزرهم سوى مرة واحدة بعد زواجها بحجة بعد المسافة بين القريتين وانشغال زوجها بعمله الذي لا أحد يعرف ما هو هذا العمل حتى زوجته، ليخضع والد (أميرة) إلى رغبة زوجته وينشدون البيت المقصود..مفاجئة من العيار الثقيلكانت السهرة عامرة في عش الزوجية المزعوم، و(أميرة) ترقص و(سامر) يقبض سلفاً من فارس السهرة عندما وصل أهل (أميرة) إلى قرية زوج ابنتهم بعد عذابٍ كبير تكبدوه من مشقة السفر، وأثناء بحثهما عن عنوان منزل ابنتهما وزوجها كانا كلما سألا أحد عنهما كان ينظر إليهما باستغراب ويقول لهما متعجباً: " أأنتما تطلبان منزل سامراً ؟!!" هنا بدأت الدهشة تعلو محيا والد ووالدة (أميرة) حتى وصلوا إلى بيت ابنتهما، حيث كانت أصوات الأغاني والضحكات وروائح الخمور تفوح من هناك.. اقترب الأب أكثر وطرق الباب لتفتح له ابنته وهي شبه عارية.. جن جنون الأب وفقد صوابه لِما رأى قبل أن يركض خلف ابنته التي ذهبت لتحتمي خلف زوجها، بينما هرب كل من كان متواجداً في تلك السهرة من رجال.. وهنا تدخل (سامر) ورد على والد زوجته بكل وقاحة أن لا دخل له بينه وبين زوجته، وهنا ارتفعت أصواتهما ليقوم (سامر) بطرد أبوي (أميرة) من منزله لكن والد (أميرة) لم يحتمل وقاحة صهره فتناول سكيناً كانت موضوعة على إحدى الطاولات وطعن بها (سامر) عدة طعنات جعلته يسقط على الأرض مضرجاً بدمائه قبل أن يتوجه إلى قسم الشرطة معترفاً بما قامت به يداه..وفي قاعة المحكمة اعترف والد (أميرة) طواعية بإقدامه على قتل صهره المدعو (سامر) دفاعاً عن الشرف، وقد تأكدت المحكمة من روايات الشهود أن المدعو(سامر) كان سيء السمعة والخلق، وأنهم لم يصدقوا أن الفتاة التي جلبها من إحدى القرى هي زوجته، بل اعتقدوا أنها إحدى العاهرات أتى بها ليجني المال من عملها بالدعارة، وبناءً عليه قررت محكمة الجنايات تجريم والد (أميرة) بجناية قتل المغدور (سامر) دفاعاً عن الشرف، وحبسه في سجن الأشغال الشاقة سبع سنوات، وللأسباب المخففة التقديرية تنزيل العقوبة إلى ثلاث سنوات..قراراً وجاهياً قابلاً للطعن بطريق النقض، صدر وأفهم علناً...
التاريخ - 2017-03-06 2:50 PM المشاهدات 3857
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا