شبكة سورية الحدث


الحرف المقدس : محاضرة للدكتور نزيه بدور في ثقافي حمص

لأنها الأداة الأساسية في نقل حركة الحضارات التي تمثل روح الأمم ,لأنها الحافظ للبقية الباقية ولكل ما كان من جماليات وعلوم وتراث , ألقى الدكتور نزيه بدور محاضرة عن تاريخ الكتابة ( الحرف المقدس ) وذلك برعاية اتحاد الصحفيين فرع حمص , جاء فيها يعدّ اختراع الكتابة من الاختراعات الكبرى التي غيرت مصير و مجرى الثقافة الانسانية، وهو اختراع لا تقل أهميته عن أعظم الاختراعات كغزو الفضاء وشبكة الانترنت. وفي هذه الورقة سنتعرف على رحلة الحرف المقدس منذ الالف الرابعة قبل الميلاد, لماذا الحرف المقدس: وقد اكتسب حرفنا المقدس قدسيته اولاُ لما له من دور في خدمة الإنسانية وتطور الحضارة البشرية وثانياً لارتباطه بالمقدسات الدينية للشعوب عبر التاريخ ارتبطت الكتابة بالمقدسات الدينية والعبادة منذ نشأتها في الالف الرابع قبل الميلاد. وقد لعب ارتباط الحرف بالمقدس الديني دورا في حفظه تارة وفي انتشاره تارة أخرى والذين يرون إن العراق هو وطن الكتابة الأول، يرون إن الخط انما ظهر بتأثير عبادة النجوم، و ذلك *وكان الكهنة قد وضعوا رموزاً للنجوم، ومن تلك الرموز أخذت الأبجدية الأولى، وتفرعت الألفباء السامية الغربية التي صارت أُمـّا لمجموعة من الأبجديات، ومن قائلي هذه النظرية والمدافعين عنها المستشرق "هومل" هل هي سامية فعلا؟؟ السامية مصطلح أطلقه المستشرق النمساوي شولتزر العام 1781 ينسب هذه الشعوب القديمة “الكنعانيون” و”الفينيقيون” و”العموريون” و”الأكديون” و”البابليون” و”الآشوريون” و”الآراميون” و”الكلدانيون” و”العبرانيون” إلى سام بن نوح, هذا النسب لهذه الشعوب القديمة استخلصه العالم من “سفر التكوين ¯ الإصحاح العاشر: 21 ¯ 31 ومن “سفر التكوين ¯ الإصحاح الحادي عشر: 1 ¯ 26”. - .. اذن هو نسب عير علمي ويعتمد على اساطير التوراة.. ولكنه اكتسب صفة المصلح وصار يعبر عائلة من الثقافات. تجمع بينها قواسم مشتركة تميزها عن غيرها من جيرانها من الامم كالسومريين والحثيين والحوريين والعرس الخ تاريخ الكتابة استطاع الإنسان القديم أن يضع حجر الأساس للأبجدية، عبر فترة زمنية استغرقت آلاف السنين: 1- الكتابة التصويرية: كان الإنسان يعبر عمّا يريد قوله عن طريق الرسم). 2- الكتابة الرمزية: الإنسان في هذه المرحلة أصبح يعبر عن المعاني المجردة والأفعال، فأصبحت الشمس مثلًا، تعبر عن النور والنهار والبياض، والتاج صار رمزًا للملك. 3- الكتابة المقطعية: تعدّ هذه المرحلة مهمة لتأسيس الأبجدية، (فقد كان الكتاب يقطعون الكلمة الصعبة مقاطع، ويبحثون عن الألفاظ المشابهة لهذه المقاطع نفسها في النطق والمغايرة لها في المعنى، ويرسمون مجموعة الأشياء المادية التي توحي بها أصواتها )، ومثال ذلك كلمة مجلس، فهي تتكون من مقطعين، (مج )، و( لس )، فقد اصطلحوا على وضع إشارات رمزية تدل على هذين المقطعين، بحيث يتم استخدامهما في جميع الكلمات التي يرد بهم هذان المقطعان، ثم عمل الإنسان على تبسيط هذا النوع من الكتابة، فقد عمل على وضع صور تدل على الحروف، ( إذ يكفي للتعبير عن الأشياء والأفكار جميعها بعدد محدود من الصور يساوي عدد الحروف الهجائية لكل لغة، فعلى سبيل المثال للدلالة على كلمة " شرب " يرمز للحرف (ش) بالشمس، وإلى الحرف (ر) بالرمح، وإلى الحرف (ب) بالبيت , ا-المرحلة الأبجدية: وهي المرحلة التي تطورت فيها الكتابة من الكتابة بالمقاطع، إلى الكتابة بالحروف؛ بحيث يقابل كل صوت، حرف واحد، ويرجع الفضل إلى الفينيقيين في اختراع هذا النوع من الكتابة وهذا قابل للنقاش في سياق المحاضرة، في حدود سنة 3200 ق. م. ابتكر العراقيون الكتابة (المسمارية ـ Cuneiform) حيث كتبت بها اللغة السومرية، ونشروها في أنحاء الشرق الاوسط حيث أصبحت هذه الكتابة هي الوحيدة المتداولة، واستعملتها شعوب ايران والاناضول وسورية, بل حتى في مصر أحياناً حسب بعض الوثائق الآثارية. في عام 2400 ق.م تم اعتماد هذا الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية بلهجتيها الآشورية الشمالية والبابلية الجنوبية. ورغم إحلال الاكدية بدل السومرية، إلاّ أن العراقيين حافظوا على اللغة السومرية كلغة مقدسة خاصة برجال الدين. دام استعمال هذه الكتابة الى ان بدأت الكتابة الابجدية القادمةمن سورية تنتشر مع انتشار اللغة ألآراميةفي الالف الأول قبل الميلاد. ولما اعتنق بعض أهل العراق الدين المسيحي شاع استخدام القلم الارامي السطرنجيلي الذي استنبط في مطلع القرن الثالث للميلاد ومرة أخرى كان للكتابة السيريانية وريثة الارامية دور أساسي كحامل للمقدس الديني للعلماءفي نشوء الخط والقلم الأول الذي تفرعت منه سائرالأقلام، نظريات وفي المراحل التي مّرّت عليها وهذه النظريات مع أنه امرت بمناقشات وبحوث وتحددت حتى أصبحت معروفة عند علماء الخطوط، لم تستقرحتى الآن, من أول عهد مرت فيه وهوعهد الكتابة الصورية Pictography إلى وصولها إلى مرحلة الحروف الابجدية. إن آراء علماء الخط تكاد تتفق على إن مخترعي الأبجديات هم من أهل الشرق الأدنى أو من حوض البحر الأبيض الشرقي، وهذا النسبة إلى الأقلام المشهورة التي لاتزال مستعملة وحية معروفة مثل الخطوط المستعملة في اوروبة، ومثل الخط العربي والعبراني والسرياني وبالنسبة إلى أقلام أخرى ماتت مثل الكتابات المسمارية وأمثالها. وكان المصريون قد استعملوا في بادىء أمرهم الكتابة الصورية، ثم اختزلوها وأولدوا منها "الكتابة الهيروغليفية". (كتابة الكهنة)، شتقت كلمة "هيروغليفي" من الكلمتين اليونانيتين "هيروس" Hieros و"جلوفوس" Glophos وتعنيان "الكتابة المقدسة" وهي كتابة متطورة مقدمة بالنسبةإلى الكتابة الصورية. وقد صارت هذه الكتابة أماً لأقدم الكتابات. استخدمت تلك الكتابة بشكل رئيس في النقوش الدينية على المعابد.. رأى بعض العلماء ان الخط الكنعاني الذي هو من الخطوط القديمة، قد اشتق من الأبجدية "الطورسينائية"، إذيصعب تصور اشتقاق الخط الكنعاني من الهيروغليفية رأساً لبعد العهد بين الكتابتين، وإن كان هناك شبه بين بعض الحروفا لكنعانية والصور الهيروغليفية. مكتب حمص والمنطقة الوسطى خديجة الحسن – ياسمين الخشمان
التاريخ - 2017-03-08 8:00 PM المشاهدات 1071

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا