هل تتوقع أن يكون لحيوانات الرجال المنوية يوماً ما القدرة على القيام بأكثر من مجرد تكوين الأجنة، وبالتحديد القدرة على محاربة السرطان وأمراض أخرى أيضاً؟ هذه هي الافتراضية الغريبة التي تتبناها مجموعة من العلماء الألمان.قال باحثون بمعهد علوم النانو التكاملية في مدينة درسدن الألمانية انهم وجدوا طريقة لتسليح خلايا الحيوانات المنوية، وتحويلها إلى قذائف علاجية يمكنها استهداف عنق الرحم لدى السيدات، تلك المنطقة التي يصعب الوصول إليها بالعقاقير التقليدية، وفقاً لما نشره موقع شركة "Vocativ" الأميركية.وفي أحدث أبحاثهم، حقن العلماء خلايا الحيوانات المنوية بأدوية مضادة للسرطان، ثم ضغطوا الخلايا في قذيفة صغيرة مرنة مطبوعة بواسطة الليزر ومصنوعة من الحديد. ووجَّه العلماء الحيوانات المنوية باستخدام المغناطيس لتصطدم بخلايا وأجسام شبيهة بالأورام.وعند اصطدامه، يُفرِغ الحيوان المنوي، بمساعدة 4 أذرع قابلة للانحناء ومثبتة على القذيفة المعدنية، ما يحمله من أدوية مضادة للسرطان مباشرة داخل الخلايا السرطانية للقضاء عليها. ووفقاً للموقع، تسببت القذيفة المعدنية في إبطاء سرعة الحيوان المنوي عن سرعته الطبيعية بنسبة 40%، لكن ذلك لم يُفسد مهمته في إيصال الأدوية للخلايا السرطانية.وكتب الفريق أنّ حيواناتهم المنوية الصغيرة المدفوعة بموتور صغير هجين، كما وصفوا في بحثهم، "يمكنها أن تكون الأساس لاستراتيجية علاجية جديدة تسمح باستخدام جرعات كبيرة من مضادات السرطان في موضع الإصابة، مع الحد من الآثار السامة لأدوية علاج السرطان التقليدية".وكان العلماء لبعض الوقت وحتى الآن مفتونين بفكرة استخدام الخلايا المجهرية كحامل للأدوية. إلا انه وفقاً للباحثين كانت هناك بعض العيوب في هذه الخلايا المرشحة لحمل الأدوية، سواء كانت طبيعية مثل البكتيريا، أو صناعية بالكامل مثل روبوتات النانو الدقيقة. فعلى سبيل المثال، يمكن للبكتيريا تحفيز الجهاز المناعي للجسم لمهاجمتها وهي في طريقها لإيصال العلاج.ولكن الحيوانات المنوية يمكنها التنقل عبر الجهاز التناسلي للمرأة، فهي تُطلق مواد كيميائية بشكل طبيعي توقف أي تحذيرات قد تجعل الجسم يهاجمها. والأفضل من ذلك، أنّ وظيفة الحيوان المنوي هي الوصول إلى خلية أخرى، هي في طبيعة الحال بويضة المرأة، والإندماج معها لتكوين الجنين. وهذا المبدأ نفسه هو المطبَّق في تجربة علاج السرطان، ما يجعل خلايا الحيوانات المنوية ناقلات مثالية لحمل أدوية العلاج الكيميائي إلى الخلايا السرطانية مباشرة في حالات سرطانات عنق الرحم، والمبيض، والرحم.وعلاوةً على ذلك، فإنّ خلايا السرطان لديها قدرة خاصة على امتصاص أي مادة تُحقن بها، الأمر الذي يفتح الباب لاستخدامها لحمل أشياء أخرى أيضاً، مثل المواد التي تساعد الأطباء في إجراء اختبارات التصوير، أو الجينات التي يمكنها معالجة الأمراض الوراثية.كيف سيتم التخلص من القذيفة؟ بالطبع ما زال هناك الكثير من العمل لإنجازه قبل أن يُصبح هذا النظام لإيصال الأدوية للخلايا المريضة واقعاً. فقد أُجريت تجارب الفريق الألماني فقط في المعمل، وتحت ظروف خاضعة لرقابة دقيقة، وباستخدام حيوانات منوية مأخوذة من الماشية.كما أن نتائج التجارب لم تُنشر بعد في مجلة علمية، ويتبقى أيضاً معرفة كيف سيتخلص الجسم من القذيفة المعدنية التي ستبقى بداخله بعد قيام الحيوان المنوي بمهمته.
التاريخ - 2017-04-14 9:25 PM المشاهدات 1463
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا