شبكة سورية الحدث


دراسة اقتصادية لتشغيل السيارات بالغاز الحيوي بدل من المازوت والبنرين

طالما تم الرهان على وزارة الزراعة ككيان حكومي للنهوض بقطاع يشكل النسبة الكبرى من الناتج المحلي الإجمالي من جهة، ويحقق الأمن الغذائي لشعب يطمح للاكتفاء الذاتي من جهة ثانية، لكن الوزارة لم تكتف بهذا وحسب، بل كانت السباقة من بين كل الوزارات لإعطاء زخم لمجال الطاقة، وقد أحدثت مديرية بهذا الخصوص حملت نفس الاسم، استطاعت خلال فترة وجيزة من إحداث قفزات يمكن وصفها بالنوعية في ظل التحديات الراهنة، والإمكانيات المحدودة لهذه المديرية التي كتب لها أن تبصر النور في السنة الثالثة من عمر الأزمة، فلم يقتصر عمل المديرية على تركيب لواقط كهروضوئية على أسطح الأبنية التابعة للوزارة، ولا على زيادة عدد وحدات الغاز الحيوي، وإنما تعدتها إلى مجالات أوسع من ذلك.مرحلة أولىوفي التفاصيل نبين أن مديرية الطاقة قامت بتركيب جهاز تحويل لعمل السيارة على الغاز الحيوي بعد تنقيته بنسبة عالية بدلا من البنزين والمازوت بشكل شخصي على السيارات الشخصية الخاصة، وقد تم تطبيق أعلى معايير الأمان وكانت النتيجة ذات فعالية وجدوى اقتصادية عاليتين. وأعدت المديرية دراسة فنية واقتصادية لتحويل السيارة من نظام العمل بالبنزين أو المازوت إلى نظام العمل بالغاز الحيوي – بنزين، مازوت “هجين”. مقترحة تطبيق هذه التجربة على إحدى سيارات الوزارة العاملة على البنزين كمرحلة أولى ومن ثم الانتقال لتطبيقها على السيارات العاملة على الديزل والمولدات والجرارات الزراعية.توفير صيانةوخلصت الدراسة  إلى نتائج عدة لعل أبرزها أن تكلفة تركيب مجموعة واحدة للغاز الحيوي بحدود 300 ألف ليرة سورية، من دون جهاز التصفية للغاز والضاغط، وأشارت الدراسة إلى أن السيارة تقطع بأسطوانة الغاز ذات سعة 16 متر مكعب مسافة 160 كم في حال كان معدل استهلاكها 10%، أي أن كل 100 كم يستهلك 10 ليتر بنزين، لأن متر مكعب واحد من الغاز الحيوي يستطيع تحريك السيارة للمسافة التي تتحركها باستخدام ليتر واحد من البنزين.وأوضحت الدراسة أن استخدام الغاز الحيوي في المحركات يؤدي إلى انخفاض فترات الصيانة الدورية لهذه المحركات، مقارنة مع استخدام أنواع أخرى من الوقود، إذ أن الغاز الحيوي لا يحدث تآكلا للأجزاء المعدنية للمحرك مثل تلك التي تحدثها نواتج الوقود الأخرى والمتمثلة بأكاسيد الكبريت ومركبات الرصاص، كما أن مقومات الأمان بأسطوانة الغاز تصمم لتتحمل ضغطاً يعادل 200 بار.ومن ناحية أخرى فإن الغاز الحيوي يتم احتراقه بالكامل وبكفاءة عالية دون إفراز عوادم صلبة، حيث أن ارتفاع نسبة الميتان فيه يؤدي لرفع كفاءته بتشغيل محركات السيارات وقدرته على زيادة عمر المحرك بمعدل يتراوح بين 30 -40% مقارنة مع محرك البنزين، ومن ناحية استبدال الزيت فإن السيارات التي تعمل على البنزين تحتاج إلى تغيير الزيت بعد قطع مسافة من 2 – 5 آلاف كم، أما عند استخدام الغاز الحيوي كوقود فإنه يتم تبديل الزيت بعد قطع مسافة من 10 – 15 ألف كم. إضافة إلى أن استخدام الغاز الحيوي يوفر قطع كثيرة للمحرك بزيادة عمرها.سلامة وأمانورصدت الدراسة جملة من النقاط ذات العلاقة بالسلامة والأمان، منها أن تقانة عمل المركبات على الغاز الحيوي سهلة التطبيق وتوفر مستوى عالياً من عاملي السلامة والأمان، وهي تتفوق على البنزين في حالة حوادث الاصطدام والحريق لأن الغاز أخف من الهواء، وهو يرتفع بسرعة في الجو ويتبدد في حال تسربه. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الغاز الحيوي سجل في المركبات سجلاً إيجابياً فيما يتعلق بالأمن والسلامة من واقع الاستخدام العملي للمركبات العاملة عليه في معظم الدول التي قامت باستخدامه. مبينة أن الحرارة المولدة من احتراقه في المحرك أقل من نظيرتها الناتجة عن احتراق الوقود التقليدي مما يؤدي بالمحصلة إلى زيادة عوامل الأمان الناتجة عن عدم ارتفاع حرارة المحرك.أثر بيئيوتطرقت الدراسة إلى أثر استخدام الغاز الحيوي على الجانب البيئي، وخلصت إلى مساهمته بحماية البيئة، نظراً لانخفاض الملوثات الضارة في هذا الغاز مثل “أول أكسيد الكربون – أكاسيد النتروجين – أكسيد الكبريت – مركبات الرصاص” إلى جانب المركبات الهيدروجينية غير كاملة الاحتراق والتي يلاحظ انبعاثها من المحركات القديمة، حيث تكون هذه المركبات على هيئة دخان أسود أو أزرق طبقا لظروف احتراقها داخل المحرك، وهذا ناتج عن وقود البنزين والمازوت، بينما الغاز الحيوي يحترق بالكامل داخل المحرك وبالتالي لا ينبعث منه إلا بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وكلاهما مقبول بيئياً.تخطي السلبياتولم تغفل الدراسة عدد من النقاط السلبية لاستخدام الغاز الحيوي كوقود للسيارات وكيفية التغلب عليها، ومنها ضعف عزم المحرك وانخفاض تسارعه بنسبة 10%، وكذلك انخفاض الطاقة الخارجة منه مقارنة باستخدام البنزين، وذلك بسبب الفرق بينهما من جهة ما يسمى القيمة الحرارية المكافئة، وللسيطرة على هذه المشكلة تنصح الدراسة بتشغيل السيارة صباحاً باستخدام البنزين أولا بدلا من الغاز، وعدم التجول لاستخدام الغاز الحيوي إلا بعد وصول درجة حرارة المحرك إلى الوضع الطبيعي. إضافة ضرورة إلى استخدام الغاز الحيوي بعد قطع مسافة لا تقل عن 5 آلاف كم في حال كانت السيارة جديدة، وذلك من أجل تليين المحرك بالبنزين ولتكوين طبقة وغشاء رقيقين من الكربون على الأسطح الداخلية لأسطوانات المحرك لأن هذا الغشاء يفيد بعملية التزييت لأسطح الأسطوانات.من الآخرلم يقتل سواد المشهد العام للبلاد الناجم عن الأحداث الأليمة التي نعيشها، إرادة التجدد والتكييف لدى السوريين، إذ ثمة إشراقات تنبئ بعزيمة من الصعب ثنيها، كفيلة بتجاوز التحديات والولوج إلى مستقبل بدأت ترتسم ملامحه بريشة خبرات قادرة على إثبات الذات مهما تكالبت المحن.هنا سورية..ليس شعاراً يردد في أجواء احتفالية واستعراضية، بل حقيقة تترجم بشكل مستمر ضمن سياق العمل الدؤوب للوصول إلى مخرجات علمية لها منعكسات تنموية واقتصادية ببصمة محلية تحد من العقوبات الاقتصادية وحصار بلد أريد له التقوقع والاندثار..!.حسن النابلسي
التاريخ - 2017-04-16 6:23 PM المشاهدات 786

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم