شبكة سورية الحدث


بعد أن اصطادها بعبارات الحب سلبها أغلى ما تملك وفرَّ هارباً

خاص – سورية الحدث بقلم محمد الحلبي بالكلام المعسول خدعها.. وبالأحلام الوردية فرش لها الأرض تحت قدميها، ولأنها لم تعِ تلك الكلمات التي قالها نزار قباني:أما آن لك بعد أن تتفهمي         أن الرجال جميعهم أطفالُجرفها الحب في تيارات الهوى، وألقى بها على شواطىء الضياع لا تعرف مصيرٍ لها...أوهام الحبكانت نظراته تتبع خطواتها وهي تغدو جيئةً وذهاباً إلى مدرستها في منطقة البرامكة بدمشق، ولأن طريق الحب هو الطريق الأسهل للوصول إلى قلب الفتاة كان لابد له أن يسير في هذا الطريق اختصاراً للوقت وأملاً باصطياد تلك الغزالة الشريدة، ولهذا بدأ (سامر) يخطط للايقاع بـ (ربا) التي كانت طواقة لأن تعيش قصة حب تيمناً بزميلاتها في المدرسة اللواتي كنً يعيِّرْنَها بأنها فتاة معقدة ينفر منها الشباب.. هكذا بدأت الحكاية، حيث لم يجد (سامر) أي صعوبة باستمالة قلب (ربا) نحوه، إذ أن الموضوع لم يكلفه سوى رسالة حب مشبعة بتعابير الشوق الكاذب، بالإضافة إلى هديةٍ صغيرة عربون الحب الجديد..بعد الحببدأت الحياة الروتينية والرتيبة للعاشقين المراهقين كما هي العادة، فإما الوقوف عند مدخل أحد الأبنية، أو الهروب بين الأشجار في الحدائق العامة تخفياً من عيون الناس، فيما التأفف والغضب من تحذيرات (ربا) خوفاً من رؤية أحدٍ لها أثناء تواجدها ووقوفها مع حبيبها المزعوم كان الذريعة لهذا الأخير للإيحاء لفريسته أنه يخاف عليها وعلى سمعتها التي هي من كرامته، وأنه يبحث عن مكانٍ ما ليختلي بهذه الطريدة العطشى لأن تتجرع من كأس الحب لتروي ظمأ قلبها الصغير، وبعد تفكيرٍ طويل لم يجد (سامر) غير منزله ملاذاً آمناً يجمعه مع (ربا) بعيداً عن العيون، حيث يكون والداه في العمل وأخوته في مدارسهم، وكان له ما أراد عندما أنشب مخالبه في لحم تلك المراهقة، مشبعاً منها غرائزه المتأججة، وغير آبهٍ بما تحمله له قادمات الأيام..كشف المستورتكرر غياب (ربا) عن مدرستها دون علم أهلها بحقيقة ما كان من أمر ابنتهم، حتى اتصلت إدارة مدرستها بذويها لسؤالهم عن سبب تغيب ابنتهم المتكرر، فوجأت الأم بما سمعت، وحاصرت ابنتها بالأسئلة لانتزاع مبررٍ واضحٍ يفسر سبب تغيبها عن المدرسة، لتعترف (ربا) أخيراً بعلاقتها مع المدعو (سامر)، وقد حاولت والدتها احتواء الموضوع والتصرف بحكمة بداية الأمر، فاتصلت بـ (سامر) ورجتهُ كثيراً أن يتقدم لخطبة ابنتها مع تقديم كافة التسهيلات له، وبالشروط التي يراها مناسبة، ووعدته بأنها لن تخبر أي شخص عما كان بينه وبين ابنتها، لكن (سامر) رفض العرض المقدم له جملةً وتفصيلاً، وقد كررت والدة ( ربا) محاولاتها عدة مرات حتى يئِست من تغيير موقف ذلك الذئب الذي افترس ابنتها، فلم تجد بدٌّ من إخبار زوجها بالموضوع، والذي سارع بدوره إلى إبلاغ رجال الشرطة بالموضوع عقب سماع القصة من زوجته فوراً، فما كان من (سامر) إلا أن فرَّ هارباً إلى محافظة اللاذقية عندما شعر بموقفه الحرج، حيث ألقي القبض عليه هناك، عندها فقط عقد قرانه على (ربا) وقدم إلى هيئة المحكمة عقد قران شرعي حتى يُخلى سبيله ويفر من عقوبة السجن، وبما أن المحكمة تعاود ملاحقته قانونياً إن حصل الطلاق خلال السنوات الخمس الأولى اعتباراً من تاريخ عقد القران فما كان من ذلك الذئب إلا أن سافر إلى إحدى دول الخليج بحجة العمل هناك، تاركاً (ربا) تعد السنوات الخمس كيفما يحلو لها، وذلك بعد أن فقدت أغلى ما تملك الفتاة كرما للحظة حبٍ غادرة دفعت ثمنها غالياً، وهنا يحضرني قول الشاعر:تُسال الأنثى إذ تزني وكم              من رجلٍ دامي الزنا لا يُسأل.
التاريخ - 2017-04-22 4:28 PM المشاهدات 1167

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا