خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي ما من شك أن لكل جريمةٍ دوافع تؤدي إلى ارتكابها وإن كان ظاهر الجريمة أحياناً يخفي مدلولات قد تؤدي إلى تغيير سير التحقيق، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا بد للمجرم أن ينال عقابه جزاءً لما قام به من جرم..بلاغ سرقةالبلاغ الذي وصل إلى رجال الأمن عن سرقة مبلغ أربعة ملايين ليرة سورية بالإضافة إلى مصاغ ذهبي جعل رجال الأمن يولون القضية اهتماماً كبيراً، فتحركت دورية إلى المنزل المنشود حيث كان كل شيء هادئاً، ولا يوجد آثار خلع أو كسر، كما أن السارق أو السارقون لم يتركوا خلفهم أي أثر، ما زاد الأمور تعقيداً وسط انعدام الأدلة وقلة المعلومات التي أدلى بها أصحاب المنزل المسروق، وخصوصاً أنهم لم يوجهوا أصابع الاتهام لأي شخص، مما وضع المحققون أمام تحدٍ حقيقي قبل أن يلوذ السارق بالفرار أو يتصرف بالمسروقات، وأمام هذا الواقع كان لابد من تكثيف البحث والتحري دون استثناء أرباب السوابق...أول الخيطخلصت التحقيقات التي جمعها المحققون إلى احتمال ضلوع أحد أقارب الأسرة بموضوع السرقة نتيجة المعطيات التي فرضتها ظروف وملابسات الحادثة، فكان لابد من متابعة تحركات هذا الشخص ومراقبته عن كثب مع إدخال الطمأنينة إلى قلبه قبل إلقاء القبض عليه وإحالته إلى القضاء..في المصيدةتحولت شكوك المحققين إلى يقين بعد اشتباههم بأحد أقارب المنزل المسروق، وتمت مراقبة هذا الشخص لعدة أيام قبل أن يتم إلقاء القبض عليه، حيث تبين أن اسمه (رياض) ويبلغ من العمر تسعة عشر عاماً فقط، حيث قام بسرقة منزل عمته في لحظةٍ قد لا تخطر على بال إبليس، حيث اعترف أنه وأثناء قيام عمته بزيارتهم راودته فكرة سرقتها بعد أن سمع منها أثناء حديثها مع والده بوجود أربعة ملايين ليرة في منزلها بغية شراء سيارة، وعلى الفور توجه إلى حقيبتها وأخذ منها ميدالية مفاتيحها واتصل ببعض أصدقائه وطلب منهم مساعدته بسرقة منزل عمته واعداً كلاً منهم بحصة دسمة إن تمت العملية بنجاح، وهناك في منزل العمة توجه إلى غرفة نومها بحثاً عن النقود التي وجدها دون جهد يذكر بالإضافة إلى مصاغها الذهبي، ومن ثم عاد إلى منزله وأعاد المفاتيح إلى حقيبة عمته وكأن شيئاً لم يكن، ولم يكتف بهذا أيضاً، بل سرق منزل عمته الأخرى بنفس الطريقة، مستغلاً وجودها في منزلهم بعد أن راقت له الفكرة، إلا أن عدم إخبار العمة الثانية عن موضوع السرقة التي تعرضت لها أدى إلى تأخير عملية الكشف عن السارق الذي استغل قرب مسكنهم من مساكن عمتيه الواقعين في ذات الحي...هذا وقد اعترف (رياض) أنه قام بصرف ما يقارب 400 ألف ليرة على ملذاته الشخصية، كما قام بخداع بعض الفتيات من خلال استئجاره لأفخر أنواع السيارات وإغداق الهدايا النفيسة عليهن مدعياً إنه ابن أحد رجال الأعمال، وقد تم استرداد ما تبقى من نقود بالإضافة إلى مصادرة الأشياء التي وجدت بحوزته من كومبيوتر محمول وموبايل حديث ومصاغ ذهبي، كما تم مصادرة موبايل من إحدى صديقاته كان قد أهداه لها في عيد ميلادها المزعوم بعد أن تبرع بمصاريف حفلة عيد الميلاد من نفقته حسب اعتراف الفتاة، كما تم استرداد مجموعة من الحقائب النسائية أهداها أيضاً لعدد من الفتيات لإغوائهن، وقد اعترف إنه صرف جلَّ المبلغ وحصته من الغنيمة في الكازينوهات والملاهي الليلية وعلى فتيات الليل وشقق الدعارة...الصائغ يتحدثجاء في أقوال الصائغ الذي اشترى من المدعو (رياض) المصاغ الذهبي أنه قبل عدة أيام توقفت أمامه سيارة فاخرة نزل منها شاب يبدو أنه ابن عز، وبرفقته فتاة ادعى أنها خطيبته وأنها تريد بيع بعض مجوهراتها بحجة أن موديلاتها قديمة، وبأنهما لا يملكان الفواتير حالياً على أن يحضروها لاحقاً، وبعد عدة أيام تفاجأ برجال الأمن يستدعونه إلى التحقيق، حيث تعرفت هناك على الشاب المدعو (رياض) وسرد لهم تفاصيل القصة..هذا وقد أحيل (رياض) إلى القضاء مع بعض أصدقائه الذين تم إلقاء القبض عليهم بدلالته بعد أن تم مصادرة ما بحوزتهم من أموال، والتي تم تسليمها إلى أصحابها أصولاً...
التاريخ - 2017-04-29 1:34 PM المشاهدات 996
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا