شبكة سورية الحدث


سياسة العمليات العسكرية في القلمون

لم تتوقف العمليات العسكرية للجيش السوري في منطقة القلمون بريف دمشق، ولم تتأثر هذه العمليات بمحاولة الدولة التركية الداعمة للمجموعات المسلحة فتح معركة جديدة وبالتحديد في ريف اللاذقية، بغية التأثير على عملية القلمون واستكمال تنظيف البلدات التي تتواجد فيها المجموعات المسلحة. بلدة راس المعرة، تلك البلدة في اطراف مدينة يبرود، أصبحت بالكامل تحت سيطرة الجيش السوري، حيث اكدت مصادر عسكرية لمراسل “العهد” الاخباري أن عملية تنظيف بلدة رأس المعرة كانت استكمالاً للعمليات العسكرية في القلمون، والتي تعتبر امتداداً طبيعياً وجغرافياً لمدينة يبرود.وسيساهم هذا الانجاز في تضييق الخناق أكثر على المجموعات المسلحة في كافة مناطق القلمون، حيث تعتبر بلدة راس المعرة، احد الممرات الرئيسية للمجموعات المسلحة المتجهة نحو رنكوس او عرسال اللبنانية، حيث استطاع الجيش السوري، ورغم قساوة الظروف الجغرافية، الاستمرار في عمليات قضم المرتفعات والجبال المحيطة بالبلدة، وتثبيت وحدات الاسناد الناري فيها، ما جعلها مكشوفة تماماً لنيران الجيش السوري. في هذه الاثناء، كانت وحدات المهام الخاصة في الجيش السوري، تجدد بنك الاهداف لديها، بعد ورود معلومات تؤكد وجود احمد نواف دره المسمى رئيس اركان “الجيش الحر” في القلمون، على الفور بدأت الاتصالات، وتحدد الزمان والمكان، وبالفعل تم استهداف مباشر لأحمد نواف الدرة، ما أدى لمقتله على الفور. بدأت اجهزة اللاسلكي للمجموعات المسلحة بتناقل خبر مقتل الدرة، ما سرّع في انهيار معنويات المسلحين، وبدأ التفكير في الانسحاب. في هذه الاثناء استطاع الجيش السوري استهداف عدة تجمعات للمسلحين داخل البلدة بكافة الوسائط النارية، وقبل بزوغ الشمس كانت وحدات من الجيش السوري تتقدم على المحور الشرقي والمحور الغربي، وقسمت البلدة الى عدة محاور قتالية، جعلت السيطرة عليها اسرع، فيما قامت وحدات اخرى بتأمين مداخل ومخارج البلدة، في محاولة لمنع المسلحين من نقل جرحاهم باتجاه الداخل اللبناني، او فرار المسلحين نحو بلدة رنكوس. وحاولت المجموعات المسلحة الانسحاب نحو بلدة فليطة، ومن ثم الى رنكوس، عبر ممرات جبلية، كون السلسلة الجبلية في محيط بلدة الفليطة الواقعة على بعد خمسة كيلومترات من بلدة راس المعرة، اوسع واكبر، وتسستطيع المجموعات المسلحة المناورة فيها اكثر، إلا ان الجيش السوري لم يتوقف بل استمر في ملاحقتها وهي المنسحبة نحو بلدة فليطة، بالتزامن مع استهداف المسلحين في داخلها، وتستمر وحدات الجيش السوري في متابعة خطتها العسكرية تجاه بلدة الفليطة والرامية لتشكيل هلال امني يمتد من السحل حتى رنكوس، لتأمين الحدود اللبنانية من تلك الجهة بشكل كامل.واستطاع  الجيش السوري تحقيق التفوق الاستراتيجي في تلك المعركة منذ سيطرته على تلة مار مارون والتي تشرف بشكل اساسي على بلدة راس المعرة والطرق المؤدية الى بخعة والصرخة ومن ثم عسال الورد ورنكوس، ما سهل عليه السيطرة بالرؤية وبالنيران على بلدات رأس المعرة وفليطة والتي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر بحدود 2650 متراً، ما يجعلها الاكثر ارتفاعاً في القلمون، فيما تؤكد المصادر العسكرية أن الهدف من استمرار العملية هو اتمام اغلاق الحدود مع عرسال اللبنانية في تلك المنطقة، وتنظيف جميع السفوح الشرقية لسلسلة جبال لبنان.ولم يواجه الجيش السوري أي صعوبة في المعارك التي خاضها  في مختلف المناطق كمنطقة السحل والجراجير ومن ثم مزارع ريما ويبرود، وصولاً حتى الفليطة، ما يؤكد نظرية الانهيار المعنوي الكامل للمجموعات المسلحة في مناطق القلمون، وهذا يساعد كثيراً في المعارك القادمة في محيط بلدة رنكوس، وسيسرع تنظيف تلك المنطقة بشكل كامل، بعد اعتماد استراتيجية ضربة رأس الافعى، واستهداف قيادات المسلحين. وتشير المعلومات الواردة من القلمون الى أن الجيش السوري يستكمل عملياته العسكرية بعد فليطا ورأس المعرة، والانظار متجهة لقطع طرق الاتصال الجغرافي بين بلدات بخعة والصرخة وعسال الورد وحوش عرب ورنكوس، حيث تعتبر سيطرته على فليطا ورأس المعرة، ضربة قاسمة للمجموعات المسلحة، بعد فقدانها طرق الامداد و تهريب السلاح  المسلحين الى داخل سورية، وفصل جرود القلمون عن جرود عرسال اللبنانية.  الحدث -  صفحة حسين مرتضى
التاريخ - 2014-03-29 10:29 PM المشاهدات 1441

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا