أكد سماحة مفتى الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون مجددا أن سورية تحارب اليوم الإرهاب الدولي عن العالم برمته وتفشل كل المخططات الأمريكية والأطلسية وهي ما زالت تتمسك بفلسطين وبالمقاومة وبحقوق المستضعفين في الأرض.
وتحدث المفتي حسون خلال لقائه اليوم رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف في موسكو عن الضغوط التي تتعرض لها سورية من جانب الولايات المتحدة و حلفائها الإقليميين والدوليين مشيرا الى أن روسيا تتصدى كذلك مثل سورية لمثل هذه الضغوط.
وبين سماحة المفتي أن “الحلفاء الغربيين” أرادوا معاقبة سورية لأنها تتبع سياسة وطنية مستقلة ولها قرارها الوطني المستقل الذي يحفظ سيادتها على أرضها ولها علاقاتها المتينة والعريقة مع روسيا فأرسلوا كل إرهابيي الأرض إليها.
وأضاف المفتي حسون: هم يريدون أن تصبح روسيا تابعة للدولار واليورو لكن الرئيس فلاديمير بوتين أفلح بتجنيبها مثل هذه التبعية حيث تعمل الولايات المتحدة ضد التقدم والثقافة في جميع أنحاء العالم موضحا أن الأمريكيين يغرسون أنظمتهم وعاداتهم في كل مكان و يريدون أن تذعن سورية لإرادتهم.
وأعرب المفتي حسون عن الشكر للشعب الروسي على موقفه إزاء سورية وكذلك للجمعية الإمبراطورية الارثوذكسية الفلسطينية على المساعدات الإنسانية التي تقدمها للشعب السوري.
من جهته أكد زوغانوف أن روسيا ستبقى دائماً على تضامنها مع الشعب السوري وستواصل تقديم الدعم والمساعدة له مثمنا نشاط المفتي العام في سورية من وجهة النظر الإنسانية ومواقفه الوطنية الشجاعة والروح المعنوية العالية التي تساعد في تكاتف جهود الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب الدولي ومرتزقة الأنظمة الأطلسية والرجعية.
وقال زوغانوف مخاطبا سماحة المفتي حسون: “كرستم حياتكم لنشر الخير والمحبة والحق وكلماتكم الزكية تلهم الجميع وفي كل الأحزاب وهذا أمر مهم جدا عندما يحاول الأمريكيون وأنصار العولمة الاستهتار بالعالم وممارسة الهيمنة على شعوبه كما يجري اليوم في أوكرانيا وسورية أيضا”.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو أكد المفتي حسون مجددا أن “سورية ليس فيها ثورة شعبية أو ثورة معارضة وإنما فيها أناس جاء أكثرهم من الخارج يحملون فكرا ظلاميا حاقدا كارها للإنسان ويقتلون حتى الأطفال الأبرياء لأنهم لا يحبون إلا أنفسهم ويجعلون من الدين سلطة دموية كارهة حاقدة” مضيفا.. “سورية اليوم تقف في خط النار الأول للدفاع عن العالم الحر وللتصدي للذين يريدون أن يتحول العالم إلى دول دينية متصارعة باسم الحق الإلهي”.
وأشار المفتي حسون إلى أن الشعب الروسي والحكومة الروسية والحزب الشيوعي الروسي يشعرون بالخطورة التي تمر بالعالم اليوم بما فيها الخطورة الدينية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية موضحا أننا اليوم “في ولادة جديدة وعالم جديد وهذا العالم إما أن يكون مستقلا أو تابعا خاضعا خانعا لقرارات غربية استعمارية تريد أن تجعل من فلسطين التي هي وحدة الروح الإيمانية ورمز الأمة العربية ورمز من رموز الإنسانية التي وجد فيها الأنبياء وطنا دينيا متطرفا لمجموعة صهيونية تشعل نار الحروب في العالم”.
وبين المفتي حسون ان كل الحروب التي تشتعل الآن في العالم وكل الفوضى التي تعم فيه وكل استهداف لسورية هو “لأنها تحمل الفكر الإنساني الإيماني الحر والواعي”.
ولفت المفتي حسون إلى أن الحزب الشيوعي الروسي الآن أعاد تكوينه الفكري ولا علاقة له بالناحية الدينية والعقائدية فالدين محوره الإنسان وقلبه وحريته وكرامته والنظام الاشتراكي أو العلماني أو الديمقراطي هو نظام سياسي مهمته خدمة الإنسان أيا كان دينه أو معتقده.
وأشار المفتي إلى أن وقوف الشيوعيين مع أحرار العالم هو موقف لن ينسى لهم وخصوصا عندما ندخل اليوم في الفوضى الدينية في العالم التي يخلقها أولئك الذين يجعلون من الدين سلما يصلون به إلى المناصب والسياسات وإلى الأهواء ويجعلون لأنفسهم قداسة دينية على الناس مبينا أن “الدين يقدس الإنسان ولا يرضى الدين أن يكون مطية لذبح الناس وقتلهم وتدمير المدارس والمساجد والمشافي كما يجري في سورية”.
التاريخ - 2014-10-28 10:59 PM المشاهدات 738
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا