في جميع أقسام معرض دمشق الدولي ، يلاحق الصحفي مسؤولي الأقسام يقوم بسؤالهم و يحاول سحب الإجابة منهم إلا في قسم جناح الباسل للاختراع و التطوير ، يلاحق المخترع الصحفي و يطلب منه تسليط الضوء على اختراعه .افتتح أمس جناح الباسل للاختراع و التطوير في معرض دمشق الدولي ، و للأسف الشديد فإن الحكومة تعتبر أن المهمة تتم بالافتتاح و بعد قص الشريطة بالجهد الكبير و الانتظار الطويل ، يفرغ القسم من محتواه العلمي ، و لا يبق من ذكرى تعظيم الافتتاح سوى الشريطة المقصوصة .كنت أدور في قسم الاختراع و التطوير لحق بي طفل صغير، قال لي بكل براءة ،” ما بدك تشوفي اختراعي ” أجبته ” أنت مخترع؟” أجاب ” نعم أنا أصغر مخترع سوري عمري 11 سنة ” .حدثني عن البيت الذكي الذي قام باختراعه و أنا أنظر إليه و أقول ترى هل ستبقى في البلاد بعد أعوام ، هل ستجد من يقدم لك الرعاية و الاهتمام ؟ هل سأراك في نفس الحماس بعد سنتين مثلا ؟أكمل حديثه حول البطولات التي شارك بها ، و كان منها بطولة لم يسمح له الدخول بها لأن عمره أقل من العمر المسموح ، قال ذلك بطفولة وهو لم يدر أنه أول روتين وقع به في هذه البلاد ، تحدث عن ذلك بكل براءة و هو لا يعرف أن في بلادنا يحدد العمر سقف الذكاء و أن الخطوط الحمراء للإنسان هي فكره الحر و علمه ، فكلما تحرر فكرك أصبحت في دائرة الخطر .ما يثير السخرية أن هذا الطفل عندما يصبح شابا من المحتمل أن يسافر و يعيش في مكان يليق به ، ولاسيما أن عيونه التائهة لم تجد من يشعره بالاهتمام ، و عندها كيف ستكون الحلول الحكومية ؟ربما سيعقد مؤتمر عاجل للتحدث حول هجرة العقول ، و ينتهي الحوار بأهمية الجيل الشاب في بناء الوطن ، و بعدها يغلق محضر الجلسة .هشتاغ سوريا
التاريخ - 2017-08-23 1:58 PM المشاهدات 503
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا