خاص _ يارا سلامة عندما تفكر في حوار مع شخصية مثل د.سامر عمران تفكر كثيرا بهذه الشخصية التي يصعب فهمها أو الغوص في أعماقها لأنك أمام فنان كسر كل حواجز النجومية وسابق الزمن وحفز عقول أدباء وكتاب ومفكرين ومثقفين كثر...تخاف من اللقاء معه فهو مجموعة كاملة من الفنانين ومجموعة كاملة من المخرجين لانستطيع القول سوى شكرا لأنك موجود في هذا الزمن وشكرا لإعطائنا من وقتك لإجراء هذا اللقاء.دكتور سامر في حياة كل شخص دراما من بداياته حتى غدا ماهو عليه كدراما كيف توصف مسيرتك ؟كدراما؟يضحكمسيرتي كقطار سريع تمشي أمامه على السكة سلحفاة هرمةهل مازال للفنان المثقف دور ريادي في مجتمعاتنا العربية عموما وماهي العوائق إن وجدت التي تحول دون تفعيله ؟أعتقد أن السؤال يحتاج لإعادة ترتيب ،لأنه لم يكن للمثقف دور ريادي في مجتمعاتنا ومنذ سنين طويلة أعتقدنا أنه يقوم بهذا الدور واتضح أنه ليس كذلك....وللأسف ومع الحرب الكونية على سوريا أثبت أنه الأكثر تطرفاً وأخص بالذكر الموصوفين بالنخب المثقفة الناشطة في الخارج والذين أبدوا خلال البضع سنوات الماضية أنهم أكثر داعشية من داعش نفسها.دكتور سامر بعد تخرجك من المعهد العالي للفنون المسرحية في سوريا درست "البوثو" في المانيا نرجو أن تشرح للقراء موضوع هذه الدراسة وماذا أضافت على الصعيد الفني ؟حصلتُ على منحة من المؤسسة الدولية للمسرح للمشاركة بدورة في الفن المسرحي الحركي من نوع "بوثو" على الياباني ناداتشي إندو" في ميونخ -المانيا وهو نوع من الفنون التي تعتمد على الجسد وتعبيره رموزه وإشاراته ،ويعتمد هذا النوع على فهم صارم للزمن وعلاقته بحركة الجسد غير التقليدية هذه الصرامة بالتعاطي مع الجسد بإيقاع جديد شديد البطء أو السرعة والتي تسمح للولوج إلى أعماق الذات ومن بعدها الحصول على سلوك حركي كنتاج طبيعي للدافع اللاواعي واستخدامه بمعاني جديدة فنية.المسرح السوري يراوح في المكان ذاته منذ سنوات عدة دون أن يتوسع جماهيرياً ماسبب هذا الواقع في رأيك؟الجمهور غير مسؤول عن تراجع المسرح ،بدليل أنه عند تقديم عرض مسرحي تجدين الجمهور وبكثافة عالية ومن كل المستويات الثقافية للمجتمع.لكن هناك استبعاد لمحترفي المسرح ومبدعيه وذلك بعدم تغيير أي قانون يسمح لهم بالعمل بشكل محترف ،وبالتالي تحول المسرح إلى مجموعة عروض للهواة،لا تقدم ولا تؤخر لكنها فقط تتجدول كأرقام تُقدم كنتيجة -انظروا قدمنا كل هذه العروض -بالتالي إما أن هناك عدم اكتراث بكل الشأن الثقافي والمسرحي حصراً وبالتالي لابد من قرار سياسي واضح لإجراء التغيير ،أو لربما هناك قرار ما بأن لا يكون الفن المسرحي اصلاً...لأن أي شخص بسيط يعرف الإجابة على التساؤل ،لماذا تتضاعف موازنة مؤسسة السينما ربما عدة أضعاف في حين لاتتغير تلك الموازنات في مديرية المسارح ،لابل هناك من خفض مكافأت الفنانين منذ ثلاث سنوات .....اذاً الإجابة واضحة وجلية لماذا لايوجد لدينا مسرح وتقاليد مسرحية.لماذا يذهب خريج المعهد إلى التلفزيون ؟وهل يوجد مكان آخر يذهب إليه؟أمنوا له في المسرح ربع ما يتأمن له هناك وستجدين قسم كبير يذهب للعمل في المسرح ...هذا جوهر المشكلة.انت رجل مهم في الحركة الثقافية والمسرحية والفنية في البلد ماهو الطموح الذي تريد تحقيقه وهل ترى وجود عوائق تحول دون ذلك الهدف؟لا أعرف إن كنت مهماً في الحركة الثقافية أو الفنية أم لا...ولا أعرف إن كان هذا مهماً أصلاً ، التاريخ هو من يقرر القيمة ...أما بشأن الطموح والذي شُبه قُتل لايسعفني إلا أن أقول آمل أن نذهب إلى تدريبات مسرحية بصيغة محترمة لنقول مايجب أن يُقال وهذا يتطلب القليل من الحرية الأقتصادية والفنية والفكرية.أنجزت أعمال مهمة وكان أول عمل إخراجي لك في عمر ال17 عاماً هل مازال طموحك لتقديم الأفضل على مستوى المسرح أم ستتجه إلى التلفزيون؟بالتأكيد هناك طموح دائماً لتقديم الجديد والأفضل ،ولابد من أن أفعل يمكن أن أعمل بالتلفزيون إن كانت هناك مادة فنية جيدة ، لم لا ....لكن يبقى طموحي بالتجربة المسرحية بالشروط المحترفة لها الأولوية.في خطوة غير مسبوقة كنت حضرتك أول من أدخل مادة فن الإيماء التقليدي في المنهج الدراسي للمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق إلى أي مدى حققت هذه الخطوة ما كنت ترنو إليه؟لا أعرف إذا كان إدخال مادة الإيماء إلى منهاج المعهد هو خطوة غير مسبوقة -بغض النظر عن المعنى بأنها للمرة الأولى -لأنه كان من المفترض أن تكون في منهاج المعهد منذ تأسيس قسم التمثيل ،وبكل الأحوال هذه واحدة من مميزات السفر للحصول على التعليم العالي والتخصص ،فكان أن سعيت ليكون الإيماء أحد الإختصاصات التي قمت بها وهذه المادة شديدة الأهمية لتطوير أدوات الممثل المحترفة ...في الواقع الطموح أكبر من مجرد تدريس المادة ...والأن أنا بصدد تأسيس فرقة يكون عملها الأساسي هو فن الإيماء.لا يزال المسرح التجاري الاستهلاكي يواظب على تقديم عروض طيلة أشهر السنة ما تأثيره على الذائقة الفنية للمتلقي؟لابأس بأن يكون هناك مسرح تجاري ،على شرط أن يكون بالمقابل وجود مسرح جاد مُحترف يحترم عقول ومشاعر الناس ...لكن أن يكون هو المسرح الوحيد فهذه مشكلة ...لكن للعلم جزء كبير من الأعمال التلفزيونية إن لم تكن بسوء المسرح التجاري فنياً وفكرياً فهناك الكثير مما هو أسوأ بكثير ...والأعمال الجيدة وذات القيمة الفنية والفكرية العميقة أقل بكثير ...وهذا سؤال لابد من الإجابة عليه قبل الإجابة على المسرح التجاري.لتحدثنا دكتور عن الجانب المظلم من حياتك؟الجانب المظلم في حياتي؟ أنو صرلي ساعة عم أحكي ...ويضحك كثيراً.كيف تنظر إلى مسيرة السينما ومصيرها في سوريا وماذا أضافت لك تجربة الرابعة بتوقيت الفردوس وخصوصاً كان لك دور جرئ جداً فيه؟في سوريا تاريخياً كان هناك مجموعة من الفنانين والمثقفين أنجزوا أفلاماً هامة وربما بعضها مبتكر ويعبر عن الهم السوري وهوية الإنسان السوري بمعناه العميق لكن لا أتصور أنه خلق تقاليد عرض سينمائي جماهيري وأخشى أنه لن يكون.أما بشأن تجربة الرابعة بتوقيت الفردوس فقد أثبتت أن السينما مثل المسرح هي مكان للعمل الإبداعي والمغامرة والأكتشاف أما بشأن الدور الجريء فأنا أجد أن ماقمت به جزء من العملية الإبداعية ...لم يكن الغاية منها أي استعراض شكلي للجسد أو إثارة غريزية بل هي بحث في مفهوم لغة الجسد والتعبير عن مكنونات وألام البشر ..بالمناسبة جزء كبير من هذا المشهد...كان باي باي قد حُذف بمقص الرقابة ...وماتمت مشاهدته لا يتعدى 20%منه.كلمتك الأخيرة لشبكة سوريا الحدث الاخبارية ؟تقديري وشكري لكم على استخدامكم ماوصل إليه التطور التكنولوجي في العالم لإيصال رسالتكم ورسالتي للجميع .
التاريخ - 2017-09-10 9:41 PM المشاهدات 1300
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا