قبل تسعة اشهر من توقيفه في شباط العام 2016، كان «المطرانان يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي المخطوفان منذ نيسان العام 2013 لا يزالان مع داعش بعد ان خطفهما احمد امون الملقب بالشيخ وسلّمهما الى ابو سرور في التنظيم المذكور».هذا ما ادلى الموقوف احمد امون الملقب بـ«بريص»، اثناء استجوابه امس امام المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن حسين عبدالله، حيث دلّت اعترافاته الاولية التي نسفها امام المحكمة عن الدور الذي انيط به في عرسال من قبل مسؤولين في داعش بعدما بايع اميرها ابو عبد السلام «وجها لوجه»، كما كان له دور خلال معركة عرسال التي شارك فيها ضمن المجموعات المسلحة بالهجوم على مركز المصيدة.كثيرة هي المهمات الذي اوكلت الى امون في بلدته عرسال وفي محيطها، من مراقبة مدنيين وعسكريين يعملون لصالح الدولة، بحيث شارك في اغتيال المؤهل اول في شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي الشهيد زاهر عز الدين وخطف سوريين وتسليمهم الى داعش الذي قام بتصفيتهم او محاكمتهم شرعيا وقتل عقيد سوري منشق وزرعه مع آخرين ثماني عبوات ناسفة كانت تستهدف دوريات الجيش اللبناني وتفخيخه دراجتين وتفجيرها، الاولى في مركز هيئة علماء القلمون والثانية بدورية للجيش.ومن هنا فان امون يعدّ من اخطر المطلوبين، فهو رغم صغر سنه(28 عاما) انخرط منذ بداية الأزمة في سوريا بالعمل مع المجموعات المسلحة، وعمل على نقل الأسلحة والذخيرة، وتولى مهام المسؤول العسكري لمنطقة جوسية ومشاريع القاع، وقام بمهاجمة نقاط وحواجز الجيش السوري انطلاقا من الاراضي اللبنانية.ينفض بريص يديه من هذه الاعترافات الخطيرة«فهم اخطأوا بيني وبين احمد امون الملقب بالبريص»، لكنه نسي انه في بدء استجوابه امام المحكمة امس اكد بانه ملقب بـ«بريص»، ليعود ويقول«كنت عم اكذب عا المحققين كي يصدقوني».ولم تتوقف«مفاجآت» بريص عند حد المهمات التي اعترف بها اوليا، فهو عمل ايضا على نقل شادي المولوي الى الجرود داخل مخبأ سري في سيارة، وهو قال في هذا المجال:«لا اعرف المولوي ومعروف اين هو الان».واستجوبت المحكمة امون في ملفين بحضور وكيلته المحامية فاديا شديد، بدأ رئيس المحكمة بتلاوة افادته الاولية على مسامعه ليرد قائلا:«هذه الاتهامات اعترفت بها صحيح، انما تم استخراجي من السجن بعد توقيف حسن الحجيري الذي اقر بانه هو الفاعل وليس انا».وكيف يبرر ما ورد في افادته المفصلة التي تحدث فيها عن زرع عبوات وتفخيخ سيارات ومشاركته في احداث عرسال وخطف اشخاص وتصفيتهم وقتل الشهيد عز الدين اجاب:«اذا كان ثمة دليل واحد حاكموني فانا ملقب بالبريص وهو لقبي الوحيد. وهناك تشابه في الاسماء بيني وبين احمد امون الملقب بالشيخ».ويتابع رئيس المحكمة تلاوة افادة بريص والتي اعترف فيها بانه عمل مع الموقوف ابراهيم الاطرش في تجارة الاسلحة لصالح كتيبة الفاروق بهدف الكسب المادي ولتسليح المجموعات المسلحة.وقبل معركة عرسال بعام انشأ الاطرش مجموعة مسلحة في جرود الرهوة تضمه وكهروب ونسر عرسال وآخرين «وكنا نؤمن مستلزمات داعش التي شاركت في معركة مهين». وبعد ان عاد الاطرش من الرقة بعد مبايعته داعش عاد ونظم مجموعته، وبعد شهرين من ذلك حصلت معركة عرسال «وانتقلنا جميعا الى محيط مركز المصيدة وكانت توجد مجموعات تابعة لداعش وتوجهت مع الاطرش والمجموعة الى حاجز الجيش حيث جرت اشتباكات اصيب بنتيجتها عمر حسين ومحمد غدادة وعملت مع حسن الحجيري الى نقلهما الى مستشفى ابو طاقية».ويرد بريص على هذه الاعترافات بانها غير صحيحة«فلم اكن احمل السلاح وانا فقط ساعدت في نقل الجريحين ولم اشارك في المعركة».غير ان افادتك مفصلة ودقيقة-يوضح له رئيس المحكمة الذي تابع سرد افادته الاولية حول متابعته لدورة شرعية مع داعش ومبايعته ابو عبد السلام الامير وجها لوجه، ليجيب بريص:«انا قصدت الجرود ليس من اجل ذلك وانما لاسترداد دين مالي لي بذمة احد الاشخاص».في العام 2015 كلف الامير العام لداعش ابو بلقيس المتهم بريص العمل الامني في عرسال بخطف المسؤول الامني لداعش في البلدة كونه يخالف اوامره وخطف سوري آخر وفي حال تعذر على بريص ذلك قتلهما، ليوضح بريص امام المحكمة ان احمد السلس وابو بكر قارة حاولا خلق فتنة بين الجيش وابناء البلدة وانه قام بخطفهما مع احمد الحجيري وعلي سعد الدين الحجيري واقتادوهما الى غرفة للتحقيق معهما.وقال:«على اساس ان نسلمهما الى الجيش انما هددوني بالقتل فأُجبرت على نقلهما الى الجرود».وعن تفخيخ دراجتين وتفجيرهما قال بريص ان حسين الحجيري اعترف بذلك. اما بشأن زرعه ثماني عبوات ناسفة والدلالة على واحدة زرعها في وادي عطا وقام الجيش بتفكيكها بعد توقيفه بيوم واحد قال بريص:«لا اعرف من زرعها».وتابع رئيس المحكمة رغم انكار بريص اعترافاته بتلاوتها، وفيها انه شارك في اسر 200 مسيحي في بلدة ربلة السورية عام 2011 واطلاق سراحهم بعد عدة مفاوضات ومهاجمته مع آخرين دير مار الياس وسرقة محتوياته وكان نصيبه من السرقة 150 الف ليرة سورية.وعن حادثة خطف المطرانين قال بريص ان «الشيخ خطف كاهنين من الدير وسلمهما الى ابو سرور وهما كانا لا يزالان مع داعش قبل تسعة اشهر من توقيفي».دور مهم في تفخيخ السيارات ايضا، فعندا قرر ابو حسن الاطرش ارسال سيارات مفخخة الى لبنان اشترى ثلاثة منها وكان دور بريص نقل اثنين الى محلة الجراجير لتفخيخها مع كل من محمد امين وسامي الاطرش وابو عبدالله العراقي. كما قام بريص بنقل 500 كيلوغرام من النيترات الى المحلة.ولاحقا سمع الاخير بانفجار جيب بعمر الاطرش عن طريق الخطأ خلال نقله الى اللبوة. كما قام بريص بعمليات خطف لسوريين من الجيش الحر وتهديدهم بعدم العودة الى الجيش الحر قبل اطلاق سراحهم وكذلك حاول قتل محمد وهبي كونه«مخبر دولة»، وكلفه ابو البراء بمراقبة عنصر في مخابرات الجيش لاغتياله.وجاءت اجابات المتهم على هذه الاعترافات بانها غير صحيحة «فانا افتريت على حالي تا يصدقوني».وفي ما خص اغتيال الشهيد عز الدين كان المتهم قد اعترف بمشاركته بالعملية مع ابو عائشة حيث كمنا له في وادي الحصن كما قام بجمع معلومات عن عرساليين يعملون مع الدولة ومنهم نائب رئيس البلدية ابو حسين الفليطي الذي قضى مؤخرا خلال احداث راس بعلبك والقاع. وامام المحكمة قال عن تلك الاعترافات:«في التحقيق كتبوا ما ارادوه».وعن عملية خطف العسكريين نفى المتهم مشاركته بها انما بعد اربعة اشهر من خطفهم شاهدهم في وادي الدب. وعن تفجيره سيارة بحاجز للجيش السوري نفى بريص ذلك وقال «انهم اخذوا السوري من محله» ولا علاقة له بالحادثة التي روى اوليا تفاصيلها عندما قصده السوري وهو بائع عطور حيث اطلع بريص على هاتفه وشاهد بداخله صورا للجيش السوري فسلمه الى سامي الاطرش الذي قام بتفخيخ سيارة وارسل السوري بها الى حاجز للجيش السوري وقام بتفجيرها عن بعد.وبعد ان استمهلت وكيلته للمرافعة رفعت المحكمة الجلسة الى الخامس والعشرين من تشرين الاول المقبل.إحالة عبادة الحجيري على القضاءأحالت مديرية المخابرات في الجيش على القضاء المختص، عبادة مصطفى الحجيري، وهو أحد أبرز عناصر تنظيم جبهة النصرة الإرهابية التي كانت في منطقة عرسال والمجموعات الأمنية التابعة لها داخل البلدة، وقد ضبط بحوزته أسلحة وذخائر حربية، وإعترف بعمله لوجستيا لمصلحة الجبهة المذكورة من خلال تأمين الأسلحة والذخائر والمواد الغذائية لها، وإيوائه عددا كبيرا من المسلحين داخل منزله في عرسال، ونقلهم بعدها الى جرود البلدة للالتحاق بالمجموعات الإرهابية.كما اعترف بإقدامه خلال شهر آب من العام 2014 مع والده مصطفى الحجيري الملقب بـ«أبو طاقية» على اقتياد العسكريين وتسليمهم الى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، إضافة الى عمله بتجارة الأسلحة والذخائر الحربية وتزويد المجموعات الإرهابية بها، وقيامه بعمليات خطف أشخاص وإطلاق سراحهم مقابل فدية مالية.
التاريخ - 2017-09-26 8:29 AM المشاهدات 1642
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا