شبكة سورية الحدث


ارتفاع أجـور معاينة الأطباء...تتخم «دكاكين» العطارين بالمرضى!

أسعد: إحالة أطباء إلى مجلس التأديب لارتكابهم جرائم مسيئة للمهنة لم تقف تأثيرات الحرب والعقوبات الاقتصادية الخارجية على القطاع الصحي عند صعوبة توفير المستلزمات والتجهيزات والأصناف الطبية، وهجرة الأطباء والفنيين إلى دول أخرى بحثاً عن عمل أفضل، وإنما امتدت لتشمل تغييراً نوعياً في العادات الصحية للسوريين، وذلك تحت ضغط الغلاء المعيشي وارتفاع أجور العلاج، لدى الأطباء أو المراكز والمستشفيات أو الأدوية، فكان أن تزايد توجه كثير من المواطنين إلى الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب، هذا في الوقت الذي استمرت فيه الأخطاء الطبية وعمليات الاستغلال الواسعة، بتسعيرة العلاج أو بنوعية ومستوى الخدمات العلاجية المقدمة. وحسب ما أشار إليه الدكتور يوسف علي أسعد رئيس فرع نقابة الأطباء في دمشق فإن المخالفات المرتكبة، والتي حقق فيها فرع نقابة الأطباء بدمشق خلال الفترة الماضية، تمحور جلها في شكاوى تتعلق بالتسعيرة والأجور التي يتقاضاها الطبيب وبعض حالات الإهمال، لافتاً إلى أن هناك بعض الأطباء الذين ارتكبوا ممارسات خاطئة يساء من خلالها للمهنة تمت احالتهم لمجلس التأديب الذي يرأسه قاضٍ، فمنهم من تم فصله لفداحة الجرم المرتكب بحق المهنة ومنهم تم توقيفه عن العمل لمدة زمنية معينة، وهناك عقوبات تنبيه فرضت بحق بعض الأطباء، مشيراً إلى ضرورة الانتباه إلى الممارسات التي ترتكب في مراكز التجميل والعناية بالبشرة، والتي معظمها غير مرخص ولا تستند في عملها إلى المعايير الصحية والطبية، وكثيراً ما يدفع رواد تلك المراكز نتائج سلبية من ذلك، فقد بات من الضروري إيلاء هذه المراكز الأهمية من خلال مراقبتها وضبطها، وأكد أسعد فيما يتعلق بالطب البديل أو التداوي بالأعشاب التي أنعشتها الحرب بعدما غابت الكثير من الأدوية عن الصيدليات وغادر الكثير من الأطباء ذوي الاختصاص البلد على ضرورة أن الطب البديل عندما يقوم على أسس علمية يحمل الكثير من الإيجابية، بينما الواضح أن هناك "دجل" فيما يتعلق بطب الأعشاب، لأن من يمارسون هذه المهنة لا يملكون أي دراسة علمية أو خبرة في هذا المجال، وإنما يعتمدون على ما يتم ترويجه من بعض السماسرة والمروجين لمن يقوم بهذه الأعمال.والزائر لأسواق دمشق يلاحظ بوضوح تزايد أعداد المحلات التي تعنى ببيع الأعشاب والخلطات العجائبية، التي تروج على أنها علاج شاف وسريع لأمراض عجز العلم إلى اليوم عن القضاء عليها، واللافت أن معظم هذه المحلات غير مرخصة ولاتخضع لأي رقابة أو متابعة، هذا رغم أن وزارة الصحة منعت عبر قراراتها -تحت طائلة المسؤولية- ممارسة مهنة طبابة الأعشاب من دون اختصاص مسجل أصولاً في الوزارة وكذلك تصنيع الأعشاب الطبية من دون ترخيص.وأشارت مصادر في وزارة الصحة لـ"الأيام" إلى أن نظام وزارة الصحة لا يوجد فيه ما يشير إلى ما يسمى الطب الشعبي وأن مديريات الصحة بالتعاون مع مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك وبتوجيه من وزارة الصحة ضبطت العديد من المستحضرات العشبية الدخيلة إلى القطر بشكل غير نظامي والموجودة في أحد المحال التي تمتهن بيع الأعشاب الطبية. وأشارت إلى أنه مازال بعض المواطنين يقعون ضحية لبعض الإعلانات المروجة لمستحضرات نباتية أو خلطات عشبية غير مرخصة أو غير مسجلة في وزارة الصحة، وقد امتدت ظاهرة الترويج غير المنضبط إلى بعض المحطات الفضائية.وأضافت: وزير الصحة أصدر القرار التنظيمي رقم 13/ت لعام 2005 الناظم للمعالجات الفيزيائية والغذائية والعشبية والتجميلية والجلدية، وقد تم حصر هذه المعالجات جميعها بذوي المهن الصحية المرخصة أصولاً، وإن تعاميم وزارة الصحة بخصوص سحب بعض المستحضرات النباتية غير المرخصة أو الخلطات العشبية والطبية غير المسجلة أصولاً فاعلة دوماً، حيث يتم التعميم على نقابة صيادلة سورية ووزارتي الصناعة والاقتصاد ويطلب منهما التعميم على جميع الفروع والمديريات في المحافظات لسحب مثل هذه المستحضرات المخالفة إن وجدت.ونوهت إلى أنه أصبح اليوم في السوق الصيدلانية السورية عدد جيد من المستحضرات النباتية المرخصة أصولاً من وزارة الصحة والمصدق عليها عالمياً لمعالجة العديد من الأمراض وموجودة في جميع الصيدليات وذات فعالية مثبتة دستورياً، وهي مصنعة من بعض معامل الأدوية الوطنية وتحت إشراف وامتياز من شركات أو مختبرات أجنبية عريقة بجودتها. إلى الطرق البدائيةالأطباء اختلفوا على فوائد وأضرار التداوي بالأعشاب الذي بدأ ينشط في الشارع السوري خلال سنوات الحرب، فالدكتور محمد زرزور مدير المركز الصحي في دير عيطة اعتبر أن عودة الناس في معظم المحافظات السورية إلى العلاج بالأعشاب ترجع إلى ارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة ولدى الأطباء وإلى عدم قدرة الكثيرين على تحملها، ما يجعلهم يلجؤون إلى الأعشاب التي لابد أن بعضها مفيد.وأضاف في تصريح لـ"الأيام": الناس أصبح لديهم معرفة بفوائد كل نوع من الأعشاب ونحن لا ننكر فائدة هذه الأعشاب لأن أصل الأدوية من الأعشاب ولكن الخطورة تكمن في أن بعض الأعشاب تكون لها آثار جانبية خطرة وقد تسبب أمراضاً كثيرة، وبين أن لجوء المرء إلى هذا النوع من العلاج مرده في كثير من الأحيان إلى عدم الوعي الصحي والفراغ الروحي وقد يكون ضيق ذات اليد، لذلك من الضروري قوننة مهنة التداوي بالأعشاب. وفي هذا الصدد كشف المهندس الزراعي مفيد شرف الدين لـ"الأيام" إن أغلب المتعاطين للطب الشعبي يفتقرون للعلم والخبرة وإنهم يستعملون أعشاباً سامة لها تبعات خطيرة ونتائج وخيمة على صحة الإنسان، حيث تم إحصاء 750 نوعاً من الأعشاب السامة يتداولها العطارون والمعالجون الذين يبيعون الوهم للناس ويصفون العلاج الطبيعي بطريقة غير سليمة أو زائدة عن الحد مستغلين تفضيل السوريين للطب والعلاج البديل بسبب الحرب وغلاء الأدوية وأجور المعاينة الطبية وغياب بعض المؤسسات الصحية عن الخدمة لتعرضها للتخريب على أيدي المجموعات المتطرفة.أخيــــــــــــــــراًبقي أن نشير إلى أن معظم أصحاب المهن الطبية ممن هجّروا من مدنهم بفعل الإرهاب ولجؤوا إلى المناطق الآمنة إما إنهم يقفون مكتوفي الأيدي بسبب الإجراءات الصارمة بتجديد الترخيص وإلغاء الترخيص القديم للمهنة، وهذا ما دفع معظمهم لممارسة المهنة خلسة بشكل مخالف من دون ترخيص وما أكثرهم. لهذا يرى مصدر طبي أن السبب وراء ذلك عدم صدور قوانين أو قرارات مستجدة تنظم عمل أصحاب المهن الطبية ممن غيروا مناطق سكنهم بسبب الإرهاب، ووحدهم الصيادلة يمارسون المهنة تحت موافقة الترخيص المؤقت بعد حصولهم على موافقة وزارة الصحة، وبين أنه من الضروري أن يتم منح ترخيص مؤقت لجميع أصحاب المهن الطبية للحد من ارتكاب مخالفات الأطباء وغيرهم من المهن الطبية ليكونوا تحت الإشراف المباشر من وزارة الصحة واللجان المنبثقة عنها.فقـــــــط!حسب ما أشار الدكتور يوسف علي أسعد رئيس فرع نقابة الأطباء في دمشق فإن مايقرب من 283 طبيباً منتسباً إلى فرع نقابة دمشق وجدوا فرص عمل في الخارج محاولين تحسين وضعهم المعيشي.
التاريخ - 2017-10-15 8:56 PM المشاهدات 1295

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا