شبكة سورية الحدث


تقنيات الحرب السورية..طائرات من دون طيار.. وكاميرات.. وإعادة تدوير!

لم تكن المشاهد التي نشرتها وكالة أعماق التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي بالخيال، بل تقنية استخدمها التنظيم المتطرف في دير الزور وأماكن عدة أبرزت دور التكنولوجيا المتطورة التي استخدمها التنظيم المتطرف، وآخرها شريط بثته القناة الإعلامية الخاصة بـ"داعش" قبل أيام في دير الزور أظهرت فيه استهداف مواقع عسكرية بواسطة طائرة استطلاع أو ما تسمى "الدرون" الأمر الذي يشير إلى أهمية التقنية الجديدة في حرب لم تعد بحاجة لامتلاك الطائرات للقيام بقصف جوي أو تقدم المشاة لضرب مواقع العدو واقتحامها، فالتكنولوجيا أصبحت الحل البديل...سلاح الجو البديلوبالحديث عن التطورات الميدانية في دير الزور لا تزال طائرات الاستطلاع الكابوس الأكبر على سكانها، فاللحظة التي تحلق فيها طائرات التنظيم يكون المدنيون بالقرب من كارثة ستحل بهم أو بوحدات الجيش المتقدمة والمرابطة هناك، فالقذائف تنهال عليهم من طائرات صغيرة يمكن أن تحمل في اليد.مصدر عسكري في دير الزور أكد  أنه ينتقل مع مجموعته من بناء لبناء آخر بعد رصد حركة السماء من أي طائرة استطلاع محملة بالقذائف، ويتم أخذ الحذر دوماً لكونها السلاح الأهم الذي بات يعتمده التنظيم في ظل خسائره على الأرض وخلال جبهات متقاربة مع وحدات الجيش.المصدر لفت إلى أن أبرز استخدام لهذه الطائرات من التنظيم المتطرف إما لهدف التصوير والرصد أو لتفخيخ أحد النقاط ومقار الاجتماعات أو لرمي القنابل، والأخطر اعتبارها طائرات انتحارية مجرد اصطدامها تنفجر بشكل مباشر وهو ما فرض واقعاً خطيراً في التعاطي الميداني مع هكذا نوع من الأسلحة في الأحياء المتقاربة ساعدت فيه الطبيعة الجغرافية الواسعة التنظيم وقلة الأبنية في دير الزور وخطوط الاشتباك المتداخلة.والسؤال.. كيف تصل هذه التجهيزات الحديثة إلى تنظيم إرهابي؟ ومن الذي يوفرها بكميات تسمح لـ"داعش" باستخدامها بكثافة؟.قديم ويتجددومع تطور المجال الرقمي في الحروب من حيث السيطرة والاستطلاع والقيادة بات من الضروري تطوير ومواءمة المهارات العسكرية في الجيش السوري ليكون على قدر عال بخوض الحرب ضده، خاصة في ظل الدعم التكنولوجي الذي استفادته المجموعات المسلحة من الدول الداعمة، وهو ما أشار إليه اللواء المتقاعد محمد عباس في حديثه عن قدرة الجيش السوري على مواءمة التطورات التقنية منذ بداية حرب تشرين التحريرية حتى الوقت الحالي.اللواء عباس لفت  إلى أن تقنية طائرات الاستطلاع ليست حديثة بل قديمة وقد استخدمها الجيش السوري سابقاً، كما حدث عام 1983 عندما استطاع إسقاط طائرة استطلاع إسرائيلية من خلال التحكم بها واختراق الترددات اللاسلكية وكشف الترددات الإسرائيلية وإسقاطها.وحول قدرة الطائرات أشار اللواء عباس إلى أنها قادرة على حمل عبوات ناسفة وزرعها ونقل الصورة في الاستطلاع بالزمن الحقيقي عبر شاشات، الأمر الذي يتيح التحكم من الأرض وإعطاء الفرصة لضرب الأهداف بالوقت الفعلي، وهو ما استفاد منه الجيش مؤخراً في عملياته ضد المسلحين في وادي بردى وصعوبة التضاريس المناخية حيث كان يجري مسحاً دقيقاً للمنطقة بواسطتها.تسخير الكاميرات الإعلامية لم يكن أحد يتوقع أن الكاميرات المخصصة لألعاب الرياضة "go pro" يمكن أن تستثمر في أرض المعركة كتلك المستخدمة على خوذات الجنود في أرض الميدان خاصة أثناء الاشتباك لتقييم عملية الاقتحام أثناء تنفيذ مهمة ما، وذلك لكونها خفيفة الوزن ويمكن ارتداؤها أو تثبيتها في أماكن غير عادية مثل الطائرات والسيارات ومؤخراً الدبابات.و أكد مصدر ميداني في الدفاع الوطني بمنطقة التضامن أنه استخدم الكاميرات الإعلامية في عملية الرصد والاستهداف، واعتمد عليها بشكل كبير في رصد عمليات التسلل خاصة في جبهة لا يبعد العدو فيها عن نقاط الجيش إلّا بضعة الأمتار، وخصصت غرفة عمليات عن طريق الكاميرات المثبتة على محاور الشوارع لرصد أي حركة تسلل.صناعة يدوية!وفي الحي المذكور نفسه، وبسبب قرب المسافات على محاور القتال التي لا تتجاوز 12 متراً حسب مصدر عسكري في جنوب دمشق، فقد طور المقاتلون خردة السلاح إلى سلاح متجدد بجهود يدوية من دون خبرة سابقة، فراجمة الصواريخ التالفة حولت إلى مدفع هاون ليتحول العمل في التطوير لاحقاً إلى مصنع متكامل لتجهيز الصواريخ قريبة المدى.وفي الوقت نفسه وضمن ما يسمى الصناعة اليدوية استطاع مقاتلو الجيش في محافظة القنيطرة وتحديداً خان أرنبة تطوير منظومة خاصة لهم سلكية ولاسلكية قادرة على اختراق ترددات المسلحين من تل الحارة وصولاً لخان أرنبة، الأمر الذي سهل عليهم التصدي لهجمات المسلحين وكشف مخططاتهم حسب مصدر عسكري في المدينة، والتنصت على مكالماتهم مع العدو الإسرائيلي وجميعها بخبرات فردية محلية.الحـــــــــرب فـــــــــــــرضـــــــــت التطـــــــــــوراستطاع الجنود المرابطون على قمة النبي يونس في ريف اللاذقية ابتكار حساسات صوتية لكون نقاطهم في أعلى الجبال وبالتالي كانوا بحاجة ابتكار حساسات تكشف أي صعود للجبال من المسلحين وكانت أجهزة تنبيه تصدر إنذاراً لهم في أي تقدم معاد.ويرى العميد المتقاعد هيثم حسون أن الجيش السوري مبني بطريقة تقليدية ومجهز للحرب الكلاسيكية استناداً للعدو المفترض والموجود وهو الكيان الإسرائيلي وانتشاره العملياتي يستند لاتجاه وجوده أي المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية، وتم تسليحه بما يلائم المهام القتالية المخطط لها دفاعاً أو هجوماً، ومع بداية الحرب لم يكن الجيش معتاداً على هذا النمط من التسليح والانتشار للتنظيمات الإرهابية ذات التسليح المتطور، الأمر الذي دفعه لمواءمة المهام الجديدة وإحداها التسليح، وثانياً تعويض الفرق العددي الكبير مقارنة بعدد المسلحين المدعومين خارجياً.يبدو أن عدة سنوات من الحرب ليست بالقليل على جيش اعتاد حروباً تقليدية، فتكنيك العصابات الذي استخدمه المسلحون دفع الجيش لتغيير خططه في التعاطي مع الأهداف عبر مواءمة حرب المدن.الايام
التاريخ - 2017-10-30 3:03 PM المشاهدات 1212

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا