خاص - سورية الحدث بقلم رولا نويساتي لعبة حب رغم أن (رهف) كانت تكبر (أوس) باثنتي عشرة سنة، إلا أنها استطاعت الاستحواذ على عقله وقلبه من خلال المال الذي كانت تمنحه له كمساعدة له في ملبسه وطعامه و ما شابه ذلك، فتلك المبالغ الطائلة التي كانت تصرفها (رهف) للتلذذ بالحياة بكافة الأشكال والألوان، جعلت من (أوس) عبداً مملوكاً لها وخصوصاً أنه كان من عائلة فقيرة معدمة، فكانت ( رهف ) كمن أخرجته من جحيم الحياة إلى نعيمها... سهرات حتى الصباح ورقص مع الفاتنات إضافة إلى شرب النبيذ بكافة أشكاله، كل ذلك كان كفيلاً لأن يغرق (أوس) بملذات الحياة الغير منتهية، إضافة إلى تعلقه وولعه بـ(رهف) التي تمكنت من جعله كخاتم بإصبعها، ما أدى بنهاية المطاف إلى وصول الأخيرة لمبتغاها بعد عرض (أوس) الزواج منها، بدايةً قوبل طلبه بالرفض كخطة منها لوضع شروطها عليه، لكنه بعد المحاولات العديدة التي أبداها، وافقت بعد أن وضعت مَهراً لها مليون ليرة سورية كشرط ليتم الزواج....مشكلات نغصت ملذات الحياةلم يكن شرط (رهف) للقبول بـ(أوس) كزوج لها سهل عليه لكن الغشاوة التي أعمت عينيه عن رؤية الواقع دفعت به للموافقة دون أن يدرك عواقب الأمر... لم يمضِ أكثر من شهر ونصف على زواجهما حتى بدأت نيران الغيرة تنهش بقلب (أوس) من جرّاء تلك السهرات الفاضحة التي كانت تذهب إليها (رهف) يومياً مع أصدقائها، فبعد الزواج اختلف الأمر بالنسبة لـ(أوس) بينما (رهف) لم يتغير فيها شيء, إذ أنها بقيت على علاقاتها السابقة مع الشبان في تلك الحفلات الماجنة التي كانت قد اعتادت عليها قبل الزواج، لكن ذلك لم يرق لـ(أوس) الذي حاول عدة مرات التحاور معها لإنهاء تلك المهازل، إلا أنها كانت دائماً ترفض الإنصات لكلماته، مما أخذ بتصعيد الموضوع أكثر فأكثر، وما دفع بـ(أوس) أن يفكر ملياً بإيجاد حل لتلك المعضلة التي نغصت حياته، فما كان منه سوى أن عرض على زوجته بضرورة جلب طفل إلى هذه الدنيا يملأ عليهما حياتهما عله يكون الحل في إبعادها عن ذاك الجو الموبوء.طلبت الطلاق من أجل إذلاله بالمهرلم تدع (رهف) زوجها أن يكمل حديثه بل سرعان ما قوبل عرضه بالرفض، مرجعة ذلك إلى أنها مرتاحة بحياتها على شكلها الحالي، ومذكرة إياه بأنها ليست بحاجة إلى طفل آخر تصرف عليه ويزيد من أعبائها المادية (في إشارة منها أن الطفل الأول هو زوجها وذلك لإذلاله)... تلك الكلمات كانت كفيلة لأن تغضب (أوس) وتخرجه عن طوره، لتعلو أصواتهما ويبدأان بتبادل الشتائم والكلمات النابية ممّا أفقد (أوس) صوابه فقام بصفعها، عندها جن جنون (رهف) لما قام به زوجها فقامت بطرده من المنزل وهي تطلب منه أن يرسل لها ورقة طلاقها دون مماطلة ومذكرةً إياه بأن يدفع لها مهرها بالكامل، ولم تنفع لاحقاً جميع الوساطات التي وضعها (أوس) لإعادة المياه إلى مجاريها بينه وبين زوجته، فما كان منه سوى أن بدأ بجمع المال من هنا وهناك عن طريق الاستدانة من الأقارب والأصدقاء إضافة إلى وجود مبلغ من المال معه كان قد ادخره سابقاً ليقوم بطلاق زوجته وإعطائها مَهرها كاملاً والحسرة تعتصر قلبه على تلك الحال التي آل إليه مصيره بعد تورطه بزواجه من (رهف).خلف القضبان(رهف) التي أرادت الانتقام من (أوس) لم يشفِ غلّها الطّلاق وأخذ مبلغ مليون ليرة سورية منه، فما كان منها سوى التوجه للقضاء لرفع دعوى على (أوس) متذرعة بأنه طلقها دون أن يعطيها نفقتها، فتم استدعاء (أوس) للتحقيق بذلك الأمر إلّا أنّ جميع محاولاته لإبعاد تلك التهمة عنه باءت بالفشل كون (رهف) أتت بالشّهود الزّور وقامت بتوكيل محامٍ لها وأغرته بمبلغ كبير من المال مقابل أن تكسب القضية بأسرع وقت ممكن... جلسة وراء جلسة حكمت المحكمة لصالح (رهف)، وبما أن (أوس) الذي بقي مصراً على أقواله بأنه قد دفع لها مهرها كاملاً رفض الانصياع للحكم، و تم الحكم عليه بالسجن لمدة شهرين حيث تم اقتياده إلى السجن ليقبع هناك مدّة الحكم، لم تكتفِ (رهف) بذلك بل كانت تزوره في السجن لتغيظه وتسمعه بعض الكلمات لإذلاله.شر انتقامقضى (أوس) فترة حكمه ونار الانتقام التي تشعل قلبه لم تخبُ للحظةٍ واحدة، ليقوم بالتفكير بخطة للنيل من (رهف) كعقاب لها على ما فعلت به... لم يستغرق (أوس) أكثر من يومين بعد خروجه من السجن للبدء بتنفيذ خطته التي تجلت بالذهاب إلى منزل (رهف) مساءً وطرق باب المنزل عليها، وما إن فتحت (رهف) الباب حتى قام بدفعها للداخل، وقبل أن تتفوه ببنت شفة قام بإخراج سكين حادة (موس كباس) وغرسه في جسد (رهف) التي سقطت أرضاً لافظةً أنفاسها الأخيرة، ومن ثم غادر المكان متجهاً إلى منزل أهله الكائن في منطقة دمر بريف دمشق وكأن شيئاً لم يكن.اكتشاف الجثة مرَّ خمسة أيام على تلك الحادثة، وكانت الاتصالات التي يقوم بها أصدقاؤها على هاتفها لا تلقَ أية إجابة، إضافة إلى رائحة تفسخ جثتها التي بدأت تصل إلى الجوار الذين قاموا بدورهم بإخبار الجهات المعنية، حيث تم كسر باب شقتها من قبلهم ليشاهدوا جثة (رهف) وقد بدأت الديدان تنهش فيها... بالتحقيق المبدئي لم يتوصل المحققون إلى الفاعل، وبعد الاستماع إلى شهادة أحد جوار (رهف) أكد رؤيته لـ(أوس) زوجها السابق يصعد المبنى ليلة فقدان (رهف)، إضافة إلى شهادة أصدقائها الذين أشاروا بأصابع الاتهام إلى (أوس) بدأت توضح الحقائق، ليتم إلقاء القبض على (أوس) في منزل أهله، وبمواجهته بالأدلة وبالشهود لم يستطع الإنكار واعترف بقتله لـ(رهف) بسبب الافتراء والإذلال الذي تلقاه منها قبل أن يقوم بتمثيل جريمته أمام القضاء، ومن ثم نظم الضبط اللازم بحقه ليحال إلى القضاء لينال جزاءه العادل ...
التاريخ - 2017-11-18 7:43 PM المشاهدات 1179
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا