شبكة سورية الحدث


غياب البدائل

اعتدنا أن ينهض الجهد الحكومي بأعباء الخدمات وتوفيرها أياً كان نوعها، لكن وفي ظل تآكل الإمكانات الموظفة في هذا الاتجاه تراخى جهد الموظف في ميدان الخدمات، كما وغاب الجهد البديل الذي من المفروض أن يتقدم في جميع المجالات وخاصة في ظروف كظروفنا الحالية، ومن هنا سنقف فقط عند موضوع النظافة التي اعتدنا أن توفرها مجالس المدن والبلدات ولو بحدود معينة، سواء بكنس الشوارع، أم بترحيل القمامة، والتي يعترضها نقص بالإمكانات المتصلة بها سواء منها نقص المازوت، أم قطع تبديل سيارات القمامة، وكذلك نقص اليد العاملة، فكل ذلك أساء إلى مستوى النظافة أحد العناوين الحضارية لأي بلد، فيما بقي الجهد التطوعي مقتصراً على حملات خجولة تتوهج هنا وهناك، لتنطفئ بعد أيام قليلة دون أن نحسن تحويلها إلى ثقافة حياة وأسلوب تفكير. البارحة هبت رياح عاصفة على أحياء مدينة اللاذقية تطايرت معها أطنان من أوراق الشجر، وأطنان أخرى من المخلفات المنزلية والأكياس الفارغة وحطت على مداخل الأبنية التي أصبح الطريق إلى بعضها سالكاً بصعوبة. تساءلت كما تساءل آخرون عن أهمية الجهد التطوعي الذي يجب أن يوظف في ميادين كهذه وأن يصبح تقليداً يومياً نمارسه بحماس وطواعية في حاراتنا وأحيائنا وخاصة أن الموضوع لا يحتاج أكثر من إجراء تنظيمي بسيط من لجان الأحياء أو المخاتير أو إدارات المدارس والجامعات والمنظمات الشعبية وتجمعات المجتمع الأهلي، لنرى بعدها المئات يتسابقون للعمل في هذا المجال، لكن لم نجد إلى الآن من يطلق الشرارة الأولى لهكذا أعمال تطوعية تنصب في خدمة المجتمع وتنميته، فجميعنا على قناعة أكيدة بأهمية أعمال كهذه، ومعظمنا يختزن في تلافيف ذاكرته مقولة رسول حمزاتوف: من عتبة البيت يبدأ الوطن.
التاريخ - 2014-12-10 9:51 PM المشاهدات 488

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا