السويداء- معين حمد العماطوريبعد ستة عقود من عمره، وفي لحظة إبداعية خاصة دافع فيها عن البيئة وجمال الطبيعة، ولدت عند الفنان التشكيلي مروان عزي حالة الفن والعمل النحتي في جذور الأشجار الميتة، ليصنع من الصمت الدائم حياة جديدة تحمل حكايات وأفكاراً، جعلت من منزله متحفاً لأكثر من أربعمئة منحوتة خشبية بأشكال متفرقة، قدمها في المراكز الثقافية بأكثر من عشرة معارض، مبرهناً قول الشاعر: (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل)، لقد استطاع هذا الفنان رغم الأزمة النفسية والاقتصادية والاجتماعية أن يجعل لذاته فضاء أرحب، لأن إرادة الحياة وطموح في الاستمرار والسيرورة والحب للعقل المتجدد رسم العطاء متجدد، لأن قيمة الإنسان في عمله سواء كان في الصناعة أم الفن أو في الفكر بأنواعه، ولهذا يسعى إلى القراءة والمطالعة في مجالات عديدة عدا السياسة، وفضوله المعرفي جعله يبحث في بطون المراجع عن أسئلة كثيرة، الأمر الذي ولد عنده حب اقتناء المراجع والكتب بعد قراءتها، إذ ترى مكتبته تحتوي على أكثر من ألف عنوان، حتى إنه أحب التوثيق والتدوين إلى درجة أن لديه كتباً تعود في عمرها إلى ما قبل ستة قرون ونيف، وأخرى بين قرنين وثلاثة وغيرها متفاوت في الزمن وهي مخطوطات يدوية، وغيرها من العناوين الثقافية، أما علاقته بالفن فجاءت رداً على ما فعله رجال البيئة في إشعال مخلفات الطبيعة، فتحركت لحظة إبداعه يقيناً أن الطبيعة لم تكن يوماً إلا متكاملة الوجود ووجودها يكمن في جمالها ومكوناتها وأن الحياة متجددة والثابت هو الميت بينما المتغيرات هي الدائمة، عندها ولدت فكرة تجسيد مكونات الطبيعة وإظهار جمالها الفطري وانعكاسها على جمالية الروح الإنسانية، و لديه قناعة أن الصمت حياة جديدة، والحياة لا يمكن أن تحمل عامل الموت، ويصعب على الفنان أن يجد استمرارية فنه في رؤيته للحياة القادمة بأبعادها المتغيرة، لذلك حمل أعماله دلالات فلسفية ورؤى إبداعية تكونت من معرفته في الجذر لينتقل إلى عوالم أخرى عشقها لذاته.
التاريخ - 2018-02-25 3:14 PM المشاهدات 1200
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا