شبكة سورية الحدث


التسامح الديني في حوران

سورية الحدث _ امل الناصر  الجميل في الحياة الحورانية هو تلك اللحمة والتواصل بين أفراد المجتمع، وكأنهم أسرة واحدة وقد يكون للتطبيق الصحيح لمفاهيم الديانتين السماويتين الإسلامية والمسيحية السبب المباشر بذلك.فأغلب العائلات الحورانية ذات أصول عربية صافية من منطقة شبه الجزيرة العربية واليمن وفلسطين ومن بعض القبائل البدوية. والقسم الأقدم من السكان هم من أحفاد غسان( الغساسنة) الذين يعتنقون الديانة المسيحية والتي يعود نسب اغلب العائلات المسيحية في سورية ولبنان الى غساسنة حوران ومدينة ازرع بالذات. التي تتداخل فيها بيوت الديانتين لدرجة لا تستطيع تمييز بيت الهلال عن بيت الصليب. أما أماكن العبادة فيها الأكثر وضوحاً حيث تتوالى المعابد تنوعاً فمن مقام وجامع الطينفوس الى كنيسة مارجورجيوس إحدى أقدم الكنائس وأهمها في العامل والتي يزورها المسلم تيمناً بمقام الخضر عليه السلام والمسيحي كذلك للتعبد وتقدمة الأضاحي. الى جامع عمر بن الخطاب رضي الله عنه والذي يعتبر من أقدم الجوامع في العالمين العربي والإسلامي. بمسافة لا تزيد عن سبعين متراً، الى كنيسة مارإلياس القديمة 512 م. الى مدرسة وجامع ابن القيم الجوزية. الى كنيسة الثالوث المقدس. بمشهد وتسامح لم يعرف التاريخ له مثيلاً. ولا زلت أتذكر ذلك المنظر عندما كنت اعمل في مدينة ازرع في الصيف الماضي. حيث علاقات الصداقة والرفقة المستمرة بين رجال الدين لكلا الديانتين. الى كافة المواقع الأخرى والتي لا تختلف عن ازرع مثل مدن شقرا وخبب والشرايع وتبنة وحتى درعا المدينة. هذه الصورة المشرفة هي مصدر فخر لنا جميعاً في منطقتنا ومثال حي للغرب عن التآخي والتسامح الديني في بلدنا مهد الحضارات والديانات الأولى.
التاريخ - 2018-03-19 12:57 PM المشاهدات 787

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا