اليوم يتوجب على كل سوري وعربي وأي إنسان متابع للاوضاع السورية خلال السبع سنوات المنصرمة أن يدرك ما هو حجم أهمية ومكانة الغوطة الشرقية لدى دول الغرب الداعمين للإرهاب بشتى الوسائل المادية واللوجيستية والعسكرية وغيرها ..ما إن بدأت العملية العسكرية في الغوطة الشرقية حتى بدؤوا يحاولون إحالة سقوطها بشتى الوسائل والادوات إلا أن إرادة الجيش السوري انتصرت وسقطت مناطقها تباعا وكان أخرها مدينة دوما ..لكن مع تداعيات الغوطة كانت الخطط البديلة والتهديدات تجري في الكواليس الأمريكية والغربية .. من مخططات للهجمات الكيميائية إلى تمثيليات إنسانية عبر أصحاب الخوذ البضاء وغيرها .. وصولا إلى مجلس الأمن وإعادة ذات السيناريو .. باتخاذ قرار عسكري ضد سوريا ..ويتوقع أن يقوم بالعدوان أربع دول برئاسة واشنطن وحتما إسرائيل وفرنسا وبريطانيا .. لكن هذه الدول هي أجبن من اتخاذ هكذا خطوة تجاه سوريا فالضربة التي يتحدثون عنها هي عمليا ذات نطاق واسع وهذا سيؤدي إلى رد عنيف ضدهم ..والدليل : أن الأمور في سوريا كانت في ذروة السوء عام 2013 حين لوحت واشنطن عن طريق مجلس الأمن بضربة عسكرية ضد سوريا ولم تنفذ واشنطن ذلك .. فكيف هو الحال اليوم وكل الموازين السياسية والعسكرية في سوريا تبدلت !!المعروف أن واشنطن تمتهن انتهاك القانون الدولي وتحرك مجلس الأمن بما يتماشى مع أهوائها .. واليوم ذات المشهد يتكرر كما تكرر مرات ومرات سواء في العراق أو في فيتنام او في سوريا خلال السبع سنوات الماضية وغيرها ممن اعتدت الولايات المتحدة عليها.و يعتبر الوجود الامريكي في سوريا غير شرعي وخاصة أن الدولة السورية طلبت مرارا أن تغادر هذه القوات أراضيها بل طالبتها بخروج فوري أيضا معتبرة تواجدها انتهاك للسيادة السورية واعتداء على أراضيها .والجدير بالذكر أن عدة أصوات خرجت من البيت الأبيض خلال الأزمة السورية قالت أن التواجد والتدخل الامريكي في سوريا غير شرعي وغير قانوني .. إلا أن واشنطن وجدت الحجة لشرعية وجودها وهو الحرب على داعش التي هي بذاتها قامت بإنشائها .. وبحجة ضرب مواقع داعش قامت بضرب مواقع للجيش السوري مثل قصفها لمعبر التنف 18 ايار 2017وبعدها قصف تجمع للجيش السوري في دير الزور .. وضربة على مطار الشعيرات 7 نيسان 2017 وكل هذه الضربات لم تقدم أي شيء إيجابي للسوريين بل زادت من مآسيهم وساهمت بمساعدة المجموعات والتنظيمات الإرهابية و منحهم فرصا ذهبية لـ لملمة شتاتهم و إعادة تمركزهم .فهل كانت الولايات المتحدة تنتظر أن ينتصر الجيش السوري لتقوم بتمثيليات في مجلس الامن ؟ ألم يكن بإمكانها القيام بضربة منذ بداية الاحداث والاطاحة بالدولة كما حدث في العراق ؟!دون إطالات .. واشنطن لم تقم بأي عمل عسكري سابقا ضد أي بلد قوي , بل كل هجماتها كانت ضد الضعفاء وهذا واضح عبر تاريخها .. وسوريا لم تكن يوما دولة ضعيفة وإلا لما تم التخطيط لسيناريوهات إسقاطها منذ عقود وكلها فشلت ؟؟ وهذا دليل قوة … و واشنطن والغرب يعرفون هذا جيدا ..
التاريخ - 2018-04-11 6:25 PM المشاهدات 655
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا