شبكة سورية الحدث


امرأة من بلادي

اللاذقية – نور نديم عمران امرأة خمسينية من نساء بلادي، تحمل في قسمات وجهها الطيب الصورة الحقيقية للمرأة السورية المكافحة ...الأم التي تربي رجالا "وتعدهم لمستقبل الوطن وصون كرامته.السيدة هيام سعيد ابراهيم ...المرأة التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي  ووسائل الإعلام منذ فترة قصيرة ،وأصبحت قصتها حديث الملتقيات والمجالس بعد أن أحرقت القلوب بكلماتها التي قالتها وهي تنتظر أياماً مع أهالي المخطوفين على أمل خبر يأتيها ويثلج صدرها...هي واحدة من أمهات كثيرات قدمن فلذات أكبادهن فداءً لتراب الوطن...هي امرأة جاورتها وعرفتها زمناً طويلاً ..وكان لي شرف تدريس أحد أبنائها..هذه هي أم الشهيد سومر أحد أبطال الجيش العربي السوري، والمجند المخطوف حسن جمال ابراهيم...إنسانة بسيطة تختزل بتعابيرها الصادقة  ودمعاتها الثكلى ثقافات العالم وحضاراتها.عاشت مع عائلتها الفقيرة مادياً الغنية أخلاقياً...وكانت زوجة وفية لجندي أصيب بجلطة دماغية تركته مشلولا" قهراً على ولديه. .فالأول خطف في حرستا ليستشهد الثاني بعد أربعين يوماً فقط في دوما .التقيتها اليوم وترافقنا ليجمعنا حديث برائحة الياسمين الدمشقي ونسيم اللاذقية البحري: هل عدت بأخبار طبية عن حسن يا أم سومر ؟بتنهيدة حارقة أجابتني:   لا والله...مامن أخبار ..لكن وعدني البعض أن يكثفوا البحث والسؤال عنه؟___آمل أن يجبر الله خاطرك وتسمعي ما يسرك قريبا". ..**إن شاء الله...إن شاء الله..الحمد لله على كل حال...الحمد لله الذي يمنحني القوة والصبر لأتحمل أوجاعي ...لقد تعبت والله تعبت...ربيت أولادي بالفقر لكنهم كانوا رجالا"على صغر سنهم...كانوا سندي وفرحي. ..وصاروا وجعي وقهري...أملي بالله كبير ،أنتظر فرجه. ..إيماني به يقويني كلما ضعفت.وعلى الرغم من معاناتي فرحت بأن أمهات كثر وجدن في كلامي قوة لهن وباعثاً على الأمل بإيجاد أولادهن.__هل لديك أية مطالب يا أم سومر يمكن أن نوصلها لجهات معينة؟لا أريد شيئاً من أحد إلا من رب العالمين ..أريد خبرا" عن ولدي...إن كان شهيدا" فمثله مثل كل الشهداء ،وسأحمد الله  ...وإن كان حيا "فأرجو أن يجمعني به قريبا"..المهم أن أعرف الحقيقة ليرتاح قلبي .ولكل من عبث بتراب هذا الوطن...أكرر يومياً دعواتي بأن تكون إدلب مقبرته ومحرقته...إلى جهنم وبئس المصير كل من تسبب بمقتل شاب من شبابنا، وكل من عبث بأمننا واستقرارنا ،وكل من تاجر بمستقبل أبنائنا وسرق لقمة عيشنا. .لكل مفسد وفاسد في البلد...لكل إرهابي وخائن ...أرواحكم ملطخة بالدماء وليست أيديكم فقط..كرمنا الله بشهادة أبنائنا ،وأذلكم بطغيانكم وكفركم ..إلى جهنم وبئس المصير...إلى جهنم يا أعداء الله. ودعت هذه القديسة وأنا لا أجد كلاما "بعد كلامها يقال سوى الدعاء لله بأن يجبر خاطرها هي وكل أم مخطوف، ويعوض صبرهن فرجاً وفرحاً ،وأن يعيد لسوريانا ألوان الفرح والأعياد.
التاريخ - 2018-04-13 8:25 AM المشاهدات 1243

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا