خاص سورية الحدث بقلم محمد الحلبي بعد أن هربت من مستنقع الرذيلة.. عشيقها يدفعها إلى عالم الجريمةفي تلك اللحظة التي قررت فيها أن تخرج من جحيم الحياة الآثمة التي تعيشها وتهرب مع منقذها, توقف الزمن فجأةً، لتجد (نورا) نفسها أنها قد خرجت من مستنقع الرذيلة لتدخل في عالم الجريمة من أوسع أبوابه في ساعةٍ لم تكن في الحسبان، فماذا عن تفاصيل هذه الحادثة.. الجواب في الأسطر القادمة...الزوج القتيلكانت (نورا) البالغة من العمر ثلاثين عاماً تعمل بالدعارة، وكان زوجها يجبرها على البغاء ويقوم بجلب الزبائن لها في مكان سكنها بإحدى المحافظات الشرقية مقابل المنفعة المادية، فيما كان هو يقوم بصرف الأموال على ملذاته الشخصية أيضاً، حتى تعرفت (نورا) على المدعو (فيصل) الذي تردد على منزلها أكثر من مرة منذ أن عرفها ليقع في حبائلها عندما أسرت له أنها سئمت الحياة التي تعيشها، فعرض عليها فكرة الهرب من منزل زوجها أولاً ومن ثم الزواج به، وقد راقت الفكرة لـ (نورا) وراح الاثنان يخططان للهرب، حيث كان الموعد أن تخرج (نورا) من منزلها صباحاً عندما يكون زوجها فاقداً لوعيه نتيجة سكره الشديد كل ليلة، وفعلاً حزمت (نورا) أمتعتها وهمَّت بالخروج مع (فيصل) الذي كان ينتظرها، إلا أن زوجها شعر بتسللها خارج المنزل فأمسك بها وحاول ثنيها عمَّا تعزم عليه رغم سكره الشديد، وهنا تدخل (فيصل) لينشب شجاراً حاداً أنهاه الأخير بطعن زوج (نورا) بأداة حادة ويفر مع عشيقته إلى العاصمة دمشق...بعد عدة أيام كان رجال الأمن قد عثروا على جثة القتيل، وشرعوا بالبحث والتحري وجمع المعلومات فتكونت لديهم قناعة بضلوع زوجته بحادثة القتل، وما يدعم هذه الفرضية هو اختفاءها عن مسرح الجريمة، كما اتضح لهم أيضاً وحسب تقرير الطبيب الشرعي أن المغدور كان قد تشاجر مع قاتله نتيجة السحجات والكدمات المتفرقة في أنحاء جسده، فيما أفاد الجوار أنهم سمعوا صراخ المغدور إلا أنهم لم يعيروا بالاً للموضوع كون المغدور كثير الشجار مع زوجته وزبائنها المحترمين...في دمشقكان (فيصل ونورا) قد وصلا إلى العاصمة دمشق مع مسروقاتهم من منزل المغدور،وكان لابد لهم من استئجار شقة للإقامة فيها ريثما تهدأ الأمور وتخبوا نار تلك الجريمة ويجدوا حلاً لها، فاستأجر (فيصل) منزلاً في منطقة كفرسوسة لعدة أيام قبل أن يعودوا ويغيروا عنوان إقامتهم بين جرمانا ودويلعة تحسباً فيما إذا عرف رجال الأمن مكان إقامة (نورا) من أنها متخفية في دمشق، وهذا فعلاً ما كان...الانهياركانت النقود التي بحوزة الفارَّين من وجه العدالة قد شارفت على النفاد نتيجة تنقلاتهم الكثيرة، وقد فكروا ببيع بعض مجوهرات (نورا) إلا أنهم سرعان ما استبعدوا هذه الفكرة خوفاً من أن يطلب الصائغ فواتير تلك المجوهرات ويشك بأمرهم لأنهم لا يملكونها في الوقت الحالي ويحدث ما لم يكن في الحسبان، ولهذا فكرا بالطريقة الأسهل لتحصيل المال وهي بيع جوال المغدور، وبعد أن أصبحت النقود بأيديهم ربما دفعهما غلاء المعيشة في دمشق وربما الخوف إلى ترك العاصمة والتوجه إلى حمص، حيث كانت نهايتهم هناك عندما ألقى رجال الأمن القبض عليهم في كراجات البولمان، وأثناء التحقيق معهم أنكر (فيصل) علاقته بمقتل زوج (نورا) وادعى أنه كان في دمشق عندما لجأت إليه (نورا) هاربةً من ظلم زوجها، وأنه كان ينوي الزواج بها ولا علم له بمقتل زوجها أبداً، لكن (نورا) اعترفت أن (فيصل) كان يتردد على منزلها بدعوة من زوجها للممارسة الجنس معها مقابل المنفعة المادية، وكان زوجها يقبض الثمن قبل أن يصارحها المتهم بحبه لها، ويخططان للهرب معاً والزواج لاحقاً، كما اعترفت من أنهما لم يتمكنا من تصريف أي شيء من المسروقات سوى جوال المغدور، هذا الاعتراف كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير عندما تم استدعاء صاحب محل الجوالات الذي اشترى جوال المغدور، وقد تعرف على المدعو (فيصل) وأبرز صورة هويته كونه يحتفظ بصور هويات الزبائن الذين يشتري منهم الجوالات المستعملة تحسباً للمشاكل اللاحقة، وهنا انهار (فيصل) معترفاً أنه كان قد خطط للهرب مع (نورا) للزواج بها، وأنه لم يكن ينوي قتل زوجها لولا أنه فاجأهم في اللحظة الأخيرة لينشب بينهما شجاراً دفعه لإخراج (موس كباس) كان بحوزته ليطعن المغدور به خوفاً من افتضاح أمره أمام الجوار بعد أن تعالت أصواتهم كونه معروفاً في تلك المنطقة..وقد أحيل كل من (نورا وفيصل) إلى القضاء المختص لينالا جزاء ما اقترفته يداهما الآثمتان من جرم...
التاريخ - 2018-04-14 4:43 PM المشاهدات 920
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا