السويداء- معين حمد العماطورييشكل الموقف اليوم تعبيراً وجدانياً عن مكامن الشخصية الإنسانية، ولحظة تعبير بخروج المكمن هي برهة انسجامية مع المشاعر ودرجات المحبة، ربما ليس لدى العديد من أفراد المجتمع القدرة عن الإفصاح بها بالشكل الذي يقدمها الشاعر فهو يرسم بين المتخيل الذاتي والمعيش الوجداني، رؤية جمالية لرسم صورة انبعاثية، لها مكنونها الإنساني وإيقاع تناغمي مع سمو الروح الشفافة والفعل الواقعي النابع عن الموقف، إذاً في التشخيص للواقع والتصوير وربط الدلالة بالغنائية الروحية الخالصة يستثير الشاعر بقوة الحدس والصوت الجهوري، أنه الممثل لكل من أرادوا التعبير عن الصورة ذاتها في قلوب ورؤى الآخرين، ولكن اختيار اللحظة والوقفة الممشوقة والإعجاز بالوصول إلى المتلقي هي ما قدمه اليوم الشاعر بشار أبو حمدان حينما انتزع من العيون دموعها ومن الأفئدة ولوعها، ومن العقول روعة الإعجاب بما قدم، ليقف معبراً عن درجات الوفاء ذات الاعتبار، وكان الحدث مبني على أسس أخلاقية وأمانة وجدانية بالوصف...الموصوف هو الأمير جهاد زيد الأطرش سليل دار عرى التاريخية الحاملة عبق التاريخ الماضي واللحظات الحاسمة في اتخاذ القرار بالحرب والسلم، صاحب الدار التي حمل أردانها الأمير شبلي الأطرش في نهاية القرن التاسع عشر، واستمرت على موقفها بامتداد سليلها من أبنائها وصولاً إلى المرحوم الأمير شبلي الأطرش الحفيد الذي فارقنا قبل عامين ونيف والمتمتع بالعقل والفطنة والحكمة والصمت المرين والرؤية الثاقبة والموقف الساكن في القلوب، ليتسلم مقاليد الأمارة من بعده الامير جهاد زيد الأطرش المعروف أنه رجل صنديد صادق بما يقول عريق بما يفعل رجل في كفيه نار وفي أحداقه شرر، لا يخشى قول الحق لومة لائم، إذا وعد وفى وإذا نطق صدق، وإذا ارتجل كان سيد الرجال بارتجاله، له مع أنغام الوفاء مقامات، ومع سيمفونية الرجولة سجلات تاريخية... المهم أن الشاعر بشار أبو حمدان وقف اليوم وربط بين الماضي والحاضر وأعاد بالذاكرة إحياء سليل هذه الدارة الماجدة بمواقفها الوطنية الاجتماعية وهي التي اطعمت الجياع ماضياً ودفعت ضرائب الفقراء للاحتلال العثماني خوفاً من إيذائهم، وهي التي قدمت لأبناء الصليب في صيدنايا مئات الجمال المحملة بالدقيق كي يربط الصليب والهلال في لقمة العيش الوطنية السورية ...وقف الشاعر بشار أبو حمدان وعبر بوفاء وصدق المشاعر عن الأعمال والأفعال التي قدمها الامير جهاد الأطرش خلال الأزمة التي مرت بها البلاد من حفاظ على الأرض والعرض، ومنع التقسيم والمحافظة على الوحدة الوطنية المتكاملة بما حمله من شعار أهله وأجداده وعمه قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش / الدين لله والوطن للجميع/ لا بل كان واضحا بما فعل فأراد تطبيق شعار المقاومة ضد الإرهاب / اطلبوا الموت توهب لكم الحياة/ ولهذا أنشد الشاعر بشار أبو حمدان بأبيات من الشعر الوجداني الواقعي الأخلاقي قائلاً: يــــــا ميـــــــــر أنـــــــــا رافقتلــــــــي نــاسٍ ونــــــاس نـــــــــــــاسٍ شــــــــــرينــــــــاها ونــــــــاسٍ نبيعــــــــــه مـــــــا لقيت مثــــــلك يــــــا ذرى كـــــل نومـــاس يـــــــا معــــــــــزز ربوعـــــــــك براس الطليعه إنت الفخـــــــر وبرفقتـــــــــــك رفعــــــة الــــــــــراس والله ما آنــــي مســـــــــايــــــرك بـــــــالذريعـــــــــه يا مير يا رفيق الدرب يـــــــــا صفا الماس يــــــــــــا حافظ عهود الجبـــــل والوديعه مــــــــــاهمّنــــــــا قــــــول الــــردي وكل بــــــلاّس نعرفْكْ ما نعرف الشمس السطيعهمحشـــــــــوم حـــــــــازم لــــــــين القلب جرنــــــــاس فصّال مـــــــــن هيـــــــــل النفوس الرفيعهدار الدروز اللي بها الساس عـــالســــــــاس من دور شبلـــــــي وبعد شبلــــــي ربيعـــــه وبوزيــــــــــد فــــــــــكّاك الصعيبـــــــــــــــات نبــــــراس خلفة حســـــن راعي الأفعــــــــال البديعـــــه يـــــــا ميــــــر حنـــــــا عـــــــزوتك فعـــــلٍ وبــــــــاس وأرواحنـــــــــــــــــا لعيــــــــون عينــــــــــك نبيعــــــــهأخيراً نستطيع القول إن استحضار للمواقف الوطنية النبيلة بين الماضي والحاضر لعمري هي ثقافة نحتاجها اليوم وغداً، ليس للتغني بالماضي التليد بل ليكون واقعاً لنا في إعمار البشر قبل الحجر، بعد أن فقدنا الكثير من منظومات القيم المجتمعية لا يمكن استرجاعها إلا بالمواقف لأن الكلام المستهلك باتت خزائننا ملآى بجرابها من الكلام التنظيري، ولهذا من يفعل ترى الشعراء والأدباء يتغنون بفعله ...بوركت ايها الشاعر الوفي بشار ابو حمدان فكان قصيدك اميري ...وأدام الله عزك ايها الأمير الشجاع في قول الحق والضمير وانت أمير الشجاعة...والوفاء هو شيم السوريين الشرفاء...
التاريخ - 2018-06-02 4:28 AM المشاهدات 815
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا