يرافق شهر رمضان في حوران بعض العادات والتقاليد الخاصة بهذا الشهر والتي هي بمثابة طقوس أساسية ولا تقبل التغيير، حيث تلتقي فيه النفوس وتتسامح، وتتنوع فيه الطقوس والعادات، فالشهر المبارك له مكانة قدسية وروحانية خاصة تميزه من باقي شهور السنة.وعن أهم العادات في حوران حدثنا المحامي الأستاذ خضر حجازي الذي قال: إصلاح ذات البين وصلة الرحم من أبرز عادات درعا الرمضانية، فبعد الخروج من الجامع يقول أحد أصحاب الخير إن خلافاً لا يزال قائماً بين بعض الأشخاص فيذهب وفد من رجال البلدة إلى كلا الطرفين ويسعوا للخير وحل الخلاف خلال الجلسة ودخولهم لمنزل المتخاصمين، ويمارس كبار السن العديد من الألعاب القديمة والتراثية منها "المنقلة وطاولة الزهر" ومن أهم العادات التي ما زالت خالدة في الذاكرة الحورانية، تزيين الحارات القديمة والمضافات بالعبارات المرحبة بشهر رمضان وفرش السجاد بعد غسله، وذهاب الناس بعد الإفطار لأداء الواجبات الدينية التراويح.العادات التي تحمل البعد الاجتماعي حدثنا عنها الأستاذ محمد الغزاوي فقال: من أجمل العادات والتقاليد المتبعة في حوران خلال شهر رمضان المبارك هي لمة "العيلة" التي تكون لها خصوصيتها ونكهتها، حيث يجتمع أفراد الأسرة على سفرة رمضان على الإفطار ويتوسطهم كبير العائلة مع أبنائه وأحفاده، ولا تزال أيضا العادات ذات البعد الاجتماعي متداولة في ريفنا الحوراني، وأهمها عادة "السكبة" أي "الطعمة" العادة الأصيلة والتي لها دلالات طيبة، حيث يتبادل أهالي الحي ما يتم طبخه، فقبل رفع الأذان وقبل موعد الإفطار تتسارع النساء في المدينة لتبادل وتقديم أطباق الطعام لبعضها في حركة تعبر عن مدى التواصل الاجتماعي بين العائلات الحورانية التي تعودت على الكرم والطيبة بحيث يتناول معظم أهالي الحي طعام بعضهم بعضاً على الإفطار أو السحور وهذه عادة ما زالت موجودة في قرانا الطيبة.للشهر الكريم بحوران عادات وطقوس وأجواء حدثنا عنها السيد أحمد نعيمي الذي قال: شهر رمضان بحوران له عاداته وطقوسه التي لا تندثر من حيث التحضيرات لاستقباله، وأجوائه الدينية المميزة والسهرات التي تجمع الأهل والأحبة، عدا إن رمضان شهر الطاعة والخير والبركة فأن للشهر الكريم بحوران عادات وطقوس وأجواء وأهم هذه العادات والتقاليد المحببة في حوران الدخول على أول يوم بالبياض على موائد الطعام حيث اعتاد أهالي حوران في أول أيام شهر رمضان الفضيل على بياض والخروج منه على بياض، أي تقوم السيدات والنساء المتقدمات بالسن بطبخ أي شيء أبيض مثل المنسف وأذان الشايب والرشوف والكبة باللبن والرز مع فاصوليا، بالإضافة لشيخ المحشي وطبيخ مليحي، وهذا من المعتقدات إنه إذا طبخنا أي شيء فيه بياض أول يوم تصبح المحبة والمودة بين بعض لا مشاكل ولا خلافات ولا حزن ولا ضيقة، لأن الناس يعتقدون أن افتتاح الشهر بأكلة ذات لون أبيض سيجعل باقي أيامه بيضاء.تمثّل أيام الشهر الفضيل وموائده لوحة فسيفسائية جميلة غنية بألوان غذائية متعددة ويقول هنا كمال العبدالله: ما يميّز شهر رمضان في حوران توجه العائلات للأسواق لتأمين المأكولات والشراب والحلويات وهذا ما يميزه بطابع خاص عن بقية الأشهر فشهر رمضان يطل علينا في كل عام ضيفاً لطيفاً حيث تمثّل أيامه وموائده لوحة فسيفسائية جميلة غنية بألوان غذائية متعددة تحتاج لدقائق للتمعن بلوحاتها مما يتسبب بـحيرة للصائم والمشتري والأطباق الرمضانية التي تشتهر بها حوران، مثل المزنرة وهي أكلة حورانية عريقة، إضافةً للأطباق التالية الشيشبرك والكباب والزقاريط والمكامير والمليحي والفطاير.
التاريخ - 2018-06-11 11:41 AM المشاهدات 3722
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا